ما أقسى وطنا لايذرف الدمع على أحبّائه إلا بعد رحيلهم . ولا يتذكّر تكريمهم على وفائهم له ـ وعلى تضحيّاتهم بأعمارهم وبحرّياتهم الشخصية، ودفن أنفسهم بالحياة في سبيل أن يستمر بالتقدم والنمو والإزدهار ـ إلا بعد فوات الأوان !.. وبعد أن يصبح التكريم أو حتى الإعتراف بمآثرهم نوعا من الإجحاف والنّكران ؟!..
وهذا ـ للأسف ـ واقع الحال في الجزائر . أن يعيش الرّواد والأبطال حياتهم في الظّل تماما كالأشباح التي لم يكن ليراها أو يسمعها الأحياء، ويتم تجاهل إسهاماتهم وإنجازاتهم تماما . وبعد رحيلهم فقط يُحتفى بهم، وتُقدّم لهم التحايا، وتُقام على شرفهم الجنائز الرسمية، ويُعلن الحداد على (الرموز) ؟!..
فرحيل (أحمد بن بلة) وحده ما أعاد تتويجه كأول رئيس للجمهورية الجزائرية المُستقلة، بعد أن أمضى حياته تحت الإقامة الجبرية، محروما من حقوقه كمواطن وليس كمجاهد أو كرئيس سابق ؟!.. وأيضا وحده رحيل (الشاذلي بن جديد) ما أعاد الذاكرة الجماعية إلى الوراء، حيث كان ميلاد (الديمقراطية) على يديه، فحُرم من رؤيتها بقية حياته ؟!..
وكأن الموت وحده ما يُنصف العظماء في الجزائر، وما يرُدّ لهم الإعتبار ؟!.
12 . 10 . 2012
التعليقات (0)