ماتت البقرة و لم يعد هناك المزيد من الحليب..مثل کردي تذکرته وانا أسمع بتطبيق العقوبات النفطية ضد نظام الکذب و الدجل في إيران، حيث أن القطاع النفطي الذي کان بمثابة الشريان الابهر لإستمرار بقاء النظام الايراني قد بات متضررا من جراء العقوبات الدولية الاخيرة المفروضة عليه من قبل الاتحاد الاوربي، وبذلك فإن ملالي طهران لم يعد بوسعهم التصرف کسابق عهدهم وان مستقبل قاتم السواد بإنتظارهم.
والحقيقة أنه لم يدر بخلد النظام الايراني أن يجد نفسه ذات يوم في موقف صعب و معقد کهذا الموقف الحالي الذي يغوص في رماله المتحرکة في غمرة تفعيل العقوبات النفطية المفروضة عليه إبتدائا من يوم الاحد 1/7/2012، ذلك أن النظام تصور أنه بوسعه الاستمرار في عملية خداع المجتمع الدولي حتى اليوم الذي سيحقق فيه حلمه المنشود بإمتلاك القنبلة النووية ليستأسد تماما على دول المنطقة بحيث يجعلنا نترحم على إسرائيل!
ملالي إيران الذين دائما تمادوا في الاستهزاء و الاستخفاف بالمجتمع الدولي و إستعلوا على دول المنطقة بصورة عامة و على دول الخليج بصورة خاصة، يجدون أنفسهم بعد تطبيق العقوبات الدولية الجديدة للاتحاد الاوربي و التي تطال القطاع النفطي، في أکثر من ورطة و أزمة، ذلك أن الاتحاد الاوربي قد دخل عليهم من باب يکون من الخطر جدا عليهم إبقائه مفتوحا، والذي يرعب ملالي طهران و قم هو إحتمال أن تتوسع الدائرة لتشمل مختلف دول العالم و بالتالي تکون بالشکل الذي يقطع الاوکسجين الکافي لتنفس النظام.
القطاع النفطي بصورة خاصة و العجلة الاقتصادية للنظام و الذي يسيطر عليه قوات الحرس الثوري، سيکون المتضرر الاول من هذه العقوبات و ليس المواطن العادي في إيران کما سيحاول النظام للإيحاء بذلك، وان النظام الذي قام بتمشية أموره طوال العقود الثلاثة المنصرمة بواسطة البترودولار، سيجد نفسه في موقف لايحسد عليه أبدا خصوصا وانه قد قام بتمشية أموره طوال العقود الثلاثة الماضية من عمره غير المديد بعون الله بواسطة شراء الذمم، وسيجد نفسه في مواجهة واقع أقل مايقال عنه مرير.
قذافي إيران، او محمود أحمدي نجاد، کان قد وعد قبل خمسة أعوام بأن يأتي بالعائدات النفطية الى مائدة المواطن الايراني، لکن الذي جرى خلال الاعوام الخمسة الماضية هو ان الشعب قد إزداد جوعا و فقرا بسبب النفقات الهائلة و الاستثنائية للنظام على مشروعه النووي و کذلك في إدارة الملفات في سوريا و لبنان و العراق و دول الخليج و کذلك إستمرار الملالي في سياسة تصدير"الارهاب"الذي يسمونه دجلا و کذبا"ثورة"، ومن المنتظر جدا أن تتصاعد مشاکل و أزمات الشعب الايراني في خضم الوضع الجديد وان تؤدي الى مضاعفات غير منتظرة للنظام، وهو أمر يجب على المجتمع الدولي و دول المنطقة أن لاتدعها تمر مر السحاب وانما تستفيد منها و توظفها من أجل درء خطر هذا النظام و إيقافه عند حده.
العقوبات الدولية التي تم تطبيقها منذ الاول من تموز الجاري، سبق للمقاومة الايرانية وان طالبت بها منذ 25 عاما، ورکزت عليها کثيرا ولاسيما في خطب و مواقف قائد المقاومة الايرانية مسعود رجوي و رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية مريم رجوي، بل وان السيدة رجوي التي إستقبلت تطبيق العقوبات الدولية الاخيرة على النظام الايراني أکدت بأنه"من الضروري توظيف العقوبات كآلية لإرغام الملالي على الإلغاء الكامل لمشروعهم النووي، ومن غير ذلك فان الشعب الإيراني سوف لن يقبل باي تنازل على حساب قرارات مجلس الأمن والإعتراف بتخصيب اليورانيوم من قبل هذا النظام."، هذه العقوبات من المهم جدا على المجتمع الدولي أن يعيرها الاهتمام اللازم و الکافي لکي تؤدي دورها المطلوب والذي يکتمل تماما بدعم و تإييد الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية خصوصا وان المقاومة الايرانية تمکنت من تجاوز و تخطي مختلف العقبات و العراقيل الاقليمية و الدولية التي وضعها النظام الايراني في طريقها بل وانها نجحت أيضا في کسب الموقف الدولي بصورة غير عادية فاجأت الملالي جعلتهم يشعرون بالدوار من جراء ذلك، والمطلوب اليوم هو أن تقوم دول العالم بشکل عام و دول المنطقة"والخليجية منها بشکل خاص"، بإتباع سياسة جديدة من شأنها تضييق الخناق على النظام الايراني و عدم إفساح المجال أمامه للتنصل من هذه العقوبات.
التعليقات (0)