الظهورُ المُقدَّس وموقفُ الأمة وطريقُ النجاة.
بقلم: محمد جابر
بعد غيبة وتغييب وغربة و وحشة وتشريد وتطريد ولو ظفر به لقتل بكل تأكيد.. ظهر الموعود فكيف سيكون استقباله؟!.
هل ستقبل الأمةُ قائدها ومنقذها المُغيَّب بالشكل الذي يليق به ويليق بقضيته وغيبته ومعاناته؟.
هل ستقبله بالورود والرياحين؟.
هل ستُعزف له الأناشيد.. وتُلقى له القصائد والكلمات والخطابات؟.
هل...؟ وهل...؟ وهل...؟.
الكيفيةُ التي سيُستقبل بها المُنقذ المُخلِّص أخبرنا بها النبيُ وأئمةُ أهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهنا سنذكر أحد المواقف وهو أنَّهم سيستقبلونه بأشدّ مما استُقبل به رسول الله من جُهال الجاهلية:عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: « إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله صلى الله عليه وآله من جهال الجاهلية.
قلت: وكيف ذاك؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأوَّل عليه كتاب الله يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر»، كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ج ١ - الصفحة ٣٠٥
والجميع يعلم أنَّ جُهال الجاهلية المشركة استقبلوا النبي بالسب والشتم والتكذيب والتنكيل والاعتداء ومحاولات القتل، أمَّا جُهال الجاهلية المشرعنة فيستقبلون المهدي بأشد من ذلك كما دلَّت الروايات..
لاحظ انَّه الجهل الذي كان ولا يزال السلاح الذي يُشهَرُ بوجه المصلحين على طول الخط وأي جهل؟!. انَّه الجهلُ المُقدَّس!!!. جهلٌ يُسوَّق باسم الدين، وهذا ما دلَّ عليه قوله عليه السلام: (وكلهم يتأوَّل عليه كتاب الله يحتج عليه به) يستخدمون القرآن ويؤِّلونه لضرب المهدي عليه السلام، وهذا الجهل سيتبناه الكلُّ الا الأندر ممن رحم ربي لأنَّ الإمام قال (وكلهم يتأول)،
إذن كيف ينجو الإنسان من هذه الفتنة العظيمة بحيث لا يكون مع جبهة الكثرة الكاثرة (المُقدَّسة) التي ستتبنى تلك المواقف.. ويكون مع القلة القلية النادرة الناصرة كما بيَّنت الروايات؟.
طريق النجاة رسم خارطته النبي وأئمة أهل بيت العصمة وترجمه الأستاذ الصرخي في أربع مستويات ينبغي أنْ يتحلى بها الإنسان ليكون مُستعدا لنصرة المهدي الموعود ذكرها في بحثه ( الإستعداد لنصرة الإمام المعصوم عليه السلام) ضمن بحوث (السلسة الذهبية في المسيرة المهدوية)، فكان مما جاء فيه قوله: « يتوجب علينا السعي والجد والإجتهاد لنكون على استعداد لتقبل الانوار الإلهية المقدسة ونتشرف بها فيعجل الأمر ويسهل، وبخلاف ذلك نتوقع حصول البداء والتأجيل، وللوصول الى المستوى المطلوب من الاستعداد يجب ان تتحقق أمور منها:
أولا: التكامل الروحي.
ثانيا: التكامل الأخلاقي.
ثالثا: تكامل مستوى الايثار والتضحية.
رابعا: التكامل الفكري: انَّ المستوى الفكري والذهني للإنسان من المقومات المهمة والرئيسية لشخصية الإنسان، فالعقل والتفكير هو المميز للإنسان عن الحيوان، وهو الأساس لكل عمل ارادي يقوم به الإنسان... بعد أنْ عرفنا نعم الله علينا وتفضله لتشريفنا لنا بالعقل وميزنا به عن البهائم فالواجب أنْ نشكر نعم الله علينا وأنْ نستعمل العقل ونستغله فيما وضع له من التمييز بين الحق والباطل، ومن الواضح أننا لا نريد بالتمييز مُجرد التمييز الذهني الفارغ من التأثير على النفس ومشاعرها فانَّ مثل هذا التمييز لا نتصور فيه حصول ترتب الثواب أو حصول العقاب، عليه أو على عدمه، بل المراد بالتمييز الذي يدخل الى أعماق النفس والذي يُحرِّك فيها حرارة العاطفة والمشاعر تحريكًا يدفع الى السلوك المتناسب مع المفهوم الحق الذي أدركه العقل...».
التعليقات (0)