الظلم لا يجتمع مع السلام

بعد تواجده في مصر على هامش الحوار الوطني الفلسطيني، أعلن عن أن "موسى أبو مرزوق" و هو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد تمكن من دخول غزة عبر معبر رفح الحدودي و ذلك بعد 30 سنة من تهجيره من أرضه الفلسطينية..

أنا هنا لا يهمني اسم الشخص بقدر ما تهمني الحادثة بحد ذاتها. انسان فلسطيني لا يستطيع أن يدخل وطنه و لا أن يرى قريته، و ان فعل فسرا يدخل و سرا يخرج، بأي حق يكون ذلك؟ باي حق يحرم انسان من العودة الى بلده؟؟أي حق قانوني أو سماوي أو وضعي يمنح القوة لمجموعة أو كيان أو دولة بأن يحرم انسان ما من حق العودة الى الأرض التي لا يعرف له أرض سواها؟؟ أي حق يستوطن البولوني و الروسي و الأمريكي و الفرنسي أرض فلسطينية و يهجر أصحابها الشرعيين من بيوتهم و أراضيهم؟؟؟.

ربما "موسى أبو مرزوق" كحالة استثنائية بحكم موقعه و مكانته السياسية تمكن من دخول فلسطين و لكن انسان فلسطيني بسيط من يعيده الى أرضه أو حتى من يمنحه يوم أو يومين لكي تلمس قدميه ثرى وطنه و يكحل نظره بأرضه و يشم هواء فلسطين.

لا أدري على ماذا يراهن الذين يتحدثون عن "السلام" و الذين يلهثون للقاء الأمريكين و الأوروبيين و "الإسرائليين" بهدف مواصلة "عملية السلام"، هل يراهنون على أن الفلسطيني اللاجئ في لبنان أو سوريا أو البرازيل أو أمريكا قد ياتي اليوم الذي ينسى فيه أنه له بيت في حيفا أو يافا أو الخليل أو القدس، أو يراهنون على أنه سيضيع مفتاح بيته الذي أعطاه اياه والده قبل موته، أو يراهنون على أنه سيخون شجرة الزيتون المزروعة في قلبه قبل أن تكون مزروعة في حقله.

بالتأكيد ان كان الأمر كذلك فأنهم واهمون و يراهنون على السراب. لا يمكن لأحد في العالم أن يقنع انسان ما ب "السلام" و هو يرى أرضه يستوطنها آخر غريب و ان المدرسة التي كان من المفروض أن يدرس فيها أولاده يدرس فيها الآن أولاد آخرون لا ينتمون اليها، فالإنتماء الى الأرض شعور فطري في الإنسان لا يستطيع احد أن يلغيه بقرار هنا أو اتفاق هناك.

عندما يشعر المظلوم بالإنصاف عندها فقط يمكن أن نتحدث عن السلام والذي يجب أن يعم العالم.