مواضيع اليوم

الظالم والاحمق والغريب

د.محمد احمد جميعان

2010-09-21 07:13:20

0

 دوام الحال من المحال

د.محمد جميعان

عندما يكبر الظالم يتجبر ، فالظلم يعمي البصيرة ، وتطوى خلف بصره، ولا يعد يرى سوى ما تقع عليه عيناه ، وهنا التهلكة والنهاية ، لان ما تنظره الاعين في احيانا كثيرة ليس اكثر من خداع بصري او من سراب يحسبه الظمآن ماءأ ، حتى اذا ما وصله اجهد نفسه ومات عطشا .

وعندما يكبر الظلم ، لا يتسع له وعاء ولا ينفع معه غطاء ، وتصبح الحاجة لتبريره مكشوفة ، حتى انهم ليلجأؤون الى الكذب ومزيد من الكذب ، ولان الكذب يكبر مع حجم الظلم وعظمة ، فان المقدرة على صياغته تضعف وتتكشف ، وينطبق عليه المثل الشعبي المعروف " عرفت الكذبة من كبر جمها"  

هكذا هم ، يغطون الشمس بغربال ثم يأتوا لينظروا بأن الشمس غابت أوابتلعها الشيطان أو حجبها ذلك الغربال الصنديد .. وهكذا يبدأ المشوار ولا ينتهي إلا أن يلحق الآخرون ويسيروا في ركب المنظرين في لعنة الشمس ومدح الغربال الذي استطاع أن يحجب قرص الشمس ..وان لم تفعل فأنت القاصر المقصر الذي لا يعرف الحقائق التي يعرفها العباقرة المنظرون بالباطل ..!

فتى بريء أو ربما اظهر البراءة طرح حلا عليهم "لماذا أيها القوم لا تغطون قرص الشمس ببرذعة حمارنا فهي قادرة على حجبها ،لنكون صادقين على الاقل عندما نلعن الشمس وقد غابت أشعتها عن عيوننا .."

شيخ عركته الأيام وفقد الكثير من دبلوماسيته ربما لان رجله اقتربت من القبر صاح مشفقا على الفتى بعد ان سمع قوله"يا ولدي لا تكن ساذجافالقوم يعرفون كل شيء ولكنهم يتفننون في ممارسة القهر ،أنهم يريدون ان تقهر نفسك مرتين، مرة وأنت ترى الشمس بعينيك وتقول أين هي الشمس ، لقد غابت.. ،ومرة أخرى وأنت تمدح الغربال الذي اخترقته أشعة الشمس وتدعي على نفسك وضميرك زورا وكذبا ان الغربال حجب الشمس وقام بواجبه على أكمل وجه.. يا ولدي ان الشمس في زمن الظلم والزيف و البهتان تحجب بجرة قلم وتوجيه سلطان وان كانت ظاهرة للعيان ، أليس هو القهر بعينه..؟!

تماما مثل ذلك الغريب الذي يستولي على بيتك اووطنك ،ثم يعمد إلىتوزيع زوايا البيت وأركانه على بعض أصحاب البيت ، هنا ينام رب الأسرة ، وهنا تقعد العجوز، وهنا يتكئ الابن البكر، وهنا يقف هذا الولد وذلك الطفل وتلك الفتاة وهكذا..  ثم يصدر توجيهاته بمنع استخدام أدوات المطبخ ومرافق البيت إلا بموافقته واستجدائه ..

ولان الاستجداء لا يكفي عند ذلك الغريب، فلابد له من سيل مقدمات ضرورية لادامة رفع معنوياته ليستجيب لهذا الاستجداء، إذ لا بد ان يفرض على كل فرد مهما صغر اوكبر ، او علا شأنه او قل ، من أصحاب البيت ان يسبح بحمد وفضل ذلك الغريب واوليائه والطاعة لاتباعه ، والا فان الحجب وتكميم الافواه لهم فيه منهجا ، والحرمان لهم فيه عقاب ، والتشويه لهم عليه جوابا، والاتهامات ان وجدوا الظروف مناسبة نهايته ومصيره ..

 ولان الغريب فوق كل هذا وذاك لا يشعر بالأمان والطمأنينة، فهو دائم القلق ، بوقع اسرع من البرق، هواجسه لا تنتهي ، ولا سبيل امامه سوى إلى جلب مزيدا من الغرباء والمرتزقة ، ليهدأ باله ، وليسيطروا على كل طنجرة وصحن وملعقة ورأس بصل، وجحر صراصير وقبو فئران ،وممسحة بلاط او حيطان او لحى او شوارب ، لا فرق ،  فالمهم الغلبة والكثرة لهم ، ويبقى لأصحاب البيت الذل والقهر والفتات ..

وصمت الشيخ عن الحديث، وقال حكمته ؛ تنوعت الأدوات والقهر، واحد ولكن دوام الحال من المحال، ودع الظالم والاحمق والغريب يغوص في غيه ومتاهاته لان النتيجة تاتي على رغيف خبز تماما كالجمل الذي قصمت ظهره شعره …؟!                                    

                                         drmjumian@gmail.com

http://majcenter.maktoobblog.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !