الطّبقات
بين الأمس واليوم في المجتمع اللبناني
بقلم: حسين أحمد سليم
كان فيما سبق يُصنّف النّاس وفق الطّبقات التالية: الأمراء, المقدّمين, المشايخ, العامّة أو الفلاّحين.
فالأمراء والمقدّمون:
كانوا أعلى الطّبقات, لأنّ الحكم كان عهدا طويلا بين أيديهم, والمقام الأوّل لهم... وكان لهم امتيازات خاصّة حصلوا عليها خلال جهادهم الطّويل في سبيل الحفاظ على مقاطعاتهم وحدودها وخيراتها...
المشايخ الإقطاعيون:
يقعون في الطّبقة الثّالثة من طبقات المجتمع... شيّخهم الأمراء وجعلوهم حكّاما للمقاطعات المعروفة التي سلّموها إلى عهدتهم ومن ذلك الحين عُرفوا بالإقطاعيين أو المقاطعجيّة... وكان للمشايخ هؤلاء حدود يقفون عندها في أحكامهم ولا يتجاوزونها إلى ما هو من اختصاص الحاكم العام... وقد أنبط بعهدتهم جباية الأموال المعروضة على أعناق المكلّفين وأرزاقهم, وفصل ما يقع بينهم من خلافات وخصومات, وتوطيد الأمن في ربوعهم ودعوتهم إلى الحرب بناء على إرشاد الحاكم, والسّير تحت قيادتهم مُجهّزين بما يلزمهم من زاد وأسلحة...
المشايخ الفخريون:
شيّخهم الأمراء, دون أن يُولّوا إقطاعات, ولم يقم منهم حكّام... وقد ألحق المشايخ الأصلاء بهم حيث يُقيمون أفرادا من العامّة رأوهم على جانب من الغنى والكرم والصّولة فقرّبوهم منهم, وأذنوا لهم بأن يحملوا لقبهم وينتسبوا إلى أسرتهم ويُقيموا إلى جانبهم, وذلك بغية الإستقواء بهم والإنتفاع بمعونتهم, وبذلك, ومع الأيّام, أصبحوا مشايخ ملحقين تربطهم بالمشايخ الأصلاء وحدة الإسم لا وحدة الدّمّ, وجرى النّاس على تسميتهم بالمشايخ الصّغار كما تعوّدوا تسمية الأصلاء بالمشايخ الكبار...
العامّة والفلاّحون:
وهم الكتلة الكبرى من مجموع الشّعب في عهد الإقطاع... دعوا بالفلاّحين لانصراف أكثرهم إلى فلاحة الأرض واستثمارها عهد كانت المصدر الأهم للمعيشة... كانت تُرهق كواهلهم بالضّرائب التي كانت تُفرض عليهم من قبل المقاطعجيّة في ذلك الزّمن...
التعليقات (0)