لا أعرف بماذا كان يفكر قادة (الحركة الوطنية لتحرير أزواد)، حين وضعوا أيديهم في أيدي التنظيمات (الجهادية)، وجعلوها سندا لهم لبسط سيطرتهم على شمال مالي، رغم علمهم أن تلك التنظيمات أكثر (تشدّدا) من أن تقف (مُتفرجة) على (طقوسهم الإحتفالية) بإعلانهم قيام جمهوريتهم الحلم؟!..
فالطقوس التي لاتكتمل نشوة فرحهم بجميع مناسباتهم (الدينية والإجتماعية) إلا بها، لاتتماشى (بتاتا) ومنهج (السلفيين) الذين أطالوا لحاهم، وقصّروا أكمامهم وسراويلهم !.. والذين (لن يسمحوا) لأنغام (التيندي) ولا لأهازيج الرقصات (المختلطة)، أن تعلوا فوق أصوات دعاتهم وأئممتهم الواقفون على قدم وساق ـ وفي أيديهم العِصي والرّشاشات ـ لتطبيق الشريعة الإسلامية في أكثر صورها (تطرّفا وغلوًا) ؟!..
لا شك أن أكثر قادة الحركة (دهاءا سياسيا)، لن تعدو إجابته عن سبب ذلك (التحالف المميت)، سوى (إجترارا) للمقولة (الغاية تبرر الوسيلة) !.. أي أن غاية الطوارق ورغبتهم (المُلحة) في (كيان مستقل)، أعمتهم عن رؤية الوسيلة الأنسب لذلك، فاختاروا وسيلة (فتّاكة) بدأت منذ اللحظات الأولى لبلوغهم غايتهم، تهددهم هم مستعمليها، قبل مَن إستعملوها ضدّهم من حكومة مركزية، ومن دول الجوار التي تترصد تحركاتهم جميعا، وتتابع الأوضاع هناك عن كثب ؟!..
فإستعمال وسيلة الجماعات الإسلامية الجهادية لبلوغ غاية دولة (علمانية)، هو ضربٌ من ضروب الحُمق السياسي، والإستراتيجي، والعسكري، معا !.. لأن العالم، وحتى وإن تعاطف مع الطوارق في مطلبهم، فهو سيتحفظ على تقديم دعم ملموس لهم، لأنه لن يبقى متفرّجا على طقوس تلك الجماعات التي تُعتبر من (المحظورات) !.
09 . 04 . 2012
التعليقات (0)