مواضيع اليوم

الطوارق في الجزائر يعيشون بكرامةٍ يحلم إخوانهم في دول الجوار بنصفها

عبدالسلام كرزيكة

2010-02-04 14:28:05

0

 

الطوارق هم قبائل مسالمة رغم محاولات الزج بهم في معارك طائفية لئيمة وعقيمة ، من طرف جهات ترفع (الأمازيغية) الفارغة شعاراً لها ، ولتوجهاتها الداعية لتمزيق النسيج الإجتماعي للجزائر الواحدة رغم الإختلاف الإيديولوجي الطبيعي بين مكونات التركيبة السكانية ..
الطوارق في الجزائر يعيشون بكرامة يحلم إخوانهم في دول الجوار كمالي والنيجر بنصفها ، بل ولاتزال عاداتهم راسخة يمارسون طقوسها بكل حرية ، وبتسهيلات كبيرة من طرف الحكومة الجزائرية ، وهو مايحسدهم عليه إخوانهم من الدول السابقة أوالأمازيغ بصفة عامة ، والأدلة على الأولوية التي توليها الجزائر للأقليات بصفة عامة والأمازيغ بصفة خاصة كثيرة ونكرانها من طرف هذه الأقليات عن جحود أو عن خلفيات مدفوعة بجهات خارجية تسعى لزرع البلبلة ، وتفريق الصفوف باسم حقوق الإنسان وباسم الدفاع عن الأقليات وتراثها ، هو دليل على أن ماتقوم به الدولة الجزائرية من جهود فعلية لحماية تلك الأقليات وتراثها يثير إمتعاض جيرانها وعلى رأسهم القائد الليبي معمر القذافي الذي ساهم كثيرا في إيقاظ مشاعر الإنتماء (الزائف) لدى الطوارق في نطاق كل الدول التي يعيشون فيها ، ودعى لعقد عدة مؤتمرات تمخضت عنها مساندته الكاملة لمشروع (دولة الطوارق) !
وبالتركيز على مبادرة العقيد الجاثم على نفوس الشعب الليبي نجد أنها ليست نابعة من تعاطف حقيقي مع الأقليات المضطهدة (بحسب فلسفته) الفريدة ، لأنه آخر من يجب أن يتحدث عن الإضطهاد وهو الذي يملأ المعتقلات بالمعارضين لسياسته ، وهو من أعدم ولايزال يعدم أصوات الحق المنادية بالديمقراطية والتحرر من الديكتاتورية ، بقدر ماهي إحدى خرجاته لتوريط الجزائر في مواجهات (لاتستحق) مع مكون أساسي من مكوناتها ، وهي محاولة لزج الدول المعنية (مالي ، النيجير ، الجزائر ) في صراعات داخلية وحتى في حروب أهلية ..
وبالعودة إلى واقع الطوارق في الجزائر نجد أنهم يعيشون بمستويات تفوق كثيرا مستويات غيرهم داخل الجزائر وحتى خارجها ، فنجد أن نائب مجلس الأمة للطوارق لايُنتخب بل يتم تعيينه بمرسوم رئاسي ، وقد كان (الحاج موسى أخاموك) رحمه الله ، أمينا للعقال أي بمعنى (أمنوكال) أو  ملك الطوارق والناطق بإسمهم بولاية تمنراست، وله إتصالات مباشرة مع رئاسة الجمهورية لرفع إنشغالات الطوارق ، ورفع شكاويهم حتى على إطارات الدولة من أمثال المدراء الولائيون وحتى الوالي نفسه ، بل وتصل مصداقيته لحد تحويل الوالي إذا لم يتماشى وخصوصيات المنطقة ، هذا غير الإمتيازات التي يحظى بها الطوارق على اعتبار عاداتهم ، فكان الطابع العمراني لولاية تمنراست إيحاءا بتراثهم ، كما تكفلت الدولة الجزائرية بإنشاء غرفا للصناعات التقليدية حفاظا على الإرث التقليدي وضمانا لإستمراريته وعدم إندثاره ..
ووضع الطوارق بولاية تمنراست لايختلف كثيرا عنه في ولاية إيليزي وفي الجنوب الجزائري بصفة عامة ، والخلاصة أنهم يعيشون في الجزائر بكامل حقوق المواطنة المتعارف عليها ، ولاتمت حالتهم ووضعهم لتساويف وأباطيل وإدعاءات المدّعين بصلة ، بل هي محاولات من هؤلاء للزج بهم في تصادمات مع الحكومة الجزائرية هم في غنىً تامٍّ عنها.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

تاج الديــن : 02 - 2010

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات