الطموح في انعكاسه الأخر
الطموح صفة قلما تتواجد في كثير من الناس بل في الغالب ما تجد أن الأكثرية تفتقر لها بالرغم من أن الطموح له قوة المدفع حين يدفع صاحبه للنجاح والتميز وعندما يجعله ينطلق من وسط السكون بقوة يحسد عليها.
وهو في حياة كل منا شيء أساسي كونه يصنع القدرات ويخلق المهارات ومع ذلك يظل سلاحاً فتاكاً بل وذو حدين ، فهو كأي سلاح له مميزات وعيوب فغالبا ما يكون الإنسان الطموح انعزالي لا يضيع وقته في الصداقات إلا إذا كانت هناك فائدة يرتجيها ويصبح الميزان المادي هو الأساس في حياته, بل أنه قد يتحول لمصاص دماء يمتص مصالحه ممن حوله لأكبر قدر ممكن ثم يتركهم بعد ذلك غير عابئ بخسارتهم المادية والمعنوية وهو في بحثه عن طموحه لا يستغنى عن الشراسة التى تنفر الناس من حوله فهو في نظر نفسه محارب يستخدم كل أداة توصله لأغراضه مما يؤدى إلى أن تصبح الأنانية وحب الذات رفيقاه الوحيدين في الحياة.
وللأسف في بعض الأحيان قد يقترن الطموح بالجشع كعدم تقبل الإنسان الطموح لنجاح غيره ،فيحاول أن يستولى على نجاحات الآخرين و لو لم تكن تناسبه بل ربما يصل الأمر إلى التخريب المتعمد لإنجازاتهم، حتى لا يحتل أحد مرتبته المتميزة ومكانته بين الناس وفي هذه الحالة يتحول الطموح للجشع والجشع واحدة من أكثر الصفات كرها على مر العصور فهو صفة تحول صاحبها إلى قاتل وحتى التاريخ لم يخلو من ذكر الجشع فهو واحد من الخطايا السبعة المميتة التى حددتها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية خلال فترة العصور الوسطى والتي كان صاحبها يستأهل الإعدام شنقا في الميادين العامة حتى يكون عظة وعبرة للآخرين.
وتبقى المشكلة الأساسية حين يظن الإنسان أن طموحه لازال دون المستوى المطلوب غير عالم أننا في الحياة لا نحصل على كل شئ وأن من الحكمة أن نظل نتطلع إلى الغد حتى ننجز أكبر قدر من أحلامنا ولا يعنى ذلك التعدي على حقوق الغير واغتصابها ، كما أن يفترض أن يكون الطموح عامل محفز لا أكثر، وعلى الإنسان أن ينعم بحياة طبيعية يعمل فيها استطاعته ويقطف بعدها ثمار جهده وعمله وحتى لو لم يحصل على مراده فكما نعرف أن هناك حكمة إلهية في المنع والعطاء يختبر فيها الرب عباده من البشر ويجازيهم بصبرهم أو يعوضهم بأفضل من ذلك .
وحين يصل الإنسان الطموح لنهاية مسار إنجازاته يستوعب وقتها الخسارة التى كسبها والتي لم تكن في الحسبان وينظر حوله فيجد إن انجازاته بكبرها صغيرة أمام خسارته لإنسانيته التى لا تعوض.
التعليقات (0)