الطفولة العراقية مرشحة وبقوة لدخول نادي القتل والفشل الدولي
بقلم : الأستاذ محمد الكناني
جيلٌ يخيم على ذاكرته في الليل والنهار الخوف من المصير المجهول , فالطفولة العراقية حملت طياتها ملفات لأوجاع والآم ٍ , يبيتون على أرصفة الشوارع ويستيقظون على الأسى فالأرصفة ملجئهم والأكياس غطاءهم , فهذا حال أطفال بلاد الرافدين الذي أنظار العالم تتجه صوبه بكل دقة وحذر شديدين , ونحن نعيش خيرات ولكن محرمين منها , فما بال بأطفال الصومال وغيرهم من البلدان الفقيرة ؟؟؟
وهذا مايراه كل مراقب ٍ دولي حتى بدا للعيان للكثير منهم أن الهيكل الأساسي للطفولة العراقية بمعناها العام على وشكل الانهيار وأصبحت الطفولة العراقية مرشحة وبقوة لدخول نادي الفشل الدولي ويرجع السبب الرئيسي لكل هذه المؤشرات الخطيرة للحكومة العراقية بكل أطيافها ونسيجها العام في البرلمان العراقي , فلم نرَ من القادة السياسيين اهتمامهم ورعايتهم لهذه الشريحة سوى كلماتهم التي ملئت وسائل الإعلام المزيف وترتيبهم للكلمات الإنشائية التي لا تقدم ولا تؤخر من الواقع المأساوي للطفولة العراقية فتناحرهم السياسي وتقاتلهم المستمر من أجل المناصب وحرب الملفات فيما بينهم كل تلك الأمور حلقات تتأزم يوما ً بعد يوم والضحيّة والمأساة الكبرى تقع على كاهل الطفل العراقي فلا مستوى معيشي بالمستوى المطلوب ولا تأمين للضمان الاجتماعي والصحي له ولعائلته ولو تساءلنا بماذا تختلف الدول الأوربية عن مجتمعنا ؟ أبأموالهم ؟ أم بنفطهم ؟ أم بميزانياتنا الطائلة التي أصبحت وكأنها مخصصة لأفواه البرلمانيين العراقيين السارقين ؟
والطفل الأوربي يعيش ويُعطى كامل حقوقه , وفي المقابل هنالك في بلد الخيرات , بلد النهرين يعيش أربع مليون ونصف من أطفال العراق في تيه ٍ وعاصفة ومصير ٍ مجهول وهم يعانون من نقص في الخدمات الأساسية ويواجهون أخطر الانتهاكات لحقوقهم المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل التي صادق عليها العراق عام 1994م وفي قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 1612 .
وعليه فالمنصف والمُدرك للوضع المأساوي لأطفال العراق يُدرك أن هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات فحسب وإنما وراء كل رقم هنالك طفل ٌ يتألم بسبب سياسيّ العراق الناهبين للخيرات .
التعليقات (0)