الطفلة المستذئبة

الطفلة المستذئبة

البشر المستذئبون هم أناس مسخ ، ولدوا وهم يحملون ملامح وجه وجسد بشعر كثيف جدا شبيهة بملامح وجه وجسد الذئب لأسباب جينية .
وعدد الحالات كهذه الموثقة تبلغ 50 حالة على مستوى العالم منذ العصور الوسطى ... وقد كانوا فيما مضى يعيشون حياة العزلة التامة وينفر منهم المجتمع وبتشاءم منهم . فيدفعهم للعزلة التامة فلايستطيعون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي .

الآن تغيرت النظرة لهؤلاء فلم يعودوا ينظر إليهم الغير على أنهم لعنة أو مسخ وروح شيطان .. إلخ من جهل وخرافات القرون الوسطى .. بل وأصبح المجتمع يتقبلهم على إعتبار أنهم حالة مرضية خاصة تستدعي التعاطف .

الطفلة التايلندية المستذئبة "سوباترا ساسوفان" التي ولدت قبل 11 سنة تبدو أفضل من كثير من حالات سابقة . وكانت عند ولادتها محط إهتمام الصحافة العالمية والتلفزيون ؛ كبرت سوباترا الآن وأصبحت تلميذة في مدرسة بمدينة بانكوك لذوي الإحتياجات الخاصة . لكنها تظهر نبوغا متميزا في مادة الرياضيات وقالت خلال لقاء تلفزيوني أجرته معها إحدى القنوات الفضائية الأمريكية أنها فخورة بنفسها لكونها حالة خاصة . وأنها تمارس حياتها بشكل طبيعي في منزل أسرتها وبين بنات الجيران وزملائها في المدرسة . وأنها ترغب في أن تصبح طبيبة كي تعالج والديها وتساعد الناس بتخفيف ألامهم.

ويقول عنها أساتذتها أنها مواظبة ومجتهدة ونابغة في مادة الرياضيات وإجتماعية . وعن تقبل زملائها الأطفال لها قيل أنهم كانوا في البداية يخافون منها لكنهم تعودوا عليها شيئا فشيئا . فأصبح الأمر طبيعي بالنسبة لهم.

وعن حالة المستذئبة سوباترا . يقول الأطباء أنهم حاولوا كل سبل العلاج بما فيها التخلص من الشعر الكثيف الزائد في وجهها وباقي أنحاء جسدها. لكن النتائج كانت تأتي عكسية كون أن الشعر يعود فينمو بشكل أكثر كثافة من قبل. وبالتالي فإن الأفضل هو ترك الحال على ما هو عليه..... والجدير بالذكر أنها كانت قد أجريت لها عقب ولادتها مباشرة عملية جراحية للتخلص من جزء من الشعر الأسود الكثيف الذي كان يغطي وجهها آنذاك ويمنعها من التنفس الطبيعي .