مواضيع اليوم

الطـــريق إلى .. إيـــلاف..

محمد شحاتة

2011-08-07 16:38:45

0

إذا سألنا أحد .. هل يجوز للمشركين والكفار أن يدخلوا إلى جوار المسلمين المسجد الحرام بمكة المكرمة ؟
سأجيبه على الفور ..
لا بالطبع لا يجوز لهم أن يقربوه من الأساس لأن الله حرم ذلك عليهم..
لذلك نجد الطريق إلى مكة المكرمة عند مفارق نقطة التحريم إشارة إلى طريق للمسلمين فقط يؤدي للمسجد الحرام .. ثم طريق لغير المسلمين من العاملين بالمملكة أو الزائرين أو الأجانب يبعدهم عنه ..
وإذا سألنا أحد .. هل يجوز للمشركين والكفار أن يدخلوا إلى جوار المسلمين مدونات إيلاف وأن تكون لهم مدونات بها ومشاركات ؟
سأجيبه على الفور ..

مدى علمنا أن الحظر اقتصر على المسجد الحرام ولم يتعداه إلى المدونات ..

فالبيت الحرام ملك لله الذي أمرنا ألا يقربه المشركون بعد عام الفتح ..
أما المدونات فهي مشروع ملك لأصحابه أقاموه على أسس فكرية مبنية على تلاقح الثقافات البشرية دون التقيد بديانة أو بجنس أو بمذهب أو بفكر معين ..
وللمدونات طريقة واحدة للجميع لإنشاء المدونة ولكتابة المواضيع ونشرها ولكتابة التعليقات لا علاقة لها بخانات الديانة أو الجنس أو الفكر أو المذهب ..
لذلك ولجنا مدونات إيلاف وكانت وقتها تعج بمدونات لمدونين أصحاب ديانات ومذاهب دينية وسياسية شتى من أنحاء العالم ..

مسلم على مسيحي على صهيوني على ملحد على شيعي على سني على جعفري على علماني على ليبرالي على سلفي .. إلخ إلخ ..
كل يتحدث من زاويته .. وكل يعبر عن عقيدته وانتمائه وفكره وثقافته وآرائه ..

هذا ما عايشناه .. وهذا ما لمسناه ..وبناء عليه سطرنا مقالنا ( مدونات إيلاف نزعت ورقة التوت الأخيرة) ..

تقاربت الآراء وتشابكت حد الالتحام والتشاجر.. وتباعدت المفاهيم والأفكار حد القطيعة والتهاجر ..

والراسخون في التدوين لا يتعدون الحد الفاصل بين الحرية والإساءة وبقيت إدارة المدونات كمرجع وحكم فاصل بين المدونين عند التجاوز والإساءة المتعمدة .. وكانت المدونة العلمانية و المدونة الصهيونية من أقدم المدونات في إيلاف .. أي جئنا بعدها بأشهر عديدة .. ثم توافدت بعدنا وفود من مدونات الزملاء ومن القراء الذين يشار إليهم الآن ببنان الشهرة والصيت في عالم إيلاف ..
وقد كنا في بدايتنا مغرقين حماساً بعكس الآن بعد أن شربنا قليلأ من ماء الخبرة والتروي .
فتغيرت نظرتنا ولم تتغير نظريتنا .. وهدأت حناجر عقيرتنا دون أن تهوي منابر عقيدتنا
.. وإننا نرى ونتابع زملاء لنا يلجون مدونات ويستقبلون مداخلات بلون علماني أو صهيوني وهم في هذا لهم رأي ورؤية مناطها عدم الخشية والقدرة على المواجهة والمجابهة والتباري ولجم الخصم الحجة والبرهان بمنطق وأدلة وأسانيد ..

ونحن في ذلك نتابعهم ونحترمهم –جداً- ونقدرهم أيضاً .. وإن كنا لا نحذو حذوهم ولا نخطو خطوهم ..

فهم أحرار فيما يسلكون وربما كانوا أجدر بالثناء عليهم حال نجاح مرامهم وبلوغ مرادهم ..

إلا أن أشد ما يحزننا أن نرى من يزايدون على أخوانهم في العقيدة وفي الدين ويختصون لأنفسهم لواء الذود عن الحياض والدفاع عن رب العباد بينما يجردون أشقاءهم من كل منقبة ويرمونهم بكل نقيصة ومثلبة لا لشيء إلا لأنهم لا يجارونهم في مسالكهم..ولا يماشونهم في طرائقهم .. ولا يوافقونهم في مساربهم ..

يتهمونهم بمحاداة (محاربة ومعاداة) الله ورسوله !!.. ومواددة الكفار والمشركين على حساب العقيدة والدين غافلين عن قول الله تعالى .. إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)

نحن هنا ليست لنا يد لنلون المدونات كلها باللون الذي نفضله وندين به ..
نحن هنا ليست لنا يد لنمنع من نريد ولنمنح من نشاء بما نريد وبما نشاء ..
من أراد أن يتناول الفكر الإلحادي أو العلماني أو الغصب الصهيوني بما عن له من حق التصدي سواء بالالتحام.. أوالنقاش .. أوالمواجهة الحوارية .. أو بالكتابة المباشرة الأحادية المستقلة .. أو بالرد الهادئ والتفنيد الفكري كيف لنا أن ندينه ؟! أو أن نزايد عليه في دينه ؟! أو أن نتهمه في عقيدته ؟!.. كيف لنا أن ننكره .. أو نتنكر له ؟!
نتفق معه أو نخالفه مع وجوب احترامه من واقع حسن النية وحسن المقصد ..
لقد باخت .. وباخت جداً تلك التصرفات غير المسئولة ممن ينبري ليذكرنا كل وقت وكل حين بأنه حامل لواء الدفاع عن الدين وحده ؟! وبأنه المُخْــلِص المتفرد ..وبأنه المُخـَّـلِص الأوحد .. وبأنه الوفي وغيره الخائن .. وبأنه المؤمن وغيره المذنب الآثم . وبأنه الصالح وغيره الطالح .. وبأنه المؤيد من الله وغيره المؤيد من الشيطان . .

يقف ليهدد .. ويجلس ليندد .. ويتوعد المخالف لمسالكه بالسعير .. ثم في آخر كل أمر يهدد بالانسحاب من "الميدان" !! ويقاطع محذراً ومنذراً إذا لم ننجر إلى ذات أساليبه المتضمنه زخماً سبابياً وشتائمياً وانفعالياً لا نقره حتى ولو كان المقصد منه شريفاً غاية الشرف ورفيعاً غاية الرفعة ومقدساً غاية القداسة .. ..

فعلها ما يربو على ثمانية مرات من قبل يذهب ثم يعود .. رغم أنه في الثمانية مرات و"يزيد" يعلن الانسحاب لأسباب مختلفة ليست كلها حمية من أجل الدين !!! ..

وكأننا سنتعلق بذيل ثيابه رجاء وأملاً واستغاثة ألا يتركنا للمصير المحتوم الذي يقودنا إليه نزقنا وتسيبنا وتفريطنا في عقيدتنا !! ..

وهو لا يدري كم يسيء من حيث أراد أن يحسن !!..
نحن هنا في عالم متماوج .. ومتعارض.. ومتعاكس .. وملتحم .. ومتآلف .. ومتضاد ومختلف .. ومتفق.. ومتناكر من الأفكار والمذاهب والأديان والعقائد والمدارس والمفاهيم والثقافات والآراء والعقول والمشارب ..
لا نستطيع أن نحجر على أحد ولكن نستطيع أن نرد عليه ..
لا نستطيع أن نسيطر على أحد ولكن نستطيع أن نفند مقالته ..
لا نستطيع أن نمنع أحداً من الكتابة ..
ولكن نستطيع أن نقول له أخطأت أو أصبت ..
أحسنت أو أسأت .. أجزأت أو تجاوزت ..
فالبيت الحرام فقط الذي أمرنا الله أن نمنع الكافر أو المشرك أن يقربه ..
أما هذه المدونات فكما لم يأمرنا الله أن نمنع الكافر أو المشرك أو حتى الصهيوني أن يقربها ويكتب فيها ..

فإن الله لم يمنعنا أن نتخير طريق الرد عن حياض ديننا والذود عن عقائدنا كيفا نراه مرضٍ لضمائرنا لا حسيب ولا رقيب علينا إلا الله ..

   http://1234.elaphblog.com/posts.aspx?U=1455&A=33982مقالنا مدونات إيلاف نزعت ورقة التوت الأخيرة

http://1234.elaphblog.com/posts.aspx?U=1455&A=52142  مقالنا التدوين والخيط الفاصل بين الحرية والإساءة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !