- 25 / 1 / 2009م - 2:00 م
«التسرع في التفسيق والتبديع والتكفير بهدف الانتقام وإساءة الظن مزلق خطر»، والكلام لمفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ. لقد رأينا كل المتناقضات خلال الأعوام السابقة ومنها هذه، فلماذا لم نجد المفتي يعترض على تفسيق وتبديع وتكفير (الرافضة) وهم مواطنون سعوديون يحملون كل حقوق وواجبات المواطنة، ولم نجده يعترض على أولئك الشباب المتشدد الذي لا يحمل شيئا من العلم وهو يفتي ويصدر أحكاما دون علم، أو حتى على أولئك الشيوخ الذين دأبهم تكفير الرافضة دون غيرهم، وقد القوا كل هموم الأمة خلف ظهورهم حتى معاداة الصهيونية بجرائمها البشعة، وكرسوا أنفسهم لتوسيع الهوة بين المسلمين لمصلحة من لا نعلم؟ ولماذا أيضا لا نعلم؟ تلك القوائم من الشركات والمحال والمنتوجات والتي يمتلكها الشيعة الرافضة والتي تنزل كل حين على المواقع الإلكترونية لا تجد معارضة أو توضيحا أو نقطة نظام من المشايخ والمفتين عليها. أما أن تنزل قائمة منتجات، كل ريال يصرف لها بالشراء منها وبتصريح بعض من ملاكها الصهاينة، أنها لدعم الرصاص الذي يذبح العرب، فإنها تسمى (طعطعة).. لماذا هذه المفارقة العجيبة؟ نشجع أعداءنا على بعضنا البعض، ونستنكر معاداة قاتلينا جميعا. فالعدو الذي قتل الشيعة في لبنان هو نفسه الذي قتل السنّة في غزة، ونحن إن لم نقف متفرجين على ذلك في السابق، أصبحنا مشجعين له الآن! هل يعني أن الحالة العدائية الطائفية لدينا بين شيعة وسنة تستوجب مناصرة الصهاينة ليقضوا علينا دون هوادة، ودون حتى اعتراض على ذلك، بل بالدعم المالي من جيوبنا، عبر شراء منتجاتهم والتي يستخدمون أموالها لتأصيل وجودهم في ارض سرقوها وأوهمونا بأن هذه أرضهم ولهم حق بها، حتى كدنا نصدق كذبهم وخداعهم لنا ولعلمائنا، وبتنا نفتي لهم ولمصالحهم؟ لقد افتى الـ 22 شيخ في تكفير الشيعة دون نبس شفة من مفتي أو عالم يستنكر ذلك. وكم فتوى صدرت ضد هذه الشريحة من المواطنين، وكم من المضايقات والملاحقات وانتهاك لحقوق الانسان ـ فضلا عن المواطن ـ دون موقف أو اعتراض؟ لطالما سمعنا عن فتاوى التكفير وعن المضايقات التي لا زال يعاني منها غير السلفيين في المدينة المنورة وفي مكة المكرمة، ولطالما عومل الشيعي بقسوة متناهية في اقبية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونقلت معاناتهم عبر المواقع أو الصحف ولا مجيب لذلك. ولطالما صدرت أحكام لا تتوافق والعقل السليم على المواطنين الشيعة، ولا حياة لمن تنادي، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: ـ صك صادر من محكمة شرعية بشهادة سبعة شهود بالجلد والسجن على أمي لا يقرأ ولا يكتب بتهمة القراءة من كتاب شركي في المدينة المنورة «شيعي المذهب»! ـ صك آخر بالجلد والسجن لشخص لنفس التهمة، بالإضافة إلى التسبب بإزعاج الزائرين والمصلين في المسجد النبوي برفع صوت الدعاء والمتهم أبكم « شيعي المذهب»! ـ ايقاف بناء مسجد مرخص ومكتمل الأوراق اللازمة في الأحساء! المسجد لشيعة! ـ ملاحقة الشيعة في الأحساء والقطيف بسبب احيائهم مراسم عاشواء والتي لم يذكر قط في التأريخ أنها أضرت بمصالح دولة هم بها! هذه للأمثلة لا الحصر، فهل علينا أن ننشغل بمثل هذه الحريات التي هي من اساسيات الدول المتقدمة والمتحضرة والمراعية لحقوق وحريات الإنسان عن قضايانا الكبرى والمهمة، بل ونساعد عدونا علينا بالطعطعة؟ على فكرة دخلت كل المعاجم فلم افهم منها معنى لهذه الطعطعة!
التعليقات (0)