مواضيع اليوم

الطريق الى بيت المقدس يمر من هنا

اسرائيل .

2011-08-10 14:09:10

0

الطريق الى بيت المقدس يمر من هنا

خطابنا هذا بدأ تعقيبا على مداخلات ومحاورات صديقنا الوفي وضيفنا الدائم والعزيز عابر العامري، على مقالتنا (رسالتنا) السابقة .. لكن ربما أصبحت هذه عادة عندنا ان يتحول تعقيبنا الى مقال يصلح لادراج منفرد وهذا ما وقع هذه المرة ايضا.. تعقيبنا انطلق من (هنا) من محاورات الأخ عابر مع صديقنا اللدود العضعاض، لكن ما اسرع ان يضل تعقيبنا طريقه فانتهى بنا المطاف في بيت المقدس فكان هذا العنوان الذي اخترناه.... وصديقنا عابر يقال في مدحه إنه حيثما حلّ في مدونتنا أغنانا عن المشاركة في الحوار بمداخلاته الرصينة.. وأهل جدة ادرى بشعابها.. اذن نبدأ.. من هنا...

هو ذاك أخي عابر العامري هو ما تفضلت به في تعليقك على مقالنا السابق مخاطبا ذاك العضعاض بقولك: (ان كلامي ليس موجها لك انت فقط بل هو لكل من يسير على نهجك ويفكر بطريقتك). أصبت وأحسنت. نحن لا نهدر الوقت والطاقات لمخاطبة اشخاص بعينهم ولثارات ومناوشات شخصية، انما نتعامل مع فكر مستشري ومتفشي..

اليهود غاصبين. كيان صهيوني. سرطان في جسد الأمة. المغضوب عليهم. ثورة اولاد الكلب حسب الصرعة المصرية الاخيرة التي تناولت الثورة الاسرائيلية. الاسرائيليون مجرمون وكيان لقيط هذا بعض من الدرر من مقال شحاتة اليوم. تحرير فلسطين، ليس بالورود طبعا. ابادة اليهود. محو اسرائيل عن الخارطة. قردة وخنازير. اولاد اليهودية. فلان من أصول يهودية تقال لوصمه بالعار. قتلة أنبياء. قتلة اطفال... هذه مقتطفات عاجلة من درر القاموس العربي...

وكما ذكرت انت أخي العزيز فتحنا قلوبنا وصدرنا ومدونتنا. وما زلنا ولن نتخلى عن نهجنا. حرية التعبير ستظل قيمة عليا تحكم حوارنا مع الآخرين. الفلسطيني الحمساوي (بالف اسم مستعار) والسعودي (بالف اسم ايضا) جاوزوا المدى. ينشرون ارهابهم على الملأ بفخر واعتزاز. وينزعجون ويطلبون منا اعتذارا عندما نتحدث اليهم بنبرة شديدة او صوت عالي. وكأن إبادة اليهود أقل شأنا وقيمة عندهم من المساس بمشاعرهم المرهفة.. ها نحن خرجنا عن طورنا وانسقنا نحو اساليب نبغضها وصرخنا وزأرنا وقذفنا وجرحنا. وقلنا لهم بصريح العبارة ما رأينا بهم. وغني عن القول إننا نتحدث عن تيار بعينه فلا شأنا شخصيا لنا بالسعودي او الفلسطيني او المصري او سواهم..

العضعاض المعني في مقالنا عاليه يمثل تيار العضاعضة في ايلاف والجزيرة وعديد المواقع الالكترونية في الشارع العربي والاسلامي، الذين تجاوزا كل حدود الاخلاق والادب واستمرءوا نهج التضليل. مثلا: في مقالة شحاتة اليوم تناول ما دار هنا من نقاش قاسي وما حصل من توجيه رسائل لاذعة من طرفنا، وكعادته استدرج القارئ وخطب ودّه وضرب على وتر حساس بالقول إننا أي نحن الاسرائيليين نشن هجوما كاسحا على الفلسطيني. وكلمة فلسطيني حضرت هنا – خبثا – لتصور للقارئ بان هناك اسرائيليا يستأسد على فلسطيني (عبارة يستأسد من مقال المذكور)..

هذه النوايا ليست سليمة. علم فلسطين يرفرف على صفحة مدونتنا. هل يكفي هذا لينزع عنا شبهة الاستئساد على الفلسطينيين.. ثم ان المعنيين في مقالنا لا علاقة لهم قط بفلسطين اللهم باعتبارها منصة، ولا انجع، للنيل من اسرائيل وكسر ارادتها. الفلسطيني والسعودي والمصري مدفوعين برغبة متوحشة ومنفلتة العقال ودموية للانقضاض على اسرائيل اليوم قبل الغد واطلاق سكاكينهم ومخالبهم وسيوفهم تنهش في اجسادنا بلا رحمة. رسائلنا اليهم، السابقة واللاحقة، اننا اسرائيليين ويهود سنحارب حتى رمقنا الاخير. لا مساومة على ذرة تراب واحدة من الوطن. وسينقلب الغازي والمعتدي الاثيم على أعقابه يجر ذيول الخيبة والصدمة وسنرد كيدهم الى نحورهم.. في معركة الوطن نحن ننتصر او نموت..

اما الفلسطيني الحق والحقيق والصميم فلا علاقة له بهذه الوحوش الضارية التي تلهث وراء فريسة تشبع نهمها وعطشها النابع من أحقاد لا شأن لها بالذود عن الفلسطينيين. هذا مصريٌ يبحث عن ثارات بايتة مع اسرائيل. وذاك حمساويّ يقطر جهادا اسلامويا إخوانيا دمويا يوظفه لحرب اسرائيل التي سلبته وطنه حسب زعمه. وسعودي خرف لا تنتهي حروبه الجهادية بالقضاء على اسرائيل وايران والشيعة. وهلم جرا ..

ما دخل هؤلاء بفلسطين.. ولماذا يعلقون ثاراتهم وجهادهم على فلسطين.. بالامس كان المدون السوري يوسف رشيد يجف حلقه من شدة الصراخ على صفحة مدونته غضبا وغيرة، حسب زعمه، على مصلحة الامة، لا يكل ولا يمل من التحريض على اليهود أعداء الأمة حسب وصفه.. وقد حصل بيننا يومها بعض التراشق بالمقالات قلنا له باننا لا نصدق نواياه الزائفة وردحه المفتعل الذي يبتغي منه صرف الانتباه عما يجري في سوريا واشغال السواد والدهماء في حروب وهمية مع بني صهيون... وقد كان هذا قبل انطلاق الثورات العربية بشهور.. أين هو اليوم ليطربنا بالحديث عن الممارسات الوحشية والدموية التي يقوم بها النظام السوري تجاه شعبه الذي يعشقه حد الهيام كما أوهمنا الاستاذ يوسف.. أين هو ليشجينا بأحاديث الحريات التي تضرب أطنابها في سورية كما فلق أذاننا... أين هو ليحدثنا لماذا يموت الشعب السوري بالعشرات يوميا في سبيل الله سورية بشار وبس... ام ان اختفاء هذه الأبواق يكون طبيعيا بعد استنفاذ دورها... كحادثة (الموت الطبيعي) التي حصلت بالامس لوزير الدفاع السوري المقال..؟!!

انا أفهم الاستاذ والمربي عوني عارف ظاهر ورفاقه في مدونة ياصيد عندما يتحدثون عن بلدهم ووطنهم فلسطين من موقع الانتماء والهوية وتغيير الواقع المعاش، وقد طالعنا مقالته الاخيرة التي تناولت حرب 73 لاستقاء العبرة والدرس واستشعرنا نبرة صادقة بريئة نابعة من ألم وغيرة وحرص على ابناء شعبه، تختلف كليا عن الاصوات الجهادية العطشى للدم والمدفوعة بهوس ومرجعيات دموية وصائية أبوية مقيتة وسقيمة .. طبعا لا يكفي هنا ابداء مشاعر التعاطف والتفهم بل نحن نسعى – وأقصد جمهورا كبيرا من الاسرائيليين – قولا وفعلا مدفوعين بمشاعر صادقة وحقيقية وجادة ، الى تغيير هذا الواقع المعاش في فلسطين واسرائيل وانهاء هذا التصارع الذي طال أمده وان نحيا لنعيش هذا التغيير ونلمسه واقعا معاشا.. هذه هي رسالتنا وتلك هي مشاعرنا التي وقفت من وراء خطابنا الاخير... إذ شدة لهجته من شراسة المعنيين به ... وقوة نبرته من بشاعة خطابهم وفظاعة مشروعهم الاستئصالي محل ادانتنا .. وتكرار الحديث هنا انما هو من باب التأكيد .. مصحوبا ومشفوعا بحسن نوايانا وسلامة أهدافنا وصفاء قلوبنا ونقاء سريرتنا ...

علما أننا صمنا بالامس، التاسع من آب العبري، وهو اليوم الذي دخل فيه البابليون اولا والروم لاحقا، بيت المقدس، مقدسنا، في أورشليم وجاسوا خلال الديار وتبّروا ما علوا تتبيرا وحرقا ونهبا وخرابا... هذه الأجيال من اليهود، التي حافظت وحفظت هذه المناسبة، الجيل تلو الجيل، وبقيت على عهدها مع أورشليم، واستقبلتها في صلاتها، وولّت وجوهها شطرها، ورددت عبارة عائدون اليك يا أورشليم في العام القادم، هذه الاجيال تتلقى باستهجان كبير اصرار المسلمين على تحرير القدس.. وكأن دخول المسلمين الى إيلياء، أورشالم، القدس، أيام عمر بن الخطاب، يجبّ ما قبله وما بعده.. وكأن اليهود ما حجوا يوما الى أورشالم في الوقت الذي كان العرب يقصدون الكعبة.. بل كان اليهود، الذين سمح لهم آنذاك بدخول الكعبة، قبل ظهور الاسلام، لا يؤمون كعبة العرب الا قليلا لانهم كانوا ينصرفون عنها الى بيت المقدس اليهودي في ايلياء.. وهذا كان معروف للقاصي والداني في ذلك الزمان.. أورشليم، التي أطلق عليها الروم اسم ايلياء، كانت تموج بالحجاج اليهود يأتون اليها على كل ضامر من كل فج قريب وبعيد.. إذ من هذه الناحية لا أفهم نية المسلمين في تحرير القدس من دنس اليهود ورجسهم..!! هل صار رجساً ان يؤم اليهود مقدسهم ومعابدهم في أورشليم.. وهل كل هذه الاجيال اليهودية التي تتوق الى صلاة في هيكل الرب والتي ظلت تتوجه اليه في صلاتها ودعاءها.. هل هي مفترية وواهمة ومختلقة لشعائر ومناسك وأعياد ومناسبات واحتفالات وطقوس دينية ودنيوية وحلقات ايمانية وصلوات ترتبط كلها بأورشليم ... هل دخول اليهود الى باحة بيت المقدس (الاقصى) كما حصل أمس لا من اجل استثارة مشاعر المسلمين والمساس بعقيدتهم او انتهاك حرماتهم او اغاظتهم.. انما هو زاد واستذكار روحاني وايماني .. هل صار هذا دنساً يتوجب تطهيره .....؟!!

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات