مواضيع اليوم

الطريق الى الاله

ابو زيد السروجي

2009-05-02 10:35:27

0

من الامور التي اثارة العقل البشري هي قضية الاله، فقد تبنى الانسان منذ فجر التاريخ عدة طرق لمعرفة الاله، وكل طريق يمثله عقل خاص به، ومنها عقل الاجتماعي، والعقل الاستدلالي، ففي بداية رحلة البحث عن الالهة استخدم البشر العقل الاجتماعي، والذي يعتمد على الاعجاب والتقليد، فعندما بحث الانسان عن ما يعجبه من كائنات في هذه الارض فقد اتخذ الانسان عدة معبودات له، ومنها البقر و الحمير و الصقور و الافاعي و الشمس والقمر، فقد كانت معايره العقلية تعتمد على منفعته من هذا المعبود و خوفه منه، فعندما خاف الانسان من الافعى اتخذها الاله لانه قد لمس ضررها الذي احدثته به، وعندما شاهد منفعة الشمس لمحصولاته الزراعية اتخذها الاله له، وعندما شاهد منفعة القمر في الليل اتخذه معبود له، وهكذا، ومع تبني الانسان لهذه الكائنات والظواهر الطبيعية كارباب له سعى الجيل الثاني للتقليد من سبقهم في العبادة، واصبح التقليد هو السمة البارزة في العبادة واتخاذ الالهة، لذا عندما يولد الانسان في مجتمع يعبد البقر وتطلب منه ان يبحث بعقله في القضية وهل من الممكن ان تكون هذه البقرة الاله له، فانه سيبحث بعقله وسيجد بان هذه البقرة الاله، وقد نسخر من هذه النتيجة، ولكن عندما نعلم بان العقل الاجتماعي هو الذي سير الانسان في رحلة بحثه عن الاله، سنعذر هذا الذي اوصله عقله لعبادة البقر او الثعابين او الشمس، فعقولهم تعمل وفق للعقل الاجتماعي الذي يكمن في العقل الباطن، لذا فاينما ولو وجوههم سيجدون ان معبوده هو تلك البقرة او ذلك الثعبان.

وينطبق هذا الامر على العرب، فانهم في البدء اتخذو الاصنام الالهة لهم، وعندما جاء الاسلام يدعوههم تمسكو باديانهم، لانهم يرون بان ماكان عليه ابائهم واجدادهم لابد ان يكون حقيقة لامجال للشك فيها، لذا نجد الايات القرانية المكية تخاطب العقول، وتحثهم على التدبر و استخدام العقل الاستدلالي، الا انهم اصروا على استخدام العقل الاجتماعي الذي اتخذ التقليد اسلوباً له، وعندما انتشر الاسلام واختلفت الاراء و الاتجاهات اتبع المسلمون التقليد في مذاهبهم، فخرج لنا السنة والشيعة، وكل فريق بما لديهم فرحون، وكل فريق يرى بانه هو الفرقة الناجية وماعداهم هم الفرق الهالكة، لذا لو اعمل المسلمون عقولهم في البحث عن الاله، وقامو بتمحيص التراث، لوجدو العجب العجاب، فهم لا يختلفون عن البوذية والهندوس، فجميعهم مقلد، ولم يبحث بعقله الاستدلالي.

ولكن عندما يبحث الانسان بعقله الاستدلالي(بشرط اقصاء العقل الاجتماعي) سيصل اثناء بحثه للاله، ولو ادى بحثه هذا الى انكار وجود الاله، لكان وضعه افضل بكثير ممن تعبد بالتقليد، لذا يجب على المسلم بان يخطو خطوته الاولى في طريقه من الايمان الى الشك، وقد يصل الى الايمان بعد حرقه لمرحلة الشك، فهذا خيرٌ له من اتخاذ التقليد والعقل الاجتماعي منهجاً له.



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !