” النظام السوري بالفعل يسير على خطى العراق كونه لا يكف عن دخوله بتحالفات غير معني فيها ويتوغل بلعب دور الوصي اضافة لإستخدامه جماعات دينية مُسلحة بموازاة استراتيجته السياسية الفاشلة “
” هبَّات وصيحات اعلنت في غير مكان أخذت من الشبكات الإجتماعية مقراً أولياً لها ثم في حوارات جانبية نجد مناخاتها مزدهرة لدى الطلاب وصغار الكسبة في الشارع السوري ”
” لا يغيب عن الذكرة الإنسانية عدد من الطرائف والمهازل السياسية التي امتازت فيها سوريا في حقب الإحتلال للسلطة حين قام بشارالأسد بإجراء انتخابات رئاسية بدون وجود مرشح منافس فكانت النتيجة الفوز بل التمديد لولاية رئاسية ثانية والواضح للعيان بأنه سيكون في فترة رئاسية ثالثة وربما رابعة على طريقة سلفه … للأبد”
أحمدسليمان / مانهايم : الطريق إلى الحرية مُعبد بالدماء … قبل مصر كانت في الخضراء تونس ثورة فتية اجج نيرانها الشاب “محمد البوعزيزي “ ثورة مازالت تتقاسمها أجواء الساسة ولم تُحسم بعد تحرير البلاد من إرث تأسس على القمع والفساد والزنازين . ذاث الإرث الذي يتقاسمه النظام المصري والسوري والليبي وبقية المنظومات العربية
ان ما يميز الثورة التونسية هو تحول الأحزاب إلى دور الجماهير المؤيدة ، رأيناهم على شبكات التلفزة وعبر مقاطع فيديو كانت تصلنا ، كان الشباب والفتيات الصغيرات الى جانب كبار السن … هؤلاء هم قيادة الثورة
على ذات النسق كنا نتفحص التصريحات التي يطلقها ممثلوا الأحزاب مؤكدة لنفسها هذا الدور ، فكانت أكثر التصريحات دقة وموضوعية تلك التي اطلقها “حمه الحمامي ” حيث وضع شرط الحرية متلازمة مع مشكلة العطالة ، ومشكلة القمع والفساد
لست أعمد التشبيه حين أقول بأن المظاهرات المصرية المتصاعدة الآن أقول إنها صورة عن” الثورة التونسية “مع إستثناءات ضئيلة ،
وقد اعلن حسني مُبارك في خطابه عن تكليف حكومة جديدة متنصلاً عن مسببات الأزمة التي تفاقمت مع اصراره بمتابعة صلاحياته كرئيس بالرغم من هتاف الملايين للتعجل برحيله عن سُدة الرئاسة بعد عقود من الفساد والتزوير للإنتخابات المتكررة والقمع وغياب الدولة الفاعلة
ليس من مصادفات حين نكتشف بأن عائلة الرئيس المصري غادرت الى بريطانيا ربما ذلك تحسباً لمفاجئات مايوحي بأن الدكتاتور حسني مُبارك استفاد من تجربة فرار “بن علي ” الذي صدرت بحقه مذكرة اعتقال من قبل الأنتربول على خلفية سرقة الشعب التونسي
اليوم فاق العد التنازلي زمانه فبات المتظاهرون في مصر أكثر تمسكاً بميثاقهم الذي ينص على دحر كل النظام الحاكم و حسني مُبارك وعائلته شرطاً جماهيرياً منطقياً لإستعادة الدولة الى مكانها الطبيعي ومكانتها .
في مصر … بدءاً من 25 ومازالت مستمرة على نحو يدعو للغرابة حيث تخطى عدد المعتقلين 1200 بينهم 8 صحفيين وقد تم عزلهم عن العالم و عشرات القتلى في الصدامات المؤسفة التي عزز ضراوتها عسكر النظام القمعي أمام تجاهل كل النداءات الموجهة من قبل منظمات حقوق الإنسان . هذه هي احوال رئيس يتشدق بالسلطة إذ لم يُمعن النظر في نهايات أقرانه وغير آبه لدماء شعبه .. لا توجد احصائية دقيقة للضحايا كون الثورة المصرية لم تهدأ طالما الرئيس لم يتنحى السلطة وفق الإرادة الشعبية ومازال لليوم يطالبه أكثر من 3 مليون متظاهر يطالبونه بمغادرة البلاد وانه أصبح مخلوعاً عن السُلطة وهذا هو قرار الشعب برمته
وليس الحال أفضل في الجزائر بعد عدد من حالات الإنتحار على خلفية سوء الأوضاع المعيشية والفساد الإداري تظاهر يوم السبت المئات من طلبة الجامعات والثانويات، مرددين هتافات معادية لحكومة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مطالبين برحيلها . ويُذكر انه دعت منظمات مدنية وحزب معارض إلى مظاهرة يوم 12 فبراير/شباط المقبل للمطالبة “برحيل النظام”.
ثمة دعوة تم تعينها في الاردن 28 يناير و في سوريا 5 فبراير وأيضاً تستعد حملة شبابية قوامها تخطى أكثر من ثلاثون ألف مواطن سوري يعتزمون مقاطعة أبرز مؤسسات الفساد المعاصر في سوريا متمثلة بشركتين للإتصالات الخلوية التي ارتفع سقف سرقاتها في السنوات الأخيرة فباتت بشكل لايتقبله أحد .
أما الدعوة إلى وقفة سلمية في دمشق وسط أجواء تبدو بأحايين كثيرة كأنها ضرب من العبث في ظل نظام لا يكترث لأي صوت مخالف لرأيه و لايتفهم اجابات المجتمع التي ينصها دستور البلاد .
مع كل هذا وذاك ثمة تحضيرات للتظاهر أمام مجلس الشعب في دمشق في 5 شباط الساعة السادسة مساءاً ، التظاهر يبدو لنا أكثر من عفوي ولو كنا لم نقرأ اسماء بعض الذين نقدرهم بين المؤيدين للوقفة لقلنا بأن في الأمر مزاح على غير عادة
تأتي هذه الهبات الشعبية على خلفية تراكم يكاد ان يكون تاريخي دهري من قوانين لم يعد مُبرراً استمرارها ، مثل “قانون الطوارئ ” الساري المفعول منذ عقود والذي بموجبه يتم اعتقال المواطنين ومحاكمتهم في محاكم استثنائية لا توفر أدنى شروط المحاكمات ليتم زجهم في السجون
هذا وكانت هبات وصيحات اعلنت في غير مكان سواء أخذت من الشبكات الإجتماعية مقراً أولياً لها ثم في حوارات جانبية نجد مناخاتها مزدهرة لدى الطلاب وصغار الكسبة في الشارع السوري، والجميع يعلن رغبته بتحرك سلمي تحت عناوين أبرزها : رفض القهر الذلّ..الجوع و الفساد..و تحسين الأوضاع المعيشية ، احترام حقوق الإنسان وضمان حرية الرأي ، إعطاء دور أكبر لشريحة الشباب فهي ثروة البلد الحقيقية ومستقبلها ورفض كافة اشكال القمع .. والترهيب
هذا وقد اجمعت عدد من الوقفات على ان تكون ذات طابع سلمي شعبي وأكدت على حمل الأعلام السورية فقط … ما يوحي إن النشاط مستقل عن التنظيمات السياسية والحقوقية التي كان لها تحركاً في العام 2004 حيث انجزت اعتصاماً أمام مجلس الشعب ووضع في مقدمة مطالبه إلغاء قانون الطوارئ ، ذلك الإعتصام و هو الوحيد الذي اسس خلفية ناضجة لدى الوعي الجمعي السوري عامة .. و لكن قوبل بالمواجهة العنيفة من قبل سلطات النظام حيث زج بين صفوف النشطاء عناصر سعت لتمييع المشهد المدني للتعبير في خطوة للمواجهة مع عناصر مشبوهة بالتالي تم اعتقال ما بوسعهم من النشطاء وحشدهم بناقلات مدنية وتركهم في العراء بعيداً عن مكان الإعتصام
دعوة من الداخل ولكن :
بالرغم من الدعوة التي يقف خلفها أفراد إلا انه صدرت بعض آراء من شخصيات سياسية مازلنا نبني عليها آمالا بالتغيير أقله على المستوى الفكري … تلك الآراء تستغرب متسائلة عن مُعين المكان والزمان مُعبرة الدعوة و مصدرها خارج سوريا ، ذلك طبيعي لأن المزامنة يحددها الداخل وهو أعلم بمجريات الحدث وعلى صلة مباشرة ، على هذا الأساس قمنا بمراسلة بعض من وقع نظرنا عليهم من مشاركين في ذات الحملة وسألنا عن طبيعة الدعوة فأكدوا بأن الدعوة مبادرة عفوية من الداخل وتوالت الدعوات التي تتراوح بين الإصلاح الديمقراطي والمطالبة برحيل النظام السوري ، في هذه الأثناء وردت بعض تعليقات تتبنى آراء سبق وفهمناها كونها ناتجة عن غيرة وحساسية أنشطة من هذا النوع خصوصاً في سوريا التي يحاول مسؤوليها اقناع العالم بأنها فردوساً وسقف الحريات فيها معقول وسجناء الرأي هم مجرد مشاغبون تتم معاقبتهم
قمنا بجردة حساب مع أحوالنا وضعنا الآراء وقمنا بفحصها كونها اصبحت لسان حال ليس من أطلقها فحسب بل تبناها بعض أشخاص لم تتعرف عليهم المعارضة من قبل بأي نشاط أو مقال أو حتى توقيع على استنكار على حدث معين سوى انهم فجأة قرروا المشاركة لغايات غير معلومة
نعلنها منذ سنوات .. بلا أمل :
تساؤل وإشادة بالعصيان المدني :
لسنا من دعاة اليأس وإن كنّا على مقربة منه ، فنحن نميل الى رأي يشجع قيام الشعب السوري نوع من التمرد الذي يفضي الى عصيان مدني لدحر الإمبراطورية السورية المستبدة منذ عقود
في ذات الوقت نلاحظ و بغرابة مُطلقة هذا الكم من الدعوات للتظاهر في دمشق ومدن أخرى دعوات من اقصاه لأقصاه … فاق عددها الأحزاب والجمعيات وربما حتى النشطاء أنفسهم ، كتلك التي تُطالب النظام السوري بإجراء إصلاحات سياسية والتي يتم تجاهلها من قبل دولة الفساد والمحسوبيات .
وقد ذهبت بعض الدعوات لإعلان نفير حرب شوارع لا هوادة فيها ، وهكذا انفجرت حمم واعلنت عبر كومبيوترات لم تكن تعمل لولا كانت اسماء مستعارة ، فيما أعلنت بعض أقلام نقدرموقفها بموازاة الحراك الجديد بل تتخطاها .
في ذات الوقت نتساءل عن عدم توفرسبباً وجيهاً يمنع تلاحم الحركات المدنية ( الأحزاب الفاعلة والنشطاء على السواء) تحت مسمى مقبولاً بين مكونات الشعب السوري .
الحديث هنا في ذات الوقت الذي أُشيد فيه بدور الحراك الديمقراطي الذي نأمل له لمَّ شمل المزيد من الشخصيات السياسية التي يُنظر اليها كداعم ومقوّم لتحرير البلاد السورية من “الدولة الأمنية ” وتقويضها بالدولة المدنية … وأنه يترتب على الدول العربية إعلان الحريات المُطلقة لئلا تنفجر إجابات مواطنيها كما حدث في تونس ومصر..الأردن والجزائر… وقريباً في سوريا
أحمدسليمان:صحافي/ رئيس منظمة ائتلاف السلم والحرية
مواضيع ذات صلة
http://www.youtube.com/user/CenterNowCultur
التعليقات (0)