في عام 2006 كتب الشاعر السوري "فراس سعد" مقالة نشرها على الشبكة العنكبوتية كان عنوانها "أين الجيش السوري من الحرب الإسرائيلية على لبنان" داعيا الحكومة الأسدية إلى أن تتدخل نصرة لحليفها في لبنان، فاعتقل يوم الثلاثين من تموز 2006م وتم سجنه أربع سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة من شانها وهن نفسية الأمة.
وفي حرب 2008م والتي استهدفت غزة هاشم خرج الطبل الأجوف في لبنان يصرخ بأنه قد سامح من تآمر عليه في حرب 2006م ولكنه لن يسامح من يتآمر على غزة هاشم وسط تخوف صهيوني من تدخل شمالي من قبل حزب الله، وفي اليوم الثاني من خطابه انطلقت الصواريخ من لبنان بتاريخ الرابع عشر من كانون الثاني 2009م نصرة لإخوتهم في فلسطين السليبة، فخرج الطبل الأجوف يحلف بأغلظ الإيمان بأنه لم يعمل على إطلاقها بعد أن كان يصرخ بصوته الدميم بأنه لن يسامح من يتآمر على أهل غزة، والأغرب من كل هذا أن الجانب الصهيوني الذي كان يتحدث عن تخوفه من تدخل نصر الله أقر بأن نصر الله لم يطلق الصورايخ!! ووقتها قلت في مقالي "أين دول الممانعة والمقاومة": " فهل فعلاً سيستخدمون أسلحتهم التي يمتلكونها لكي يردوا عن أهلنا الذين يذبحون في غزة، أم أن أحاديثهم في المقاومة والممانعة أكاذيب وهراء، وأن هذه الدول هي نفسها التي تدخلت المخابرات اليهودية من أجل إخفاء أسماء أصحاب الهدايا التي قدمت لليهود من الدول العربية وغيرها وبيعت في مزاد هرتسليا الذي انتهى في بداية هذا الشهر،الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن هذا الوجه القبيح".
ورغم كشف حقيقة دول المقاومة التي تخاذلت في نصرة حلفائها إلا أن الطبل الأجوف كان يتقصد أن يستغل كل مناسبة ليصرخ ويعوي وينبح، وفي ذكرى مقتل مغنية بداية الشهر الثاني من هذا العام ظهر الطبل الأجوف من داخل مخبأه في بيروت يهدد بأنه سيعمل على اغتيال قادة كبار في الكيان الصهيوني، والطبل الأجوف يعجبه أن يقول الإسرائيلي وإسرائيل كأي كيان مجرم يعترف بدولة الاغتصاب والاحتلال في فلسطين "وهو ما اقر عليه بتفاهم تموز في عام 1994م وتفاهم نيسان عام 1996م والذي أسبغ بموجبه حماية للمستوطنات الصهيونية وذلك بموافقة وزير خارجية إيران" من حديث لصبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب له لجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 25 أيلول 2003م، ليمر تهديده بمرور المناسبة فقط، ولتذهب كل تهديداته أدراج الرياح!!
وجاءت أحداث الثورات العربية لتكشف حقيقة هذه الأنظمة المتخاذلة، ولتفضح إجرام العالم اجمعه، وسكوته عما يجري داخل المدن السورية من مجازر، وتكتيم إعلامي مقصود بخلاف باقي الثورات العربية الأخرى، والتي كان مجرد حادث بسيط يدفعها لتنقل هذا الخبر ساعات عدة، بخلاف ما ينقل من أخبار الثورة السورية فأخبار تنقل على عجل ولا تعاد، ودماء تراق ومقابر جماعية تكتشف وأشخاص يعتقلون ويمارس بحقهم أبشع الجرائم يحاول الإعلام العربي والدولي تغطيته والتستر عليه قدر جهده، حتى الطبل الأجوف في لبنان استغل ذكرى الخامس والعشرين من مايو فيما سماه "بعيد المقاومة والتحرير" ليؤكد موقفه من حكومة الإجرام الأسدية فيقول:" نملك تقديرا عاليا لسوريا وللرئيس حافظ الأسد وبشار الأسد وللشعب السوري الذي قدم تضحيات جسيمة" وأنه سيقف إلى جانب حليفه السوري حتى وان ارتكب كل الموبقات بحق الشعب السوري، قائلاً: " نحن لا نضغط على حلفائنا لا حدا يتعب حاله" وعندما ذكر الثورات العربية كان مصرا بأن يتجاهل اعتبار ما يجري في سوريا ثورة وإنما اعتبرها تآمر أمريكي وغربي على سوريا، متهماً الشعب السوري الهادف إلى الحرية – شانه شان مصر وتونس – بالاندساس!!
ونافياً أن يكون هناك أي وجود لحزب الله في سوريا، ولكنه يؤكد: " نحن نملك الشجاعة لان نقول أين نقاتل وأين نقتل وأين نستشهد لأن الساحة التي نقاتل فيها ستكون ساحة شرف، وكل ساحة نقاتل فيها هي ساحة لا ننكرها بل نفتخر بها" وهذا العويل واللطم ومشاركة القتلة وإن كان بالكلام هو أقصى ساحات شرفه وشجاعته!! مما يؤكد تناقض هذا الطبل الأجوف وطائفيته، وأن تبنيه للثورات لا يكون إلا إذا قامت على حكومات لا تربطه بهم أي تحالفات، وهذا هو الإجحاف عينه، وعدم الإنصاف!!
ثم يختم خطابه: " في تاريخنا الكثير من النكبات والنكسات ولذلك نحن نحتاج إلى انتصارات لتزيل هذه النكبات والنكسات" وهي عادته في كل مناسبة يهدد ويمني النفس بأنه بصدد القيام بعملية عسكرية تقدم نصرا للعرب على الصهاينة، ومن ثم تمر المناسبة إلى أخرى، والصراخ إلى اشد منه، وهكذا دواليك..!!
ولكنني اليوم اطلب من الطبل الأجوف متناسياً أنه قد اعترف بتفاهمات الأربع وتسعين والست وتسعين، وأنه أصبح حامياً لحدود الصهاينة، ومصدقاً ما قال بأننا بحاجة إلى نصر يزيل نكباتنا ونكساتنا، فأقول له نعم نحن نحتاج إلى ساحات قتال وشرف ضد الصهاينة فشمر عن ساعديك، واليوم أنت أمام ليس الفرصة الأخيرة فحسب وإنما الخيار الأخير لتعتذر عن استخفافك بدماء الشعب السوري وقذفه بالاندساس والتآمر، ولتغسل العار الذي أصابك والدنس الذي أنت واقع فيه، وتطهر نفسك من دماء الشعب السوري، سواء بالأقوال ومساعدة الحليف المجرم الأسدي أو ساحات الشرف التي تفتخر بها، وأن تقدم من فورك على عمل بطولي بدلاً من أن تكون ساحات نصرك هي المدن السورية وصدور الشعب السوري البطل، فهل البطولة التي تقصدها أيها الطبل الأجوف في افتعال مجازر جديدة بحق أهل سوريا، وبحق الأحوازيين وبحق البلوش والشعب العراقي!؟ وهل هذه هي الساحات التي اخترتها أيها الطبل الأجوف لتقاتل وتستشهد فيها وتتلذذ بقتل المندسين!؟ وهل هذه هي الانتصارات التي يريد لها أن تغسل العار وتنسينا نكباتنا ونكساتنا!؟ لعمرك أنك لفي سكرتك تعمه!!
أيها الطبل الأجوف: كن شجاعاً كشجاعة الفلسطينيين الذين تصدوا بصدورهم العارية لرصاص الصهاينة من أجل أن يعودوا إلى أرضهم السليبة، ولن نقول لك أن تقدم على هذا بصدرك العاري، فأنت أجل من هذا!! ولكن نقول لك حرك سلاحك وجنودك واجعل صواريخك تصل إلى تل أبيب كما تزعم، واثبت لنا بأنك لم توقع على هذه التفاهمات وأنك لم تقر ولم تعترف بحدود الدولة المسخ كما أقر غيرك، وأكد بأنك تستطيع أن تطلق صواريخك وتستهدف قيادات كبار من الصهاينة، دون أن تنتظر حتى يعتدوا عليك، وإلا ما الفرق بين قولك والحراسة!؟
والشعوب المسلمة تعطيك الخيار الأخير وبعدها ستسقط تحت أقدامها بدون رحمة أو شفقة، ولن يفيدك وقت الحساب أن تقول أنك كنت معنا، لأن جواب الشعوب سيكون بلى .. ولكنك فتنت نفسك وتربصت وارتبت وغرتك الأماني حتى جاء أمر الله وغرك بالله الغرور، فاعمل من فورك عملاً بطولياً ولو لمرة واحدة حتى تتطابق جعجعتك مع طحنك.
وبعد هذا فإن الشعوب تعلم أنك تعلم أنها تعلم بأنك مدعي كاذب، وأنك لن تفعل ولن تفعل فالتفاهمات تقيدك والدماء التي تزهقها وحليفك المجرم الأسدي تكبلك، وتقول لك خسئت أيها المدعي البطولة فقد كشفتم عن وجوهكم القذرة، فأنتم أجبن من أن تكون ساحات عزكم وفخاركم مقارعة الصهاينة وطردهم من فلسطين، وإنما ساحات خزيكم وعاركم هي صدور الشعب السوري البطل!! ودماء المسلمين ستلاحقكم إلى أبد الآبدين.
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
فيديو يفضح علاقة الأسد بأمريكا والصهاينة.
http://www.dd-sunnah.net/records/view/id/3475
التعليقات (0)