تقرير حول محاضرة " الطاقات المتجددة ، ضرورة بيئية من أجل تنمية مستديمة".
لكون الطاقات المتجددة أصبحت ضرورة بيئية تساهم بشكل فعال في الرفع من مردودية الإقتصاد و التنمية المستديمة ، نظم النادي التكنولوجي بمؤسسة المنصور الذهبي ، أقا ، أقليم طاطا ، محاضرة في الموضوع بعنوان " الطاقات المتجددة ، ضرورة بيئية من أجل تنمية مستديمة" ، حيث عرضت المحاضرة في أمسية يومه الإثنين الماضي بداخلية المؤسسة ، و ما ميز تلك المحاضرة الأسئلة الجريئة للتلاميذ و المداخلات التي زادت العرض غنى و تواصلا و استفادة علمية.
لابد من أن نشير الى السادة الذين قاموا بعرض المحاضرة من بينهم ذ. عادل الناجي، استاذ و باحث في الطاقة، و ذ. المتوكل عبد الواحد، استاذ اعلاميات و مهتم بالتكنولوجيا و أساتذة آخرون...
في البداية قام ذ. الناجي بالقاء كلمة ترحيبية في وجه الحضور المتعطش لهكذا أنشطة.كما ذكر بأهم المحاور التي ستأخذ بالعرض و التحليل الموجز في انتظار التساؤلات و المداخلات التي لن تزيد الأفكار الا نضجا و المفاهيم الا فهما و تحليلا و الرؤيا الا استشرفا.
من بين المحاور التي تطرق لها المتدخلون ، الطاقة كمفهوم مجرد، الصعب التفسير و الادراك و مختلف مصادر الطاقات المتجددة بعيدا عن الطاقة التي لا تتجدد مثل الطاقة التي تأتي من تكرير البترول ، و الطاقة النووية التي تأتي من تخصيب الأورانيوم . ..
في المحور الأول، محور الطاقة الناتجة عن تحلل المواد العضوية تدخل أحد الأساتذة بالشرح و التحليل ، احترم فيه ذهنية الفئة المستهدفة ( تلاميذ الأعدادي و الثانوي التأهيلي) بطريقة مقاربة للورشات ،لمفهوم الطاقة بصفة عامة و كيفية استخراجها من المواد العضوية( Biomasse) .حيث بين أن هناك ثلاثة أنواع من الطاقة الناتجة عن تلك المصادر العضوية منها : الطاقة الناتجة عن الاحتراق المباشر مثلا ( خشب –طاقة) ( Bois –energie ) أو عن طريق استخراج غاز الميثان( méthane) بواسطة عملية التخمر للمواد العضوية( méthanisation) ( بقايا قصب السكر ، الذرا ، التبن ، بقايا الثمر ، روث حيوانات ، كرتون ، ....) و بين كيفية تصفية الغاز الناتج و امكانية استعماله استعمالا منزليا كبديل للكهرباء أو غاز البوتان الناتج عن تكرير البترول الذي يفتقده المغرب لحدود الساعة و الذي سينضب حتما يوما مامن آبار المعمورة و الذي له عواقب وخيمة بيئيا و صحيا.
و في محوري الطاقة الريحية تطرق ذ.عادل الناجي لتوضيح مفهوم هذا النوع من الطاقة وكيفية استخراج الكهرباء منها، كما تفضل بإعطاء بعض المعطيات حول مناطق المغرب ( جهة طنجة- تطوان ، الصويرة ، الشريط الممتد بين طرفاية و لكويرة ، و ما بين سلاسل جبال الأظلس و الريف...) التي تتميز بسرعة ريحية مهمة و كبيرة ، و إحصائيات عبارة عن جداول تبين تمركز المغرب بين الدول الأوروبية و الأمريكية في ميدان انتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الريحية كمصدر.
أما في محور الطاقة الشمسية فتدخل نفس المتد خل ذ.الناجي لتوضيح مفهومها مع التركيز على أن المغرب كبلد في طور النمو في حاجة للطاقة يعرف تقريبا حوالي 300 يوما مشمسا غنيا بالطاقة الشمسية يمكن الإستفاذة من ذلك المعطى بشكل عقلاني يمكن من دفع قاطرة الاقتصاد نحو تنمية مستديمة .كما أشار الى انه يمكن التمييز بين الطاقة الشمسية الحرارية التي تستخدم في تسخين الماء مثلا و الطاقة الشمسية الكهربائية التي تنتج الكهرباء عن طريق تخزينها في المركمات ، لكن تبقى هذه الأجهزة ليست في متناول المواطن المغربي البسيط مقارنة مع ساكنة فلسطين كدولة مثلا.
و في آخر محور من محاور المحاضرة تناول ذ. عبد الواحد المتوكل صنف الطاقة الكهرمائية في المغرب و توفره على العديد من السدود التي تبقى المزود الرئيسي للطاقة الكهربائية لساكنة المغرب رغم ان الطاقة تكلف المغرب حوالي 20في المائة من فاتورة الواردات الشيء الذي يدعو للتفكير في انتاج الطاقة اعتمادا على مصادر الثروة الوطنية للطاقة تجاوزا لمنطق التبعية و مزاج السوق العالمي في انتاج و تصدير الطاقة.
و تجدر الأشارة الى أنه قد تم عرض شريط فيديو قصير تناول كيفية توليد الطاقة الكهربائية من إحدى أكبر السدود المغربية ( سد الوحدة) و ضبط و توزيع الكهرباء على مختلف جهات المملكة انطلاقا من مركز المراقبة بالدار البيضاء.
بعد نهاية المحاضرة ، تم تدخل العديد من تلامذة داخلية المؤسسة و التي يمكن وصفها بالمداخلات و التساؤلات الوجيهة و الجريئة التي تصب في نفس موضوع المحاضرة ، كما عرفت تدخل السادة الأساتذة و ذلك عن طريق توضيحات و إضافات و تساؤلات زادت الموضوع ثراءا ا و غنى و تقاسما للمعرفة و تنويرا للتلاميذ.
و للإضافة ، فقد تم عرض نفس المحاضرة بثانوية المنصور الذهبي التأهيلية حيث عرفت مشاركة و اهتماما من طرف التلامذة و السادة الأساتذة ، الشيء دفع المحاضورن لإعطاء هذه المحاضرة لفائدة تلامذة داخلية المؤسسة.
من إعداد ذ.بوشعيب دواح
التعليقات (0)