مواضيع اليوم

الطاغية يندفع من انبوب الصرف الصحي..!

فرقد المعمار

2011-10-21 20:20:47

0

 

ضغطت على زر المصعد في بنايتي عندما تأكد الخبر عن قتل واحد من اقدم الطغاة في التأريخ كان يسمى القذافي , فــُتح باب المصعد دخلت فيه صعد بي مؤقتا , ونزل بالقذافي ابدا .. واغلق عليه للابد, فسبحان من رفع وانزل واعز واذل, شعرت برغبة عارمة لشكر الرب - مذل الطغاة - فلم اصبر حتى افتح باب شقتي فسجدت في المصعد داعيا بأنزال كل الطغاة في كل مصاعد العالم..!
الموت للأناشيد التي لا تدافع عن الشعوب..!!
الاستبداد كما هي العادة ... الى مزبلة التأريخ وفي ذمة الجحيم..! فعلها قذافي وفي انتظار مزيد من القذاذفه..!!
صديقي الشاعر احمد الهيتي كتب ومضة فقال:
الموت للأناشيد التي لا تدافع عن الشعوب..!!
الجحور ،، لاتقاوم الجيف لكنها .. تبول على الطغاة..!!
لكني اقول : لكل قوم طغاة فراعنه , منهم رئيس دولة ومنهم من يلبس العمائمَ..! وقد يموت فرعون فنسجد لله شكرا ونقول الحمد لله اليوم مات فرعون هذه الامه.. لكن ينسى احدنا ان لكل واحد منا فرعون قابع بين نفسه وعقله, فسحقا لكل الفراعنة..!
ثقافة الثورة السلمية هي ثقافة كلمة تحولت الى طاقة عمل , والاجتهاد السلمي يوقف الاستبداد سلميا لأن الفعل وليد الفكر, وللانسانية عذرية تفتقد اذا استخدم المخلب...! لنحافظ على السلمية والانسانية, والكلمة تبقى بريئة لأنها بدون سيف.! والثورة السلمية تبقى بريئه لآنها بدون عنف..!!
كم هي غبية تلك الحروب نفتخر بهزائمها وتستهزء بنا انتصاراتها, في الحرب يقهقه عاليا الشيطان, في المخالب لامنتصر الا الشر ولا خاسر الا الانسان..!
الرؤس المستبده في جسد الامه الاسلاميه لاتمثل الاسلام , لكن باقي جسد الامه من الشعوب الثائرة سلميا هي من تمثل الجسد الحقيقي وهي نبظه..!
ولكــن بخشوع عميق : المسافة طويلة بين اول نفس لك عندما سمعت صفارة الانطلاق نحو مارثون الحياة وبين اخر نفس تلفظه في هذة الحياة... لكن ينحني رأسي طويلا ويخشع قلبي كثيرا لحجم وبعد تلك المسافة بين اخر نفس لي وبين اول لقطة الى الاخرة في الموت...!!! أفلا تخشع فيها ومن منا لايفعل..؟ لاشماتة في الموت ولابهجة في القتل..!
الى كل قذافي ملعون وبالسلطة مسكون , (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك اية وان كثيرا من الناس عن اياتنا لغافلون ) التأريخ يعيد نفسه مع كل فرعون, فأين تذهبون...؟
و الجحور ملجأ آمن للجرذان... وعري فاضح, وحبال مشانق , وتليق فوق مسارح التأريخ لكل مستبد.. فلا نامت اعين الجبناء..!
أذَكر كل من نصب من نفسه فرعوناً, ان لله ايام... وواحد من ايامه التي تتكرر السقوط الحتمي للفراعنه..! (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)
نضرت بخشوع بالغ ورفعت حاجباي عاليا عندما رايت القذافي يخرج من انبوب للمجاري الصحية..! هكذا يشاء القدر ان يخرج من الدنيا كالفظلات..! يمسك به الثوار فيقول من انتم..! أيش في..؟ يجر ويسحل فيركله احدهم بقدمه ويضربه اخرون بكفوفهم على وجه ,فيمسح وجه من الصفعات فيرى الدم بيده فينطق بـ حرام عليكم انا مثل ابوكم ... آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ..!! أخيرا نطقت لاانطقكك الله لعمري قد كان صمتك ابلغ.! فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ... تنتهي اللقطة , القذافي مرة اخرى عاري مسجى كفرعون , اعراه الله في الدنيا قبل الاخرة , يرقص الثوار على جثمانه ويعكسون مرة اخرى ثقافة الرقص مع الموتى, تشمأز نفسي, فأسأل نفسي هل هؤلاء ثوار ليبيا حقا...؟ هؤلاء ثوار الحريه والانسانية..؟ فأين الانسانية..؟ ترقصون مع الموتى..؟ شوهت ثورتكم أذن , وفقدت عذريتها اذن.! ومرة اخرى نسقط بثقافة العنف ومرة اخرى نستخدم السلاح ونرتهن للسيف ومرة اخرى يتغلب الشيطان على الانسان , والمخلب على العقل , لكني اقول بنفسي لن افقد الامل بالثورة لعل الرقص مع الموتى حالة شاذة لاتمثل منهج الثورة..! ولعلها كانت فوره ولعلها كما قال لي صديقي الليبي – لارحمة لطاغية لايرحم – فسألته فما الفرق بينك وبين الطاغية...؟ قهقه عاليا وقال لتحيا الثورة.!! مبروك لليبيا أذا انتصر السيف على العقل..! ومبروك لليبيا ان انتصرت الفورة على الثورة..! والعنف على الانسانية ونتطلع الى مزيد من الطغاة...! فمازالت اذن جذور اغصان الاستبداد في نفوسنا فأن قصصناها من فوق الارض فستنبت لنا مستبد اخر..! مادام العنف قابع في قلوبنا فسينتصر الشر.! فالثورة التي يبنيها الحقد يهدمها الانتقام، والثورة التي يبنيها الحب يحميها الإحسان..! ايها الليبيون أقلعوا جذور الحقد والعنف من ثقافتكم تنجح الثورة..! وبغيرها سيتقاتل غدا الاخوة الثوار وبأسم الثورة سيقتل الليبي اخاه , فأذا كانت بوصلة الحقد والانتقام تجمعكم الى القذافي فقد مات القذافي,! فاين ستتوجه البوصله بعد ذالك..!
وهنا اسجل :انهيار الباطل وسقوط الطغيان والاستبداد صعب لكنه يبدو ربيعا سهلا مقارنة ببناء الحق وحق البناء وهذا هو الاختبار الحقيقي , فالهدم اسهل بكثير من البناء , فأنت تهدم بلحظة بناية وبأصبع ديناميت تجعلها هباءا منثورا.. لكن من البطل الذي سيبنيها...؟
السلام لايبدأ بجريمة والتغير لايبدأ بالدم ,والدم لا يأتي الا بالدم ومن استخدم السلاح ارتهن به
ان الفرح بقتل الطغاة سعادة فطريه لكن سحل وتمثيل الطغاة بدم بارد يعكس رغبة دفينة في الانتقام وتثبت ان من يفعل هذا الاشمئزاز هو مشروع لطاغية جديد..! فلقد فعلها الطاغية المقتول اول الامر وقال انا مع السلام ومع الانسانية ومع الثورة لكنه صار بالنهاية طاغية جديد حتى صرنا بطغيانة الذي لايعرف حدودا نترحم على الطاغية العتيق..! اتخوف واقلق من مستقبل ليبيا..؟؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات