الطاعة العمياء كوميديا سوداء
عندما تغلب على الشخص العاطفة وتمتزج بالجهل فإن المسافة الفاصلة بينه وبين التهلكة سنتيمترات قليلة , ينام الشخص الهالك لا محالة وسط كومة من الأحلام يتقلب يميناً ويساراً وهو حالمٌ بمضاجعة الحور العين , ويبتسم نائماً وهو يرى خليفته مٌحاطاً بالغلمان والسبايا والشعراء والجٌند المهووسين بقتل وتشويه الجثث , ليس بالضرورة أن يكون ذلك الشخص ذكراً فقد يكون غير ذلك فالإناث انخرطن بتلك الكارثة الإنسانية والفكرية البغيضة وبتن خادمات للمجاهدين بالفروج والأجساد العارية ؟
من أوصل الأفراد ذكوراً أو إناثاً لتلك المرحلة هم دعاة السوء والهلاك , دعاة يقفون على أبواب جهنم يحثون الناس على دخولها بطريقةٍ ساذجة ينزلون الآيات والنصوص الشرعية على الواقع دون تفكير أو على الأقل تريث وتحري للصواب , يشحنون العواطف بلغةٍ هابطة تارة وحماسية تارة أخرى , يؤذون خلق الله بعبارات نابية يظنون أنهم يحسنون صنعاً وهم غير ذلك !
العواطف والجهل من أكثر الأسباب التي تدفع بالفرد بغض النظر عن جنسه للانخراط في صراعات كافرة لا نهاية لها , فالجهل يحجب الحقيقة ويضع غشاوة حول العين والعاطفة وقود تٌحرك الجسد نحو الهلاك باسم الجهاد ومقاومة الأعداء , من يستخدم ذلك السبيين للإيقاع بالشباب والشابات يبدأ أولاً بتحليل الخطاب المراد توجيهه ثم يعقب التحليل بالبحث عن أسلوب نافع وجذاب والمتابع للخطابات المثيرة يجدها تبدأ بالصراخ وتنتهي بالبكاء وما بين الحالتين حور عين وشهوات وكرامات وأمنيات وخيالات ونصوص نٌزعت من سياقها الصحيح ووضعت بسياقٍ لا صحة له , قد يستفيق الشخص المٌغرر به مٌبكراً وهذه نادراً ما تحدث , فدعاة السوء يحيطون بالفضاء الاجتماعي من كل جانب ولا يكاد يخلو منهم شبراً من هذه الأرض , تجدهم بكل مكان وتراهم يتلوون تبعاً للظروف وإن تخلص منهم الفرد مٌبكراً فأنهم يصبون عليه اللعنة وقد يدفع ثمن تراجعه على قارعة الطريق مقتولاً لنقضة البيعة الشرعية للخليفة المجهول , اليقظة المٌبكرة خيرٌ من اليقظة المتأخرة التي لا تحدث الا بعد أن يجد الفرد نفسه وسط كومة من السيئات التي أقترفها ومحاطاً بملائكة الحساب الذين كان يظنهم قبل الإفاقة حور عين يتأهبن لمضاجعته وسط جنات النعيم فلمى تبين له أنه وسط كومة السيئات و قريباً من النار لعن دعاة السوء وصرخ أظلوني وكنت أظنهم على حق عندئذِ يٌلقى بالعذاب وهو يصرخ أين من أظلني فيأتيه الجواب أنهم بمصايف العالم يضاجعون مثنى وثلاث ورباع ويزفون أبنائهم ويجنون من وراء الجهل المال الوفير وهنا تكون نهاية كوميديا الظلام بواقع الضحية الذي دفع الثمن دنيا واخرة ؟
التعليقات (0)