الطائفية تهدد وحدة الاوطان
الطائفية تهدد استقرار الدول , وتهدد السلم والامن الاجتماعي , وأي دولة يظهر بها بوق أو نفس طائفي فإنها تكون على كف عفريت , فكل طائفة تبدأ بتجييش ابنائها ضد الطوائف الأخرى وما أن تلبث حتى تتفجر الاوضاع وتختلط الاوراق .
نعيش بحمد الله في ظل استقرار وسلم اجتماعي فريد من نوعه حتى وإن ظهرت بعض الابواق ومن مختلف الاتجاهات الا انها لم ولن تؤثر فالمجتمع يعي ويدرك حجم الخطر الذي يمكن ان يواجهه لو تورط بتصديق وإتباع تلك الابواق , البعض يعاني من حساسية مفرطة تجاه بعض الطوائف والتيارات الفكرية, حساسية مفرطة نسيت ما يجمعنا من قواسم كثيرة مشتركة, أٌصيبت بالصمم فلم تستمع للصوت المعتدل ولم تشاهد الموقف الوسطي الذي هو الظاهر حتى وإن حاولت بعض الابواق المتطرفة ان تقفز على حساب الاعتدال فمجتمعنا تربى على قيم الوسطية ويسعى لان يعيش ويتعايش مع محيطة الخارجي .
في السنوات الاخيرة ولاسباب متعددة لا يجهلها البعض يحاول البعض توظيف ملف الطائفية والمناطقية مستغلاً غياب القوانين الواضحة والصريحة المجرمة للطائفية والعنصرية , محاولة وإن أصطدمت بخطاب وموقف عقلاني وسطي وطني وضع النقاط على الحروف مستنداً على القيم المدنية واصول المواطنة الحقيقية الا أنها تشكل ظاهرة يجب التعامل معها بحزم وقوة فتلك المحاولات المتنوعة في الاساليب والصور ستجد من يتبناها وينقلها من جيل إلى أخر وفي ذلك بلاء عظيم .
التعدد والتنوع قيمة مدنية راقية وعنصر من عناصر بناء وتكوين المجتمعات وفي وطننا الكبير تسعى مكونات المجتمع المتعددة والمتنوعة والمختلفة لبناء المكان مستعينة بالله ثم بجهد الانسان , تعددية تواجه خطر الابواق الطائفية, بيانات وتلميحات وتصريحات هدفها زرع بذور الفتنة والشقاق, فالطائفية والعنصرية والتعصب المناطقي والقبلي عناصر تفتت وحدة الاوطان وتهلك الحرث والنسل , فالحرية الفكرية والمذهبية خيار متاح للشخص طالما بقيت في حدود المنطق والعقل وفي حدود الالتزام الوطني الذي يسعى الجميع لتنميته والحافظ عليه .
التعليقات (0)