مواضيع اليوم

الصورة الثلاثیة الأبعاد في السياسة الخارجية الإيرانية

خالد الأحوازي

2014-06-16 23:00:39

0

بدأت تطرأ على السياسة الخارجية الإيرانية الكثير من التغييرات بعد مجئ روحاني للحكم وذلك بشكل دراماتيكي حيث تغيّرت النظرة المتشنجة التي كان ينتهجها نجاد حيث المرشد و جنرالات في الحرس يدعمونها دعماً غير محدود تغيّرت بسياسة أكثر مرونة وانعطاف و مؤطرة بعقلانية و تفاهم يقودها روحاني و تتلقى دعماً من الإصلاحيين والبرغماتيين بقيادة رفسنجاني. سياسة التسامح الداخلي والتصالح الخارجي التي يدعو لها روحاني قوبلت برفض الجماعات المتطرفة في إيران لكن حُسن اختيار روحاني لمحمد جواد ظريف وهو ذو شخصية متزنة في منصب وزارة الخارجية أثمرت الكثير في تقريب وجهات النظر و تغيير الحالة النمطية في السياسة الخارجية والتي كانت متبعة من قبل التيار الأصولي طيلة العقود الماضية. فجهود ظريف في الأشهر الثمانية الماضية في سبيل البدء بصفحة جديدة مع الجيران و الدول العظمى حول الملف النووي وقضايا شائكة مثل قضية الشرق الأوسط يمكن أن نعتبرها بسياسة التغيير نحو المائة ثمانين درجة قياساً بسياسة متشنجة كان نجاد يقودها طيلة حكمه الذي استمر ثماني سنوات.

122346809876543 

 

إذن اليوم تحكم إيران ثلاثة وجوه وكل واحد يفسر رؤيته و انتماءاته السياسية و العقائدية في السياسة الخارجية الإيرانية. الوجه الأول هو وجه روحاني المعتدل والذي يحمل مفاتيح الأمل و بشائر التفائل في جميع المفات والوجه الأخر هو وجه ظريف المتعقل والذي يأخذ في مسمات وجه المصالح العليا لإيران و الدولة الإيرانية ومصالحها العليا بشكل متزن و تكنوقراطي بغض النظر عن اختلاف تياراتها ومشارب قادتها والوجه الأخير هو وجه خامنئي قائد الثورة و الممثل للتيار الثوري والديني في إيران وملهم بعض شعوب المنطقة المتحالفة مع هذا النظام فخطاب الأخير دائماً مبني على أسطورة الثورة و مقارعة الإستكبار ة شعارات ثورجية ظلت مرفوعة منذ انتصار النظام الإيراني بزعامة الخوميني على النظام الملكي قبل أكثر من ثلاثة عقود.

09898762 

يمكننا أن نتعرف على عقلية الخطاب الدبلوماسي الإيراني خلال دلالات صحفية تنشرها وسائل الإعلام الإيرانية فالأوجه الثلاثة تنفّس لجمهورها عن رأيها الدبلوماسي أو الخطابات الجماهيرية بين فترة وأخرى فعلى سبيل المثال تطرق ظريف خلال لقاءاته الصحفية فقد عبرفي حديث صحفي له قبل أيام مع صحيفة "إطلاعات" وهي صحيفة معتدلة تعكس النهج الوطني للدولة الإيرانية الى أن إيران يجب أن تأخذ بحسبان التغيرات التي طرأت على العالم خلال العقدين الأخيرين و أن لا تسير بنفس النهج القديم وأن نستغل الفرص للتفاوض مع أي بلد حول المواضيع التي تهم البلد و بأوامر المرشد يمكن أن نستغل الملف النووي لنتحادث مع الغرب حول مواضيع تهمنا بالدرجة الأولى. وأضاف قائلاً أنّ المشاكل التي كانت على الدوام تواجه إيران من الخارج ويجب أن نعالجها بالرجوع الى الخارج وأن لا ننغمس في نهجنا القديم.

gdcvuyhjni123456789 

خطاب ظريف يعكس سياسة خارجية متوازنة لكن الأهم من ذلك دعم روحاني و تطابقه مع ما يطرحه و الأكثر أهمية هو الصمت المؤيد للمرشد على هذه الأطروحات التي يتبناها فريق روحاني فمن هذه الزاوية نستطيع أن نستنتج أن هناك تفاهماً حادث فعلاً بين الأوجه الدبلوماسية الثلاثة التي تقود إيران على التغيير في السياسة الخارجية الإيرانية نحو التفاهم والتصالح مع الخارج والإبتعاد عن النهج المتشنج الذي يرفض فكرة التحاور والتحادث مع أعداء وهميين من صنيعة قادته الأوائل. وهذا هو الإصلاح بعينه والتغيير الإيجابي الذي طرأ على سياسة إيران الخارجية بعد تنصيب روحاني لرئاسة إيران .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات