أثارت زيارة الملكة بياتريكس ملكة هولندا إلى مسجد من المساجد في أبو ظبي ردود فعل كثيرة ومتباينة في هولندا وخارجها ، ليس حول الزيارة في حد ذاتها بل بسبب لباسها بحيث ارتدت "الحجاب" فوق قبعتها أثناء زيارتها للمسجد .
الصورة التي ظهرت فيها ملكة بياتريكس وهي مرتدية عباءة وحجاباً لم تغضب السيد نائب فيلدرز خيرت فقط ;بل اغضبت كثيرا من اصدقائه الملحدين الذي نشر بعظهم صورة تخيلية للملكة وهي شبه عارية.
وضل علينا الزعيم حزب الشقاء الشعبوي والمعادي للإسلام "فيلدرز" من جديد وكعادته بانتقاداته اللاذعة ولكن هذه المرة ليس للأجانب ولا للمسلمين بل لملكة بلاده السيدة بياتركس لا لشيء سوى لأنها ارتدت "حجابا" غطت به قبعتها وجزءً من شعرها; ووصف الزعيم لباس الملكة بأنه عرض مخزي.
وتساءل ببلادته المعتادة عن ما إذا كان بوسع الحكومة تجنب هذا الموقف والذي من خلاله تضفي الملكة الشرعية على اضطهاد المرأة في الإسلام حسب زعمه;
ناسيا أو متناسيا وكعادته أن لا دخل لهذا كله ، لا بالمواقف ولا بالسياسة ولا حتى بالإسلام نفسه و الملكة وإن ارتدت "حجابا" فذلك لم يكن إلا من باب احترام عادات وتقاليد البلد المضيف كما أن المعروف على الملكة أنها لطالما تتماشى في لباسها مع العادات إذا قامت بزيارة كنيس يهودي مثلا أو كاتدرائية مسيحية بل أن فيلدرز نفسه أقدم على إرتداء "الطاقية اليهودية" خلال زيارته لحائط المبكى في القدس أليس لأن ذلك شعيره دينيه وجب احترامها أم أن لذلك أسباب أخرى خفية !؟
على كل حال ، السيد فيلدرز لم يعد أحدا يسمع إليه وإلى خططه العنصرية خاصة أنه سبق له وأن اقترح على الحكومة الهولندية في العام الماضي ، أن تفرض ضريبة على مرتديات الحجاب والتي اصطلح عليها حينذاك "ضريبة الخرقات المهترئة أو البالية".
فهل سيطالب فيلدرز اليوم ملكة بلاده بدفع ضريبة "الخرقة البالية".
أما الملكة ومن جهتها فترى أن "الضجة" التي أُحدثت من قبل فيلدرز وحزبه حول هذا "الحجاب" فهو هراء حقيقي وهو ما صرحت به أثناء زيارة مشابهة لسلطنة عمان.
بوجمعة بولحية .
التعليقات (0)