اتهامات للجيش اليمني بقصف صعدة بالفسفور!
الصوت في اليمن والصدى في العراق
بقلم/ ممدوح الشيخ
ضباط بعثيون وقبائل يقاتلون الحوثيين.. ..وعرض عراقي لاستضافة قادتهم
تتطور الأوضاع في اليمن سريعا منذرة بتحولات نوعية، ففيما وجهت السلطات اليمنية أصابع الاتهام مرارا لإيران بالتورط في التمرد الحوثي على خلفية الولاء المذهبي لقياداته، دخلت أطراف عراقية على الخط. والظهور غير المسبوق لدور عراقي في الصراع الدائر يرجعه بعض المحللين إلى عملين، فمن ناحية هناك رغبة إيران في استغلال تمرد الحوثيين المسلح على الدولة لاستقطابهم وتحويلهم من المذهب الزيدي إلى المذهب الإمامي الإثنى عشري، ومن ناحية أخرى هناك رغبة البعض في الرد على استضافة اليمن لعدد كبير من الضباط البعثيين في الجيش العراقي المنحل.
وقد تفاعلت قضية وجود الضباط البعثيين في اليمن إلى اتهامات من جانب الحوثيين للدولة بإشراكهم في القتال ضدهم واصفة دورهم بأنه "تدخلات مشبوهة" في الشأن الداخلي اليمني، وهو ما نفته الحكومة اليمنية واصفة إياه بأنه "مزاعم إيرانية".
وفي رد فعل عراقي عرض همام حمودي القيادي البارز بالمجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي يقوده الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم إلى استضافة قيادات الحوثيين. والمثير أن "الوطن العربي" علمت أن الاقتراح مصدره النظام الإيراني، وقد تم تبريره بأنه لإحراج النظام اليمني ردا على استضافته بعثيين وضباطا في النظام العراقي السابق. وفي بادرة غير مسبوقة ألمحت مصادر عراقية إلى أن الحكومة العراقية قد تلعب دورا في مساعدة الحكومة اليمنية لحل أزمة الحوثيين وبواسطة أطراف "غير حكومية"، في إشارة إلى مرجعيات دينية شيعية. غير أن السجال الذي أحدثه الاقتراح كشف عن وجود مكتب للحوثيين في النجف، وأن السلطات العراقية طالبت اليمن بتسليم العراقيين الموجودين فيه ورفضت اليمن.
وفي تطور ميداني انخرطت قبائل يمنية في الصراع مع الحوثيين على خلفية مخاوف مذهبية من توجهات قادة التمرد وعلاقاتهم الخارجية، وبعد أن استفزتهم خطابات الحوثي وادعاؤه في بالحق الإلهي في الحكم، وهو ما يهدد بتحول الصراع إلى حرب مذهبية قبلية شاملة. وبعض مشايخ القبائل يحشدون رجالهم للوصول إلى صعدة إثر وعود حكومية للمقاتلين بمنحهم أموال ورتب عسكرية وتزويدهم بالأسلحة والذخائر اللازمة للقتال. وانطلقت عملية حشد القبائل بضوء أخضر تلقاه عدد من مشايخها من رئاسة الجمهورية اليمنية. وبالفعل شاركت مجاميع قبلية من مراد ونهم وحاشد في معارك ضارية بمحافظة عمران التي امتدت المواجهات بين الحوثيين والجيش إليها مؤخراً.
واتساع نطاق المعارك خارج صعدة ترافق معه خراب واسع واتهامات من الحوثيين للجيش اليمني بالكذب مؤكدين أن ما يردده الإعلام عن تقدم الجيش "كلام فارغ"، بل إن الحوثيين يتهمون سلاح الجوي اليمني بقصف المدنيين ومخيمات اللاجئين والقرى والأسواق والمزارع دون تفرقة للتغطية على فشله.
وحسب بيانات الحوثيين فإنهم استولوا على مناطق كان يسيطر عليها الجيش اليمني منها جبل الضرائب وجبل المتجرف، كما أعلن الحوثيون استخدامهم صواريخ الكاتوشيا، وأن قواتهم قصفت بالمدفعية الثقيلة معسكر اللواء 115 ومعسكر الصيفي الواقعين في محيط صعدة. وتؤك نوعية الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون ما أعلنته مصادر رسمية يمنية من أن الأسلحة التي يستخدمونها إيرانية المصدر، وهو ما أكدته الحكومة اليمنية عبر جولات الصراع المسلح السابقة مع الحوثيين، مؤكدة ضبط أسلحة إيرانية وشرائط فيديو للتدريب العسكري مصدرها الحرس الثوري الإيراني. ومن ناحية أخرى، وجه الحوثيون اتهاما للجيش اليمني باستخدام الفسفور المحظور في قصف صعدة.
وفي تصعيد حكومي جديد طلبت وزارة الداخلية عبر مذكرة رسمية من النائب العام إصدار قرار بالقبض على 55 من قيادات الحوثيين أبرزهم القائد الميداني للمتمردين عبد الملك الحوثي ووالده وعبد الله عيضة الرزامي وصالح هبرة، بتهم التمرد المسلح، والخروج عن النظام والقانون، واختطاف وقتل المواطنين، وتدمير المنازل والمزارع والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة، والاستيلاء على ممتلكات المواطنين، وقطع الطرق، والاعتداء على النقاط الأمنية وأفراد القوات المسلحة والأمن، وعرقلة مشاريع التنمية بل تدميرها؟
التعليقات (0)