تعتبر الحركة الصهيونية التى تيلورت فى اوروبا نتيجة للظلم والاضطهاد الذى عانى منه يهود اوروبا لسنوات طويلة كاقلية تم اضطهادها لفترة من الزمن كل ذلك افرز الفلسفة الصهيونية الجديدة وهى فلسفة متكاملة لها بناءات سياسية واقتصادية وثقافية مثلها مثل الفلسفات الاخرى كالماركسية والليبرالية ولقد ظهرت الحركة الصهيونية خلال القرن 19 وهى حركة التحرير القومية للشعب اليهودى وفكرة الصهيونية اى استرداد الشعب اليهودى لوطن ابائه واجداده تعود الى التعلق الشديد بارض اسرائيل من جانب الكيان اليهودى بالمهجر وسرعان ما تبلورت الصهيونية السياسية ردا على الاضطهاد المستمر وملاحقة اليهود فى اوروبا الشرقية ونتيجة للياس التام وخيبة الامل من حركات التحرر فى اوروبا الغربية والتى لم تضع بدورها حدا للتمييز ضد اليهود ولم تقوم بدمجهم فى المجتمعات المحلية هناك وتعد مبادىء الدكتور ثيودور هرتزل هى الاطار والاساس الذى استندت عليه الحركة الصهيونية النضالية والقومية وقد تم عقد المؤتمر الصهيونى الاول فى بازل بسويسرا بدعوة من هرتزل وتاسست المنظمة الصهيونية عام 1897 واصبح للحركة وجود رسمى وكان برنامج الحركة الصهيونية يشمل العناصر الايديولوجية والعملية الرامية الى تسهيل عودة اليهود الى اراضيهم وتامين وطن لهم فى بلادهم التاريخية يكونوا قادرين على العيش احرارمن الاضطهاد.
وخلال عام 1919_1939 توافدت موجات من الهجرة مستمدة العزيمة من الفكرة الصهيونية ووصل حوالى 35 الف مهاجر يهودى اغلبهم من روسيا ووضع هؤلاء الطلائعيين والتقدميين ممن تاثروا بالفلسفة الماركسية البنية الرئيسية وطوروا الزراعة والقرى وخلال عام 1924_1932 جاءت موجة الهجرة اليهودية الثانية تضم حوالى 60 الف مهاجر معظمهم من بولندا واستقروا فى حيفا وتل ابيب والقدس اما اخر موجة من الهجرة اليهودية فكانت قبل الحرب العالمية الثانية وشملت حوالى 165 الف شخص تركوا المانيا اثر استيلاء هتلر على الحكم هناك وهو نازى عنصرى متطرف المهم ان هؤلاء شكلوا الطبقة الوسطى الجديدة فى اسرائيل وواجهت هذه المساعى القومية اليهودية لاعادة بناء المجتمع اليهودى الجديد معارضة عنيفة من المتطرفين من العرب وقد قام العرب المتطرفين باعتداءات متكررة على طرق المواصلات اليهودية وشن هجمات على مراكز السكان اليهود وفشلت محاولات الصهيونية فى اجراء مفاوضات مع العرب حيث ان الحركة القومية العربية كانت تختلف تماما عن الحركة القومية اليهودية فمقومات الحركة القومية العربية لا تقبل ابدا التسامح ووجود الاخر بل وتنفى وجوده وهى التاريخ والدين واللغة ..ومن ثم رفض العرب وجود الدولة اليهودية الجدية من الاساس ورفضوا التقسيم مع اليهود اى ان العرب انكروا تماما حق اليهود فى الحياة على الرغم من قيام النظام النازى خلال الحرب العالمية الثانية 1939_1945 بتنفيذ محرقة الهولو كوست لتصفية اليهود فى اوروبا فقتل هتلر الدمى حوالى 6 ملايين من اليهود بينهم 1.5 مليون طفل وتعرض اليهود لكافة اشكال التنكيل والتعذيب من جانب النظام النازى وتم حشرهم فى الغيتوهات ونقلهم الى معسكرات للقيام بالاشغال الشاقة اضافة الى الابادة الجماعية الشاملة لليهود الابرياء فى اوروبا ولم يتبق منهم سوى الثلث من مجموع 9 ملايين يهودى.
التعليقات (0)