الصندوق الوطني للتأمين على المرض
"سوجيقات صحية" مغتالة متميزة لحقوق التونسيين
ان لمن أبرز النكبات المسلطة على الشغالين التونسيين للقطاعين الخاص والعام،وبتظافر جهود وزارة الشؤون الاجتماعية والمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل صندوق،أو شركة سمسرة للخدمات الصحية تسمى زورا"الصندوق الوطني للتأمين على المرض"؟؟؟
ولعل المظهر الأول لهذه النكبة اجبارية،أو الزامية الانخراط التي يطالب برفعها عديد المشتركين ان لم نقل كلهم،أما المظهر الثاني فهو عدم مفاوضة المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل شروط وفصول هذا الانخراط المفروض بسلطة الأمر الواقع الكريه على الشغالين بأصنافهم المختلفة.ويأتي في المقام الثالث النسب المئوية المقتطعة من الأجور والمرتبات للناشطين والمتقاعدين على السواء والتي لم يستشرالمحشورون قسرا في الصندوق حول أهميتها،وحول سبل الترفيع فيها أو تعديلها.وأما المقام الرابع فيتمثل في سمسرة الصندوق للخدمات الصحية اذ نصّب نفسه وسيطا مكلفا بين المشتركين،وبين مسددي الخدمات مقتطعا لنفسه نصيبا لا بأس به من حصيلة الاقتطاعات مما يضفي عليه صفة"السوجيقات الصحية" قياسا على شركات الخدمات التي تسمسر بدورها خدماتها على حساب المشغّل والمشغّل؟؟؟
ولعل قمة التعاسة والغبن في هذه العلاقة الابتزازية بين الصندوق،أو قل السوجيقات الصحية وضحاياها ربط المنخرط ب"سقف" هو أدنى بكثير من قيمة الاقتطاعات الجملية مما يبرّر تشريف العديد من المنخرطين،وكنت منهم بمراسلات تفيد بأنهم تجاوزوا السقف المحدد،وبأنهم مطالبون بالتسديد خشية التتبع؟؟؟وبرغم صدور وعود سابقة بأن الصندوق سوف يمد مشتركيه قياسا على شركة الكهرباء والغاز،وشركة الصوناد،وشركة اتصالات تونس وهي كلها شركات خدمات تبتز المواطن وتضحك على ذقنه بامتياز،سوف تمده بكشوف خدمات تفصل قيمتها وضرائبها واتاواتها،وحتى ببطاقات ممغنطة تكشف للمشترك تطور ونسق استهلاكه لسقفه الخاص به،فأين وصل كل ذلك،أم هو مجرد تمويه وضحك على الذقون وعلى الشوارب؟؟؟
لقد علمنا أيضا بأن الأطباء أنفسهم وخاصة منهم المتعاملين مع نظام"طبيب العائلة"سوف يقع مدهم ببرامج اعلامية تمكنهم من اطلاع حرفائهم على وضعيتهم المتحركة تجاه الصندوق،وتجاه السقف المشؤوم،ولكن ذلك لم يتحقق،وترك الجميع في التسلل أطباء ومنخرطين مما يكشف عن مدى احترام الصندوق للأطباء وللمشتركين على السواء؟؟؟ ان الجميع مستاء من المستوى الرديء لتعامل الصندوق"السوجيقات الصحية" مع الحرفاء،ومن عملية"السمسرة" التي يتعاطاها على حساب المحشورين مما حوّله الى وسيط مكلف غايته ليست تحقيق حاجيات المشترك من الخدمات الصحية في نطاق الشفافية والمحاسبة،ولكن هي توفير الأموال بكل الوسائل من خلال عدم العمل بتكافل وبتداخل سقف الزوج والزوجة حتى وان كانا لا ينتميان الى ذات نظام الحماية،ومن خلال عدم ترحيل فوائض الادخار الصحي من سنة الى أخرى؟؟؟
وقد نتج عن كل ذلك أن العديد من المشتركين الغاضبين الشاعرين بالغبن وبالاستحمارالمدعوم بسلطة القانون يرفعون كل يوم أكفهم بالدعاء والتضرع الى الله أن ينتقم من المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل المستعد للقفز على الفصل العاشر، هذا المكتب الذي سلّم الشغالين بالفكر وبالساعد فريسة جاهزة معصوبة العينين لهذا الصندوق الآثم الذي أخذ على عاتقه الاتجار في الخدمات الصحية،والاجهاز على الطبقة الوسطى وصولا الى تسريع نسق برنامج رفع التحديات،,خاصة منها التحديات الصحية بوصول اعلامات الصندوق بسداد ديون المشتركين الذين حوّلهم الى مجرّد وقود لعمليته الربوية الرخيصة؟؟؟؟
التعليقات (0)