ماذا عساك تقول عندما تشاهد ما تتحفنا به برامج التوك شو خاصة عندما يكون الموضوع المتناول هو الاحداث الجارية في سوريا حيث انه غالبا ما يتم استضافة ضيوف لا نستفيد منهم – ولا أدري اذا كنا نعتبرها افادة- سوى خدش الحياء العام باستعمالهم الفاظ ومصطلحات اقل ما يقال فيها انها غير اخلاقية . علما ان المتحاورين لا يحسنوا التحليل الموضوعي الممنهج الذي يمكن التعويل عليه في اقناع الاخر. فقط يتم مصادرة وقتنا وارغامنا على التسمر امام الشاشات لمشاهدة حفلات السباب والشتائم على شاكلة ما حصل في حلقة مارسيل غانم المشبوهة – وايضا برنامج " الاسبوع في ساعة " حيث استضاف الاخير موال ومعارض جلّ ما قاما به هو التناوب على تبادل الاوصاف واللكمات الكلامية على نحو : كول..... - يا ابن القحبة- يا ابن الزانية- ومسك ختامها قيام احدهما بسرد قصة عن النمر واللص وموضوع اللواط بينهما . هذه باختصار ما سنلقاه اذا قررنا متابعة البرامج الحوارية هذه الايام .
هذا من بين الاسباب التي تدعو المرء برأيي الى التزام الصمت وعدم اشهار الانحياز لهذا الطرف او ذاك خاصة باستخدام الاسلوب نفسه المعتمد في تلك الحوارات حيث ان الادمان على مثل هذه البرامج بدأ يؤثر سلبا على لغة التخاطب بين الناس فتراهم يعتمدوا لغة التشهير والتقزيم والتهجم تصل الى حد الاسفاف في التعاطي ليكملوا ما أشار عليهم المتحاورن .وهي - أي هذه البرامج – انما تعمل على إثارة الفتنة وتأجيج الاحتقان في الشارع واخشى ما نخشاه ان يجري تعميم ثقافة السباب والتجريح . ويترسخ الشرخ الذي بدأ يتسع بين مكونات المجتمع وينذر بعواقب وخيمة. من هنا فان صمت هذه البرامج عن الكلام والاهم من ذلك صمتنا نحن عن التفاعل معها والانقياد اليها قد يجنبنا الانزلاق الى متاهات لا افق لها. واختم بقول للامام علي (ع) : حيث قال " اذا تم العقل نقص الكلام ". ووصية من وصايا لقمان لولده بقول " يا بني اذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك ". واخيرا اقول الأمل أن يصبح الصمت لغة الحوارات الحديثة .
التعليقات (0)