مواضيع اليوم

الصلاة

أحمد الشرعبي

2012-08-27 14:12:15

0

 الصلاة . للمفكر/ إبراهيم أبو عواد .


_ الطهارة :
_ التطهر :
لقد حرص الإسلام على تجذير مبدأ الطهارة في المجتمع على المستوى الفردي والجماعي ، والمستوى المحسوس وغير المحسوس. فالمسلم هو عبدٌ لله تعالى ، فينبغي أن يكون طاهراً حتى يصح التوجه إلى خالقه تعالى. كما أن الطهارة هي أساس العبادات ، سواءٌ بمعناها الفعلي المادي أو المعنوي ( ماوراء المادة الملموسة ) .
قال الله تعالى : (( ويُنَزل عليكم من السماء ماءً ليُطَهركم به ))[ الأنفال : 11].
وفي تفسير القرطبي ( 7/ 326 ) : (( وحكى الزجاج : أن الكفار يوم بدر سبقوا المؤمنين إلى ماء بدر فنزلوا عليه، وبقي المؤمنون لا ماء لهم ، فوجست نفوسهم ، وعطشوا ، وأجنبوا ، وصَلوا كذلك. فقال بعضهم في نفوسهم بإلقاء الشيطان إليهم : نزعم أنا أولياء الله وفينا رسوله وحالنا هذه والمشركون على الماء ، فأنزل الله المطر ليلة بدر ، السابعة عشرة من رمضان ، حتى سالت الأودية فشربوا وتطهروا )) اهـ .
ومع أن الظروف المحيطة بالصحابة _ رضي الله عنهم _ ظروف حرب ( غزوة بدر ) ، إلا أن الله تعالى أراد أن يجعل عبادَه طاهرين لكي يواجهوا الأعداءَ وهم في أعلى درجات النقاء المعنوية والحسية . فهذا الماءُ الذي أنزله الله تعالى كان طاهراً مطهِّراً ، وبثّ السكينةَ في قلوب المؤمنين ، ونقلهم إلى مرتبة الطهارة الكاملة . وهذا يدل على أهمية النقاء والصفاء في كيان المسلم وبيئته .
وطهارةُ المسلم ليست شكليةً ظاهرية فحسب ، بل إنها تنفذ إلى صميم كيان المسلم الذي داخله كخارجه لا تعارض بينهما. فالطهارةُ هي الحاضنة الشرعية لروح المسلم وجسده ، تنقله إلى عوالم القرب من خالقه تعالى . وليست الطهارةُ _ بأية حال من الأحوال _ إجراءً تجميلياً تنظيفياً مجرّداً من أبعاده الروحية ودلالاته الاجتماعية . إذ إن مفهومها أوسع من ذلك ، وأكثر شموليةً وعمقاً. إنها تطهّرٌ من شوائب الدنيا ، وانقطاعٌ تام عن النجاسات الحسية والمعنوية ، وعمليةُ تطهير للإنسان من القيم السلبية على الصعيد المعنوي والمادي. فلا يمكن للنور أن يستقر في مكان نجس ، لذلك كانت الطهارةُ هي الاستعداد الضروري لاستقبال الهداية، والتّهيئة الحتمية لاحتضان النور .
قال الله تعالى : (( وإن كنتم جُنُباً فاطهروا )) [ المائدة : 6] .
[قال الشوكاني في فتح القدير ( 2/ 25 ) : (( وقد ذهب عمر بن الخطاب وابن مسعود إلى أن الجنب لا يتيمم البتة ، بل يدع الصلاة حتى يجد الماء استدلالاً بهذه الآية . وذهب الجمهور إلى وجوب التيمم للجنابة مع عدم الماء ، وهذه الآية هي للواجد ، على أن التطهر هو أعم من الحاصل بالماء أو بما هو عوض عنه مع عدمه وهو التراب . وقد صح عن عمر وابن مسعود الرجوع إلى ما قاله الجمهور للأحاديث الصحيحة الواردة في تيمم الجنب مع عدم الماء )) اهـ . وقال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم ( 4/ 5) : (( وأصل الجنابة في اللغة : البُعد . وتُطلَق على الذي وجب عليه غُسْلٌ بجِماع ، أو خروج مني ، لأنه يجتنب الصلاةَ والقراءة والمسجد ، ويتباعد عنها ، والله أعلم )) .].
أي اغْتَسِلوا بالماء في حال حدوث جنابة ( الحدث الأكبر ) . وذلك لكي يظل المسلمون طاهرين في كل أحوالهم . فديمومةُ الطهارة بالغة الأهمية من أجل استقبال الفيوضات الرحمانية ، والبقاء على أُهبة الاستعداد لتلقي النفحات الربانية . فغيابُ الطهارة قطيعةٌ مع الهداية الإلهية .
وفي صحيح البخاري ( 1/ 99 ) : عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ، ثم يُدخل أصابعه في الماء فيُخلل بها أصول شَعره ، ثم يصب على رأسه ثلاث غُرف بيديه ، ثم يُفيض الماءَ على جِلده كله .
والنبي صلى الله عليه وسلم لا يقوم بأعماله عبثاً، ولا تخضع حركاته وسكناته للصدفة . فالحرصُ على الاغتسال من الجنابة مؤشر على أهمية الطهارة ، كما أن هذا الترتيب الدقيق المشتمل على البدء باليدين ثم وضوء الصلاة والحرص على إيصال الماء لأصول الشعر ثم صب الماء على الرأس بدون إفراط في استهلاك الماء ، ثم تعميم الماء على الجلد كله ، ليس ترتيباً عبثياً ، بل هو نظام دقيق يتضمن عدم الإسراف في الماء ، واستحضار وضوء الصلاة الذي يدل على الارتباط اللصيق بين الطهارة والصلاة ، وإيصال الماء إلى كل نقاط الجسم دون استثناء . كما أن التيامن ( البدء بجهة اليمين ) سُنة نبوية ثابتة. فهذه المنظومة المتكاملة تشير إلى أهمية الطهارة في حياة المسلم وانعكاساتها على حياته وطبيعة تفكيره وسلوكياته .
فليست الطهارةُ كميةً من الماء تُسكَب على الجسم وينتهي الأمر ، أو مجموعة من المواد الكيميائية لإزالة الأوساخ . إن ماهيتها أكبر من ذلك ، فهي تحتوي على منهجية شاملة لتجهيز العبد وتهيئته نفسياً وجسمياً لاستحضار عَظَمة الخالق تعالى والوقوف بين يديه ونشر تعاليمه .
وقال الله تعالى : (( وثيابكَ فَطَهرْ )) [ المدثر : 4] .
فهذا الأمرُ الإلهي يشير إلى أهمية الطهارة ، سواءٌ كان المقصود بالآية الطهارة المادية ، وهي تطهير الثياب من النجاسات التي قد تلحق بها. أو الطهارة المعنوية ، كتطهير القلب أو الجسم ... .
قال الشوكاني في فتح القدير ( 5/ 454 ) : (( المراد بها الثياب الملبوسة على ما هو المعنى اللغوي . أمره اللهُ _ سبحانه _ بتطهير ثيابه وحفظها عن النجاسات ، وإزالة ما وقع فيها منها . وقيل : المراد بالثياب العمل ، وقيل : القلب ، وقيل : النفس ، وقيل : الجسم ، وقيل : الأهل ، وقيل : الدين ، وقيل : الأخلاق . قال مجاهد وابن زيد وأبو رزين : أي عملك فأصلح . وقال قتادة : نفسك فطهِّر من الذنب ، والثياب عبارة عن النفس . وقال سعيد بن جبير : قلبك فطهِّر . ومن هذا قول امرئ القيس : ( فسلي ثيابي من ثيابك تنسل ) . وقال عكرمة : المعنى ألبسها على غير غدر وغير فجرة ، وقال : أما سمعت قول الشاعر :
وإني بحمد الله لا ثوب فاجر لبستُ ولا من غدرة أتقنع )) اهـ .
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري _ رضي الله عنهما _ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُحدث عن فترة الوحي ، قال في حديثه : (( بَيْنا أنا أمشي سمعتُ صوتاً من السماء فرفعتُ بصري فإذا الْمَلَك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، ففرقتُ منه، فرجعتُ ، فقلتُ : زَملوني زملوني )) ، فدثروه ، فأنزل الله تعالى : [ يا أيها المدثر . قُمْ فأنذِرْ . وربكَ فكبرْ . وثيابكَ فطهرْ . والرجْزَ فاهْجُرْ ] [ المدثر 1_5].
[متفق عليه.واللفظ للبخاري( 4/ 1895 )برقم( 4671 ).ومسلم ( 1/ 143) برقم ( 161).].
لقد أمر اللهُ تعالى النبي صلى الله عليه وسلم بالطهارة الحسية والمعنوية . وهذا الأمرُ شامل لكل الأمة . وهنا تتجلى رحمة الله تعالى بعباده الذين أرادهم أنقياء أصفياء بلا شوائب ، يدخلون إلى حضرته العَلِيّة وفق أحسن صورة ، قلباً وقالباً .
فالدربُ إلى الله تعالى لا مكان فيه للنجاسات والشوائب ، فهو دربٌ نوراني ممتلئ بالتطهر والخير والسعادة . ومن اختار أن يمشيَ فيه ، عليه أن يكون طاهرَ السريرة ، وطاهرَ البدن . يهاجر إلى خالقه تعالى مستعداً ، وعلى أفضل هيئة .
قال الله تعالى : (( لا يَمَسهُ إلا المطَهرون )) [ الواقعة : 79] .
قال الشوكاني في فتح القدير ( 5/ 227 ) : (( قال الواحدي : أكثر المفسرين على أن الضمير عائد إلى الكتاب المكنون: أي لا يمس الكتاب المكنون إلا المطهرون، وهم الملائكة. وقيل : هم الملائكة والرسل من بني آدم )) اهـ .
وعن عبد الرحمن بن يزيد قال : كنا مع سلمان _ رضي الله عنه _ فانطلق إلى حاجة فتوارى عنا ، ثم خرج إلينا ، وليس بيننا وبينه ماء . قال : فقلنا له : يا أبا عبد الله لو توضأتَ فسألناكَ عن أشياء من القرآن ، قال : فقال : سلوا ، فإني لستُ أَمسه ، فقال: إنما يمسه المطهرون . ثم تلا : (( إنه لقرآنٌ كريم )) [ الواقعة : 77] . )) لا يَمَسهُ إلا المطَهرون ))[ الواقعة : 79].
[رواه الحاكم في المستدرك ( 2/ 519 ) وصححه ، ووافقه الذهبي .].
ومن خلال النصوص الشرعية تتضح أهمية الطهارة والتطهر على جميع الأصعدة . لما في ذلك من تهيئة الفرد للاضطلاع بمسؤولياته الجسيمة، باعتباره حامل أمانة الدِّين ، وخليفة الله في الأرض. فالمنهج الشرعي واضحٌ في مساره ، حيث يحاط الإنسان بسياج الطهارة والتطهر ، لكي يظل دائماً على اتصال مع خالقه تعالى ، وهو في أبهى حُلّة مشتملة على نقاء العبودية ، وصدقِ التوجه إلى الله تعالى .
قال الله تعالى: (( وإذ قالت الملائكةُ يا مريمُ إن الله اصطفاكِ وطهركِ )) [ آل عمران : 42] .
أي إن الله اختاركِ وطهركِ من الكفر والضلال والدنس ، وجعلكِ نقيةً عابدة تقية ذات قلب صافٍ لا مكان للشوائب فيه ، وذات جسد طاهر شريف لا مكان للحرام فيه . فالسيدة مريم _ عليها السلام _ جُعلت ذات قلب طاهر وجسدٍ نقي لكي تضطلع بدورها المحوري في الدعوة الإسلامية . فالهدايةُ الربانية والنجاسة ضدان لا يجتمعان . ولو وُجدت أدنى شُبهة حول السيدة مريم لكان ذلك ضربةً قاضية للدعوة ، وباباً واسعاً لدخول المشكِّكين الطاعنين في الدِّين ، وعندئذ ستؤول دعوة النبي عيسى صلى الله عليه وسلم إلى الفشل بسبب غياب الحاضنة الطاهرة . وهذا مُحال . فاللهُ تعالى اختار المنبعَ الصافي ( السيدة مريم ) لاحتضان هذا النبي العظيم ، والمساهمة في الدعوة الإسلامية من خلال موقف قوي متماسك، ومنظورٍ إيماني لا تتسلل إليه الشبهات أو النجاسات المعنوية والحسية . فالدعوةُ تخرج من حاضنة طاهرة شريفة لكي تكون ذات تأثير وإقناع في الرأي العام ، ولا يمكن أن تنبع من مكان مشبوه .
وقال الشوكاني في فتح القدير ( 1/ 510 ) : (( قيل : هذا الاصطفاء الآخر غير الاصطفاء الأول . فالأول هو حيث تقبلها بقبول حسن، والآخر لولادة عيسى ... وقيل : الاصطفاء الآخر تأكيد للاصطفاء الأول ، والمراد بهما جميعاً واحد )) اهـ .
وهكذا تتجذر الطهارة كرتبة سامية ومنزلة عظيمة لا يحصل عليها إلا من اختاره اللهُ تعالى لحمل مسؤولية الدين وتبليغه ، وإيصال الدعوة الإسلامية إلى الآخرين . فالسيدةُ مريم _ عليها السلام _ ليست امرأةً عادية حَبِلت وَوَلَدَت . فاللهُ تعالى اختارها لإجراء معجزة خالدة ، حيث صارت حُبلى بدون زواج ، وهذا الطفلُ الذي كان في أحشاؤها هو واحد من أعظم أنبياء الله تعالى ، وهو عيسى صلى الله عليه وسلم الذي خلقه الله تعالى بدون أب ليرى الناسُ قدرةَ الخالق غير المحدودة .
_ الوضوء :
قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهَكم وأيديَكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلَكم إلى الكعبَيْن )) [ المائدة : 6] .
وهذه آيةُ الوضوء التي حدّدت كيفية الاستعداد قبل الدخول في الصلاة ، حيث غسل الوجه واليدين إلى المرافق ، ومسح الرأس، وغسل الرِّجْلين إلى الكعبَيْن. والترتيبُ أحد فرائض الوضوء ، فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خالف هذا الترتيب . والعباداتُ توقيفية تستند إلى الاتباع .
وفي صحيح البخاري ( 4/ 1684 ) : عن عائشة _ رضي الله عنها _ : سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة ، فأناخ النبي صلى الله عليه وسلم ونزل ، فثنى رأسه في حِجري راقداً . أقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة . وقال: حبستِ الناس في قلادة، فبي الموت لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أوجعني، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ، وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد ، فنزلت : (( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة )) . الآية . فقال أُسيد بن حضير : لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر ، ما أنتم إلا بركة لهم .
[ ( فثنى رأسه ) وضعه . ( راقداً ) أي يريد الرقود والنوم . ( لكزني ) دفعني في صدري بكفه . ( فبي الموت . . ) أي كاد ينزل بي الموت من شدة الوجع ، ولم أتحرك حتى لا أزعج رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( فيكم ) بسببكم .] .
فاللهُ تعالى يُخفِّف عن الناس ولا يضطرهم إلى أضيق المسالك . فقد أنزل هذه الآيةَ ليرشد المؤمنين إلى كيفية التصرف في حال القيام إلى الصلاة . كما بيّن لهم الإجراءات الواجب اتباعها . فلم يتركهم لأهوائهم أو أمزجتهم الشخصية . وقد جاءت الشريعةُ لرفع الحرج ، فلا مكان للضيق والمنغِّصات فيها .
قال الشوكاني في فتح القدير ( 2/ 25 ) : (( قد اختلف أهل العلم في هذا الأمر عند إرادة القيام إلى الصلاة ، فقالت طائفة : هو عام في كل قيام إليها سواء كان القائم متطهراً أو محدثاً ، فإنه ينبغي له إذا قام إلى الصلاة أن يتوضأ ... وقال جماعة : هذ الأمر خاص بمن كان مُحدِثاً. وقال آخرون : المراد إذا قمتم من النوم إلى الصلاة ، فيعم الخطاب كل قائم من نوم )) اهـ .
وفي صحيح البخاري ( 1/ 87 ): عن عمرو بن عامر عن أنس قال : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة )). قلتُ : كيف كنتم تصنعون ؟، قال : (( يجزىء أحدنا الوضوء ما لم يُحدِث )).
فلا يمكن إنكار أهمية الوضوء في الطهارة والتطهر قبل الدخول إلى حضرة الله تعالى، والاتصال معه عبر الصلاة . فالوضوءُ سلاح المؤمن ، ويمنح كل أعضائه نوراً وبهجة ، فليس هو مجرد إسالة الماء على بعض الأعضاء ، بل هو نظام حياة متكامل يضع المؤمنَ في أقصى مدى النور . والنبي صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على الوضوء عند كل صلاة . وهذه هي حالة الكمال الإيماني ، مع أن هذا الأمر ليس بواجب. فيجوز للمسلم أن يُصلِّيَ كل الصلوات بوضوء واحد ، فالعِبرةُ في انتقاض الوضوء أم لا.
وفضل الوضوء عام في الحياة الدنيا ، حيث يجعل المؤمنَ واثقاً بنفسه ، في أعلى درجات النظافة والتطهر ، مقبلاً على الله تعالى وهو في شكل نوراني حسن . ويتعدى فضلُ الوضوء إلى الحياة الآخرة . حيث إن الوضوء يساهم في رفع درجة المؤمن يوم القيامة ، ومجيئه طاهراً شريفاً مكتمل الهيئة . فعن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن أمتي يُدْعَوْن يوم القيامة غُراً مُحَجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يُطيل غرته فليفعل )).
[متفق عليه . البخاري ( 1/ 63 ) برقم ( 136 ) ، ومسلم ( 1/ 216 ) برقم ( 246 ) .].
أي إن الأمة المحمدية الإسلامية تأتي يوم القيامة يعلوها البياضُ الوهاج، والصفاءُ الباهر ، نتيجة الوضوء في الحياة الدنيا الذي منحهم النظافة والتألق والبياض المنتشر من غير عِلة . فيتحولون إلى كائنات بشرية نورانية، لأنهم _ في الدنيا _ التزموا أوامرَ الله تعالى في الطهارة والتطهر والاستعداد للصلاة ، فيأتون في الآخرة ، وعليهم الوقارُ الناصع ، حيث وجوههم مشرقة ، وأجسادهم طاهرة نقية . وهكذا ، فإن الوضوء ليست عمليةً ميكانيكية أو تعاملاً عبثياً مع الماء . إنه حالة إيمانية شاملة يتعدى أثرُها إلى الحياة الآخرة .

http://www.facebook.com/abuawwad1982




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات