التجارة والصلاة
كلا الأمرين مُربح فمن يتعاطى التجارة حتماً سيربح ومن يؤدي فريضة الصلاة سيربح أيضاً لكن ما العلاقة بين إغلاق المحل التجاري وأداء الصلاة؟
العلاقة ليست واضحة بل محفوفة بعبارة الاحوط وسداً لذريعة ترك الصلاة بالكُلية، إغلاق المحلات التجارية لا يستند لنصِ نظامي بل اجتهاد قام به البعض ابان موجة الصحوة في سبعينيات القرن الماضي ذلك الاجتهاد استمر إلى اليوم، هناك أصوات تطالب بفتح المحلات التجارية وقت الصلاة تيسيراً على الناس ودعماً للحركة التجارية، بالمقابل هناك من يعارض ذلك ويرى الإغلاق مظهراً اسلامياً لا يجب تركه فهناك من تهمه المظاهر و يتشدد في ذلك ولو أن الأمر بيده لساق الناس بالعصى إلى المساجد، لا يخفى على ذي لُب أن إغلاق الأسواق أثناء الصلاة لن يدفع بالناس إلى أداء الصلاة فهناك الكسول وهناك المسافر وهناك المريض وهناك الصغير وهناك من لديه عذر شرعي الخ فهل الإغلاق مجدي من الناحية الشرعية والاقتصادية؟
الإغلاق الذي نلحظه بعد كل آذان إغلاق فكري فهناك فكرة عمرها قديم توارثها المجتمع حتى باتت تشكل جزاء من هويته، بالأمس تناقلت وسائط الإعلام الجديد قراراً لاتحاد الغرف السعودية يوجه المنشآت التجارية بعدم إغلاق المحال في أوقات الصلاة والعله جائحة كورونا، كان حريُ بالاتحاد أن يوضح أن الإغلاق كان اجتهاد مضى عليه فترة من الزمن واليوم بعد أن انتشر العلم وباتت المعلومة أقرب للشخص من شرك نعله لم يعد الإغلاق مجدياً ولا نافعاً بل فيه ضرر فهناك مصالح ستُعطل على المستوى الجماعي أو الفردي فضلاً عن عدم شرعية الفكرة من الناحية الفقهية ..
لقد أعاد فيروس كورونا ترتيب مفاهيمنا وحد من بعض السلوكيات الخاطئة ومن ضمنها إغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة، لو تأملنا قليلاً في الصلاة واخذناها من منظور فلسفي لوجدناها أعمق من حركات وتلاوات لكن هناك من يريدها أن تبقى مظهراً وهنا الإشكالية فالصحوة عبارة عن مظاهر متناقضة يغلب عليها مصطلح نحنُ كذا ونريد أن نستمر كذا وما عدا ذلك لا يهم أبداً . ..
التعليقات (0)