مواضيع اليوم

الصلاة على محمد وآله

 

اللهم صل على محمد و آله

بقلم محسن الصفار

استيقظ  الامير من نومه وهو في حاله هلع ويردد اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد ارتدى ثيابه على عجل وذهب الى البلاط واستدعى وزيره الذي جاء وهو مفزوع ايضا وقال :

- خيرا يا مولاي ماذا حدث ؟

قال الامير :

- اريد ان تجمع الشعراء كي نختار افضل قصيده مدح للرسول عليه الصلاه والسلام

استغرب الوزير وقال :

- قصيده ماذا يا مولاي ؟ على حد علمي فاننا نجمع الشعراء في العاده كي يلقوا قصائد في مدح مولاي ومن ثم نعطي كلا منهم صرة من الذهب ويذهب الجميع سعداء ولكن ما عهدت ان ياتي الشعراء الى قصر مولاي لمدح الرسول عليه الصلاه والسلام

قال الامير :

- هذا ليس من شانك استدع الشعراء فورا واعلن ان الجائزه لافضل قصيدة ستكون عشر امثال الجوائز السابقة .

خرج الوزير وهو مستغرب ويكاد يحسب ان الامير قد فقد عقله وارسل مناديا في الاسواق يعلن عن ان الامير يقيم امسيه شعريه  ويعطي مبلغا كبيرا من الذهب لمن يلقي افضل قصيده في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام .

في اليوم الموعود اجتمع فطاحل الشعراء في قصر الامير وكل يمني النفس بالفوز بتلك الجائزة العظيمة

جلس الامير على العرش ونظر الى الحاضرين وتفحص وجوههم واحدا تلو الاخر ولكنه لم يستطع ان يجد ضالته بينهم فأمر ان يبدأ الشعراء بالقاء قصائدهم فقاموا وكل يلقي بقصيدة اروع من التي قبلها وهنا انتبه الامير ان شابا يجلس في اخر الرواق قد نهض واتجه نحو الباب فأستوقفه الامير بنبرة غاضبة

- الى اين تذهب ؟ كيف تجرؤ ان تترك مجلسي دون  اذن مني ؟

وقف الشاب وقال :

- عفوا يا مولاي ما قصدت ان اسيئ الادب ولكن لي أما مريضه تنازع الموت وقررت أن أذهب كي أكون معها في لحظاتها الاخيرة

قال الامير :

- طالما أمك على فراش الموت مالذي جاء بك الى هنا ؟

رد الشاب :

- قد كتبت قصيدة في مدح رسول الله عليه الصلاة والسلام وجئت كي القيها في مجلسكم لعلي اخذ الجائزة واشتري لامي دواء ولكني عدلت رأي في اللحظة الاخيرة فليس رسول الله من يمدح من اجل المال حتى لو كان لانقاذ حياة أمي اعز خلق الله الى قلبي

قال الامير :

- متى تركتها وعلى اي حال كانت ؟

رد الشاب :

- في الصباح وكانت على اسوأ حال

قال الامير :

- اذهب وعدها ثم عد الى مجلسي فأني بانتظارك

استغرب الشاب وقال :

- ولكن يا مولاي بيتي بعيد وليس لي دابة اركبها ولا اريد ان اطيل على مولاي

نادى الامير على الحاجب وقال له :

- قل لسائس القصر ان يعطي هذا الشاب حصاني الخاص فورا ودون تأخير

استغرب كل من في المجلس وصار الجميع يهمهم عما يجري بين الامير وهذا الشاب الذي لايعرفه احد وكيف يعطيه حصانه الخاص وهو من اجود الخيول واثمنها ويكاد الامير يحبه كأنه ولده

خرج الشاب والامير والشعراء ينتظرون وكان بال الامير مشغولا فلم يستمع لاي قصيدة اخرى حتى عاد الشاب بعد ساعتين من الزمن ووجهه يكاد ينشق من وسع’ ابتسامه وقال :

- اللهم صل على محمد وعلى آل محمد أمي في احسن حال وكأن الروح عادت أليها وتركتها تتناول الطعام من يد أختي .

بالله عليك يا مولاي مالذي تعرفه ولم تخبرني به ؟

قال الامير وهو فرح :

- قبل بضعة ايام زارني رسول الله عليه الصلاة والسلام في منامي وقال لي يا فلان ان من عباد الله شاعر محب لي وقال قصيدة من اجمل ما قيل في مدحي ولشدة حبه في رسول الله لم يرض ان يطلب عليها مالا كي ينقذ أمه فشفعت له عند الله وقبل الله شفاعتي و كف عنها ملك الموت لاجل لايعلمه الا هو فأكرمه واقض حاجته أن كنت لنا من المحبين .

وادمعت عين الامير وهو يقول :

- رسول الله يسألني ان كنت ممن يحبه والله ان عيني وعمري ومالي واهل بيتي لايساوون شيئا أمام حبي لرسول الله قل حاجتك يافتى فأنها مقضية سلفا ان اردت مالا اعطيناك ما تعجز عن حمله وان اردت جاها اجلستك جنبي فقل ما تريد ؟

قال الشاب وهو يكاد يبكي :

- الحمد لله الذي جعل خير خلقه شفيعا لي والحمد لله الذي وهبني أمي وهو الذي يحيي ويميت وهو على كل شيئ قدير والشكر لمولاي على كل ما تجشمه من عناء كي يعثر على هذا العبد الفقير .

أما المال فلا حاجة لي به وخير لمولاي ان ينفقه على الرعية كي يكون له ذخرا يوم القيامة واما الجاه فليس بعد شفاعة رسول الله من جاه ولا حاجة لي بمناصب دنيوية

قال الامير :

- بارك الله بك وبحكمتك على صغر سنك فقل ما حاجتك اذن ؟

قال الشاب على استحياء :

- ان لنا جارة كانت تعمل في القصر عندكم وكانت دوما تحكي لامي عن جمال وادب وتدين ابنتكم الصغرى وكانت أمي تقول اسأل الله ان يجعلها من نصيبك يا ولدي

حك الامير رأسه :

- ابنتي التي تتحدث عنها خطبها أمراء ووزراء وسادة القوم ولم يعجبها أحد منهم ولكني سأسألها و أرد عليك

وهنا جاء صوت جميل من خلف الستار :

- قال للسائل يا أبتاه ان طلبه عندنا مجاب وان قصيدته في مدح رسول الله عليه الصلاة والسلام هي مهري وانني ما انتظرت كل هذه المدة الا كي اكون لمثله .

ابتسم الامير وقال :

- وهقد نلت مرادك فاتحفنا الان بقصيدتك كي نستمتع بما قلته في مدح رسول الله

 

هذه القصة خيالية
جميع الحقوق محفوظة
  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات