بقلم : احمد الملا
في مقدمة كتاب ( مجموع أشعار الحياة ) للسيد الصدر الثاني- رحمه الله- وفي الصفحة 12 يقول (وَإنّمَا الإشكَال الوَحِيد فِي نَشرِ هذا الشّعر، هُو عَدَم مُناسَبَتِه مَع مَقَام المَرجَعِيّة الّتِي أتَبَوّأ الآن مَقعَدًا مِنها، حَيث يَقولونَ لِمَن يُعرَفُ بِالشّعر : إنّكَ صَاحِبُ شِعر وَأدَب وَلَستَ صَاحِب فِقْه وَتَدقِيق، وَإذَا لَم يَكن صَاحِبَ فِقْه لَم يصلح لِلمَرجَعية ...) ، حيث يبين السيد الصدر أن الإشكال الوحيد هو عدم مناسبة الشعر لمقام المرجعية لأن صاحب الشعر هو صاحب أدب وليس صاحب فقه وتدقيق ، وقد أجاب السيد الصدر -رحمه الله-على ذلك الإشكال بأربعة وجوه وفي الوجه الرابع قام بنفيها بطريقة غير مباشرة حيث قال ( ما أشرت إليه في المقدمة أن هذا المعين قد نضب منذ حوالي العشر سنين ... وقد زال ذلك عن علم وعمد فالأدب والشعر ليس فقط إنه لم يكن الهدف بل ينبغي أن يحكم عليه بالزوال والإضمحلال لأجل تكريس الجهد للأهداف الحقيقية للدين والدنيا والآخرة...)....
أي أنه حتى لو كانت كتابة الشعر والأدب ليست هي الغاية وإنما كتابته كوسيلة ، فمع ذلك يجب أن يضمحل ويزول الشعر والأدب من فكر المرجع ، لماذا ؟ لأن تكريس الجهد من أجل الهدف الحقيقي للدين في الدنيا والآخرة ، وهذا يعني أن الشعر والأدب وكتابه عائقًا واضحًا حسب كلام السيد الصدر- في تحقيق الأهداف الحقيقة وأن كتابة الشعر تبعد الإنسان عن هذه الأهداف !! وهذا يعني أن السيد-رحمه الله تعالى- كان طيلة فترة حياته يسير في أهداف غير حقيقة ويطلب أهداف غير حقيقية، خصوصًا في الفترة الخاصة بدخوله المعترك العلمي الديني الحوزوي، إذ أن المقدمة كتبها السيد الصدر بتاريخ 1419 هـ أي سنة 1998 قبل استشهاده - رحمه الله- وهو يقول في المقدمة تركت الشعر منذ عشر سنوات إلا الأندر- يعني أيضا يكتب لكن قليل جدا - أي في سنة 1988 م وهو متصدي لعنوان سنة 1982م للمرجعية وهو مجتهد منذ سنة 1977 م وفي سنة 1966 كان يدرس عند السيد الصدر الأول والخوئي ، وهذا يعني أنه طيلة تلك المدة المحصورة من عام 1966 إلى 1988 أي أكثر من 22 سنة وهو في السلك الحوزوي ويكتب الشعر !! مع السنوات الأخرى السابقة...
أي أنه حتى في فترة طلبه العلم والأدهى حتى في فترة تصديه للمرجعية هو كان في طلب أهداف غير حقيقية لا تمثل الدين ولا الدنيا ولا الآخرة ، وهنا نطرح ما طرحه السيد الصرخي الحسني من استفهامات حول كلام السيد الصدر- رحمه الله- في تغريدته الأخيرة التي تمثل الحلقة 14 من بحثه الموسوم ( أستاذنا الصدر عالم ناصح غير معصوم ) حيث قال:-
)) لا يخلو كلامه من غرابة !! والاستفهامات كثيرة منها : هل الأستاذ بعد ضياع عشرات السنين التفت إلى نفسه فتوقف عن الشعر والأدب ؟!! أو أن المسألة مرتبطة بالمرجعية فنسأل ، أإن المرجعية تأتي من فراغ وبدون بذل كل الجهد وتسخير كل الوقت في طلب العلم وتحصيله والمثابرة عليه ؟!. هل الأهداف الحقيقية للدين والدنيا والآخرة لا وجود لها إلا بعد تصدي الإنسان للمرجعية، وقبل ذلك تكون وهمًا وضياعا؟! وهل يعقل أن وجود الإنسان وجود مضطرب وهمي قبل التصدي للمرجعية؟! وبعبارة أدق ، ماذا عن فترة تصدي الأستاذ للمرجعية قبل ذلك بحوالي عشر سنين ؟! أي قبل أن يسمح نظام صدام للأستاذ بالتصدي للمرجعية وتمكينه من شؤونها عام ( 1991 م)؟! قال { 1982 أو 1983 م قلت لهم قلدوني فعرضت نفسي من ذلك الحين } ( لقاء الحنانة1 ) . ما قبل ( 1991 م) هل كان الأستاذ- رحمه الله - بدون أهداف أصلا , أو كانت أهدافه غير حقيقية ولم يكن وجوده فعليا فانشغل بالأدب والشعر ولم يحكم عليهما بالزوال والاضمحلال ؟!!))...
لكلمن يريد أن يطلع على بحوث السيد الصرخي الحسني التي ناقش فيها عصمة السيد الصدر ومؤلفاته كالموسوعة المهدوية والمؤلفات الأخرى يرجى إتباع 1- هذا المعرف على موقع تويتر: @AlsrkhyAlhasny
2-على الفيس بوك يرجى إتباع الرابط -المختصر - الخاص بصفحته الخاصة: http://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny
التعليقات (0)