الصرخي :علينا معرفة حجم المعصية في الوقوف بوجه الحاكم العادل ومشروع تحرير البلدان الاسلامية
من اعظم العبادات والطاعات عند الله هو
تحرير البلدان الاسلامية من جميع اشكال الاحتلال وانقاذ اهلها من نير العبودية والقهر والاذلال وعلى كل من يهمه امر الاسلام بذل المستطاع في سبيل ذلك وهذا مافعله امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام حين جاء عمر بن الخطاب (رض) يريد تحرير العراق من الدولة الفارسية ,وفي تاريخ الطبري:3/209: (وكتب إليه أيضاً عبد الله وغيره بأنه قد تجمع منهم خمسون ومائة ألف مقاتل ، فإن جاؤونا قبل أن نبادرهم الشدة ، ازدادوا جرأة وقوة... ثم نقل الطبري مشورة عمر للصحابة وقوله: (أفمن الرأي أن أسير فيمن قبلي ومن قدرت عليه ، حتى أنزل منزلا واسطاً بين هذين المصرين فأستنفرهم ، ثم أكون لهم رداء حتى يفتح الله عليهم ويقضى ما أحب ، فإن فتح الله عليهم أن أضربهم عليهم في بلادهم وليتنازعوا ملكهم...؟
فقام طلحة ابن عبيد الله وكان من خطباء أصحاب رسول الله(ص)فتشهد ثم قال: أما بعد يا أمير المؤمنين فقد أحكمتك الأمور وعجمتك البلايا واحتنكتك التجارب ، وأنت وشأنك وأنت ورأيك ، لا ننبو في يديك ولا نكل عليك . إليك هذا الأمر فمرنا نطع وادعنا نجب ، واحملنا نركب ، وأوفدنا نفد ، وقدنا ننقد ، فإنك ولي هذا الأمر ، وقد بلوت وجربت واختبرت ، فلم ينكشف شئ من عواقب قضاء الله لك إلا عن خيار . ثم جلس .
فعاد عمر فقال: إن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتكلموا . فقام عثمان بن عفان فتشهد وقال: أرى يا أمير المؤمنين أن تكتب إلى أهل الشأم فيسيروا من شأمهم ، وتكتب إلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم ، ثم تسير أنت بأهل هذين الحرمين إلى المصرين الكوفة والبصرة ، فتلقى جمع المشركين بجمع المسلمين ، فإنك إذا سرت بمن معك وعندك ، قل في نفسك ما قد تكاثر من عدد القوم ، وكنت أعز عزاً وأكثر... ثم جلس .
فعاد عمر فقال: إن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتكلموا . فقام علي بن أبي طالب فقال: أما بعد يا أمير المؤمنين فإنك إن أشخصت أهل الشأم من شأمهم سارت الروم إلى ذراريهم ، وإن أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة إلى ذراريهم ، وإنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك الأرض من أطرافها وأقطارها ، حتى يكون ما تدع وراءك أهم إليك مما بين يديك من العورات والعيالات ! أقْرِرْ هؤلاء في أمصارهم ، واكتب إلى أهل البصرة فليتفرقوا فيها ثلاث فرق: فلتقم فرقة لهم في حرمهم وذراريهم ، ولتقم فرقة في أهل عهدهم لئلا ينتقضوا عليهم ، ولتسر فرقة إلى إخوانهم بالكوفة مدداً لهم . إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً قالوا هذا أمير العرب وأصل العرب ، فكان ذلك أشد لكلبهم وألبتهم على نفسك . وأما ما ذكرت من مسير القوم فإن الله هو أكره لمسيرهم منك ، وهو أقدر على تغيير ما يكره . وأما ما ذكرت من عددهم ، فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ولكنا كنا نقاتل بالنصر . فقال عمر: أجل والله لئن شخصت من البلدة لتنتقضن عليَّ الأرض من أطرافها وأكنافها ، ولئن نظرت إلى الأعاجم لا يفارقن العرصة ، وليمدنهم من لم يمدهم وليقولن هذا أصل العرب ، فإذا اقتطعتموه اقتطعتم أصل العرب ). انتهى .هذا ماكان من الاخلاص للاسلام ولخليفة المسلمين عمر بن الخطاب رض من قبل الصحابي علي عليه السلام حيث جعل هدفه الاسمى توسعة الرقعة الاسلامية ونشر الدين ورفع القهر عن العباد والبلاد , وهذا الامر لم يتكرر مطلقا في فتوحات الدولة الفاطمية ايام نور الدين زنكي نائب الخليفة الفاطمي
حيث كان التخوف المتردد في قلب صلاح الدين الايوبي من ان ياتي نور الدين الزنكي ولي نعمته وياخذ مصر من يد ه فلم يمدد نور الدين بالعساكر لتحرير البلاد من الفرنج بل كان يتمنى ان يلتقي نور الدين لوحده مع الفرنج فيضعف وتكون السطوة له وهذا ماحصل بعد وفاة نور الدين , ولنقرا تفاصيل تلك الحقائق كما جاءت في المحاضرة الثالثة والعشرون من وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري للمرجع الصرخي
وقال أيضًا: {{ [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ]:[ ذِكْرُ وَفَاةِ نُورِ الدِّينِ مَحْمُودِ بْنِ زَنْكِي]: وَأَمَّا مَا فَعَلَهُ مِنَ الْمَصَالِحِ، فَإِنَّهُ بَنَى أَسْوَارَ مُدُنِ الشَّامِ جَمِيعِهَا وَقِلَاعِهَا، فَمِنْهَا دِمَشْقُ وَحِمْصُ وَحَمَاةُ وَحَلَبُ وَشَيْزَرُ وَبَعْلَبَكُّ وَغَيْرُهَا، وَبَنَى الْمَدَارِسَ الْكَثِيرَةَ لِلْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ، وَبَنَى الْجَامِعَ النُّورِيَّ بِالْمَوْصِلِ، وَبَنَى الْبِيمَارِسْتَانَاتِ وَالْخَانَاتِ فِي الطُّرُقِ، وَبَنَى الْخَانَكَاهَاتِ لِلصُّوفِيَّةِ فِي جَمِيعِ الْبِلَادِ، وَوَقَفَ عَلَى الْجَمِيعِ الْوُقُوفَ الْكَثِيرَةَ. سَمِعْتُ أَنَّ حَاصِلَ وَقْفِهِ كُلَّ شَهْرٍ تِسْعَةُ آلَافِ دِينَارٍ صُورِيٍّ}}
جـ ـ ذَكَرْتُ ذلك كي يكونَ تقييمُنا لمواقف صلاح الدين عن دراية ومعرفة وعلم، فلمّا نعرف الزنكي وأدبَه وأخلاقياتِه وتديّنَه وعدلَه (وكما ذكرها ابن الأثير) فإنّنا نعرف حجم الخطأ والذنب والمعصية المترتّبة على مخالفة مثل هذا الحاكم وشقّ العصا عليه والوقوف بوجهه مشروعِه المقدّس في تحرير البلدان الإسلاميّة ومقدّساتِها، بل المخالفة أعظم وأخطر في إيقاف ذلك المشروع باقتطاع البلدان من دولته والاختصاص بها والتخلي عن الجهاد والغزو وتحرير البلدان، وهذا ما فعله صلاح الدين مع الزنكي وكما مرّ علينا من تخلي صلاح الدين عن التحرير المقدّس والغدر بالزنكي وخذلانه وتعجيزه عن فتح وتحرير البلدان مما اضطر الزنكي للتحرك لمصر أولا وتحريرها من صلاح الدين للاستفادة من رجالها وأموالها في تحرير بلاد الإسلام ومقدساتهم وإنسانهم، فها هو الزنكي يخرج لغزو مصر وتحريرها من صلاح الدين والأيوبيين، لكن وافاه الأجل قبل إدراك ذلك، ويفعل الله ما يشاء:
قال(ابن الأثير): {{[ذِكْرُ وَفَاةِ نُورِ الدِّينِ مَحْمُودِ بْنِ زَنْكِي(رَحِمَهُ اللَّه)]: فِي هَذِهِ السَّنَةِ(569هـ) تُوُفِّيَ نُورُ الدِّينِ مَحْمُودُ بْنُ زَنْكِي... وَكَانَ قَدْ شَرَعَ يَتَجَهَّزُ لِلدُّخُولِ إِلَى مِصْرَ لِأَخْذِهَا مِنْ صَلَاحِ الدِّينِ يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ، فَإِنَّهُ رَأَى فُتُورًا فِي غَزْوِ الْفِرِنْجِ مِنْ نَاحِيَتِهِ، وَكَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَمْنَعُ صَلَاحَ الدِّينِ مِنَ الْغَزْوِ الْخَوْفُ مِنْهُ وَمِنَ الِاجْتِمَاعِ بِهِ، فَإِنَّهُ يُؤْثِرُ كَوْنَ الْفِرِنْجِ فِي الطَّرِيقِ لِيَمْتَنِعَ بِهِمْ عَلَى نُورِ الدِّينِ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْمَوْصِلِ وَدِيَارِ الْجَزِيرَةِ وَدِيَارِ بَكْرٍ يَطْلُبُ الْعَسَاكِرَ لِلْغَزَاةِ، وَكَانَ عَزْمُهُ أَنْ يَتْرُكَهَا مَعَ ابْنِ أَخِيهِ سَيْفِ الدِّينِ غَازِي، صَاحِبِ الْمَوْصِلِ بِالشَّامِ، وَيَسِيرُ هُوَ بِعَسَاكِرِهِ إِلَى مِصْرَ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَتَجَهَّزُ لِذَلِكَ أَتَاهُ أَمْرُ اللَّهِ الَّذِي لَا مَرَدَّ لَهُ}}
المورد7: ابن الأثير: الكامل في التاريخ: [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ(569هـ) انتهى الاقتباس من كلام المرجع الصرخي والذي يبين فيه الصورة الحقيقية لتلك الاحداث ولااريد ان اسلب من القارئ نشوة التمتع بالاستماع للمعلومة من منبعها الاصلي فاترككم مع رابط البث المباشر لتلك الحقائق
ولله امرا هو بالغه https://www.youtube.com/watch?v=q_vsT43tVyI
https://www.youtube.com/watch?v=LQTuG1HxPes
https://www.youtube.com/watch?v=pyg3QCollVI
https://www.youtube.com/watch?v=PwdPlRgbYhc
التعليقات (0)