الصراع في غزة من الرابح ومن الخاسر؟
عندما يكون الصراع الدولي والاقليمي على ارض فلسطين يكون الشعب الفلسطيني البريء هو الضحية ويكون كل الاعبين على ارضه هم الجلادين فلافرق بين لاعب داخلي او اقليمي او اودولي فكلهم شركاء في سفك دم الابرياء والمساكين من شعب فلسطين .
العرب وهم احد اللاعبين مشتتون فجزء يسمى محور الممانعة وهو لايمانع ان يقتل الاطفال والشيوخ في غزة وتمزق اجسادهم كالورق بالطائرات والصواريخ الاسرائيلية ما دامت هذه الاشلاء بعيدة عنهم حتى وان كانت لاتبعد الا خطوات المهم انها لا تقع على ارضهم التي اعطاها لهم مشرط الاستعمار في معاهدة سايكس بيكو وامثالها وفي بعض الاحيان هم لايمانعون حتى وان وقعت هذه الاشلاء فوق ارضهم مادامت بعيدة عن اعين الشعب المستغفل , وجزء اخر يسمى محور الاعتدال وهو معتدل الى درجة انه لايستطيع ان يعترض على صواريخ اسرائيل وقنابلها التي تمزق اجساد الابرياء والمحرومين في غزة لئلا يعوج اعتداله مما يجعله موضع اتهام من قبل امريكا وهو لايمكن ان يسمح لاحد ان يجعله خارج هذا المحور وكان حياته تنتهي بمجرد الخروج من هذا المحور ,
ايران وهي اللاعب الاساسي في لعبة الدم هذه لايمكن لها ان تعطي اي شيء الا بعد ان تاخذ اضعافه من جلود الابرياء والمحرومين والجياع في غزة فهي تدفع لهم بضعة دولارات لتاخذ منهم ارواحهم ثمنا لمقايضات ومواقف سياسية تخدم مشروعها التوسعي في المنطقة والعالم وهي تفعل ذلك باستغفال المستضعفين بالعالم باحلام تحرير القدس عن اكثر من طريق فاولا تحرير القدس عن طريق كربلاء وحرقت كربلاء خدمة لمصالحها واعطتها لامريكا على طبق من ذهب من اجل حفنة مواقف تخدم مصالحها ثم تحول الطريق ليكون عن طريق بيروت وبواسطة حزب الله فحرقت بيروت من اجل نفس المواقف والاهداف واليوم راى الملالي ان الطريق سيكون سالكا من غزة وغزة اليوم تحترق من اجل ثمن بخس اشهرا معدودة يمكن ان يكسبها الملالي في حرب الوقت التي يخوضوها مع الغرب وامريكا .
المشكلة بالاعب الداخلي الذي من المفروض انه اكثر المحافظين على ارواح شعبه ومن اعطوه شرعية حكمه وهما هنا لاعبان كل لاعب منهم مرتبط بمحور من المحور فحماس مرتبطة محور الممانعة الغير مما نع وهي لاتستطيع ان تحيد عن الخريطة التي رسمت لها من قبله حتى وان كانت مرسومة بدماء الشعب الذي اوصلها للحكم وهي بذلك فقدت صفة اللاعب الداخلي واصبحت احد اللاعبين الخارجيين بحكم ارتباطه بحلفائها الذين زجوا بها وهي معصوبة العينين وسط النار وستكون خاسرة بخسارتهم ورابحة بربحهم , اللاعب الثاني فتح وهي ايضا فقدت صفة اللاعب الداخلي بارتباطها بمحور الاعتدال الذي يخاف الاعوجاج لئلا يفقد حضوته عند الامريكان وهي ايضا ستكون رابحة ان ربح هذا المحور وخاسرة ان خسر .
اللاعب الداخلي الوحيد هو دم الشعب المظلوم المقطع الاوصال جغرافيا وجسديا بفعل سياسات اللاعبين الاخرين وقيمته لدى هؤلاء هي التي تحدد ولائهم لقضيته او دفاعهم عنها وهو الخاسر لحد الان من بين اللاعبين الاخرين فهل سيضل خاسرا الى وقت طويل ام يجد من يساعده من اشقائه العرب ومن اصحاب الضمائر الحية في الانسانية ليكون رابحا ولو مرة واحدة .. اتمنى ذلك من كل قلبي ..
التعليقات (0)