مواضيع اليوم

الصراع في دارفور .. من يدفع الثمن؟

الصراع في دارفور
من يدفع الثمن الحقيقي؟؟؟

أطفال دارفور في أحد المعسكرات

كل صباح يوم جديد تشرق فيه الشمس على أجزاء من إقليم دارفور في تلك المناطق التي جرى إنشاء معسكرات اللاجئين بها قد لايأتي إلا بمزيد من الآلام والأوجاع بسبب صراع بات غير مفهوم لكل العقلاء .....


البداية:
في عام 2002م أسس عبد الواحد محمد نور (من قبائل دارفور) حركة سياسية عسكرية بمسمى (حركة تحرير السودان) وأصبح هو بالطبع رئيسا لها .. وأختير أحد أبناء قبائل أخرى من الفور إسمه مني أركو مناوي أمينا عاما لها.

عبد الواحد محمد نور (إسماعيل ياسين في إسرائيل)

بــدأ بداية قوية .... وانتهى نهاية هــزلية

وبداية اختار عبد الواحد محمد نور للحركة أن يكون لها ذراع عسكري منفصل أطلق عليه مسمى (جيش تحرير السودان) ثم تغير الإسم إلى (جيش تحرير دارفور) مكون من عسكريين من أبناء دارفور كانوا من جنود الحكومة . ولكن بعد اختلاف الترابي مع شريكه المشير عمر البشير وإنفصاله عن حركة الانقاذ تم فصل العديد من هؤلاء العسكريين الموالين للترابي من الجيش الحكومي فانضموا بعد فترة من التعطل إلى حركة تحرير السودان وباتوا مصدر قلق حقيقي للسلطات بسبب أنهم كانوا يعملون في السابق لدى الحكومة وعلى علم تام بنقاط القوة والضعف والجاهزية لدى الجيش الحكومي .....

 

الجيش السوداني المؤسسة الأكثر انضباطا حتى الآن وسط كل ما يحدث ... ولكن إلى متى؟؟

وبالفعل كانت لهجماتهم الارهابية في بداية التكوين أثر موجع ، ونجم عنها خسائر بليغة وسط القوات المسلحة السودانية والقيادات في الخدمة المدنية بإقليم دارفور .... ولكنهم فقدوا الآن ذلك الزخم القتالي المؤثر بسبب التشظي الذي تعرضت له الحركة ثم تغيير الجيش الحكومي للعديد من أسلحته وخططه وتكتيكاته ورموز اتصالاته وتقادم الزمن مابين عام 2000م وعام 2008م. فأصبحت هجماتهم أقل تأثيرا على الجيش الحكومي والمواقع الرسمية .. فكان أن غير هؤلاء من استراتيجيتهم فبدأوا يستهدفون المدنيين ومعسكرات اللاجئين بوصفها هدف سهل مفتوح ومكشوف في العراء يتوخون من الهجوم عليه وحرق وذبح قاطنيه من الأطفال والنساء والكهول والشيوخ العزل إحداث فرقعة إعلامية وعاصفة في فنجان تثبت وجودهم على الساحة والسلام.

 

 

بداية التشظي:
1) في عام 2005م عقدت الحركة مؤتمرا لها قررت فيه إقالة مؤسسها عبد الواحد محمد نور من الرئاسة وانتخاب أمينها العام مني أركو مناوي رئيسا لها. وعقدت صلحا هشا مع الحكومة فيما عرف باتفاقات سلام أبوجا (في نيجيريا) 

 

مني أركو مناوي ... يحظى بقبلات البشير بعد توقيع سلام أبوجا


2) وبالطبع لم يرضي القرار عبد الواحد محمد نور الذي يحلم بما هو أكبر من مجرد اتفاق سلام فأعلن عن تأسيس حركة أخرى تحمل نفس المسمى.بعد أن أضاف لها بين قوسين( الجناح الرئيسي).... لجا إلى تشاد فركلوه إلى باريس . وحين طردته فرنسا لم يجد من يحتضنه سوى إسرائيل وبذلك فقد كل مصداقيته ولم يعد له سوى ملء بطنه.... واضح أنه من أولئك القادة الذين يبدأون بداية حلوة ثم ينتهون نهاية مُـــرّة.   
3) ثم توالت الانشقاقات فانشق القائد العسكري للحركة وإسمه أحمد عبد الشافي ليؤسس فصيلا خاصا به أطلق عليه مسمى (حركة تحرير السودان الموحدة).
4) ثم انشقت مجموعة أخرى ينتمي أفرادها لقبيلة المساليت بقيادة خميس أبكر وأطلقت على نفسها ( حركة تحرير السودان/المجموعة 19) .
5) وسرعان ما إنشق خميس أبكر المشار إليه أعلاه عن حركة تحرير السودان / القوة 19) وأعلن تشكيل حركة أخرى بمسمى (حركة جيش تحرير السودان).
6) كذلك ومن باب (مافيش حد أحسن من حد) انشق قائد عسكري آخر إسمه جار النبي وشكل فصيلا جديدا بمسمى (قيادة شمال دارفور).
وهناك فصائل أخرى صغيرة لا يعرف لها مسميات محددة أو اتجاهات ولكنها في الواقع تقاتل بالمقاولة أو كما يقال (بالمشاهرة) .. هذا يدفع لها لتنفذ عملا تخريبيا محددا ثم تعود إلى قواعدها أو تتفرق .. وذاك يدفع لها لتقوم بالهجوم على معسكرات تابعة لفصيل منافس فتتجمع من جديد للتنفيذ ... وهكذا دواليك.

 الرئيس التشادي إدريس ديبي (مخلب قط) يحلم بدولة أكبر من حجمه رغم أنه وبفعل محاصرة المعارضين لنظام حكمه لا يستطيع الخروج من مكتبه إلى باحة القصر الرئاسي إلا بمعاونة من القوات الفرنسية المرابطة بطلب منه في بلاده.

تشاد فرنسا إسرائيل واستراتيجية (3 × 1) 

.. وبالطبع فقد كانت كل هذه الانشقاقات التي أفرزت فصائل جديدة متناحرة إنما من تخطيط وتمويل وتشجيع تشاد وفرنسا وإسرائيل مجتمعة فلكل هؤلاء الثلاثة أطماعه ومصالحه الإستراتيجية في المنطقة أو في النزاع ... فنظام إدريس ديبي في تشاد يرغب في تحقيق حلمه بإنشاء دولة الزغاوة الكبرى التي تضم تشاد وإقليم دارفور .. وفرنسا تبحث عن مستقبل مضمون يكفي حاجتها من المعادن الكامنة تحت رمال الإقليم ... وإسرائيل إلى جانب مصالح اقتصادية بالطبع ترغب في تنفيذ استراتيجيتها بمحاصرة الوطن العربي من كل الجهات لتعطيل أية مشاركة فعالة لبلدانه في النزاع المركزي العربي الصهيوني المتمثل في أرض فلسطين السليبة....  ويالسخرية الأقدار ... فقد بدأ وكأن فكرة (العدوان الثلاثي) الذي تعرضت له مصر عام 1956م تتكرر مرة أخرى في دارفور ولكن بحليف محلي أفريقي هذه المرة بديلا عن بريطانيا (العظمى).

 

تفرقت الاتجاهات ولكن المصلحة واحدة

حركة العدل والمساواة:

أعلن عن تأسيسها من لندن بتاريخ مارس 2003م . وقد أسسها خليل إبراهيم الذي كان عضوا في الجبهة الإسلامية القومية بزعامة الدكتور الترابي. وشغل قبل إقالة الترابي منصب وزير إقليمي في ولاية شمال دارفور.....

خليل إبراهيم .. مؤسس حركة العدل والمساواة

وفي مايو 2008م قاد خليل إبراهيم محاولة فاشلة للاستيلاء على السلطة في الخرطوم وكانت بمثابة مغامرة انتحارية طائشة لا مبرر لها كتب لها الفشل الذريع وساهمت في حشد الدعم الجماهيري لعمر البشير وحكومته .. كما كان لها أثرها في فقدان خليل ابراهيم كاريزميته وسط كوادر حركة العدل والمساواة التي أسسها وأدى ذلك إلى إزاحته بهدوء عن رئاستها ...

 ....... والآن ....... ثم ماذا ؟؟؟؟

 

ضحايا بالعشرات في معسكرات اللاجئين والنازحين الأبرياء

وحين استطاعت الحكومة السودانية تحديث قواتها المسلحة ومليشياتها بما توفر لها من إمكانات بترولية فقد شهدت منطقة دارفور هدوءا تاما في المدن الرئيسية التي باتت صعبة المنال بالنسبة لفصائل التمرد .... ولكن تظل معسكرات اللاجئين في المناطق الحدودية مع تشاد وأفريقيا الوسطى وكذا معسكرات النازحين في داخل الصحراء مناطق مكشوفة تجد فيها فصائل دارفور المتمردة أو المتناحرة فيما بعضها وكذلك عصابات النهب المسلح والسلب ضالتها المنشودة بين كل حين وآخر .. ومن ثم يدفع الأبرياء بسخاء فاتورة هذه الحرب المثيرة للجدل ....

المنهج الاستعماري العقابي في الجزائر وفي فلسطين يبدو واضحا في هذه الصورة ولكنه هذه المرة بأيدي وطنية جرى تدريبها لتعمل بالوكالة بثمن بخس دويلارات معـدودة 

 

 

 نســــاء وفتيات ...... قتلتهن عصابات التمرد بدم بارد ... ما ذنب هؤلاء في هذه الحرب؟؟

 

 

لم يكفيهم قتله فمثـلوا يجثته 

 

يزهقون ارواح المدنيين ثم يخرجون ببيان ضافي يدعون فيه أنهم دمروا معسكرا للجيش السوداني

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات