من مقالاتي
الصراع العربى- الصهيوني و الذاكرة المشروخة
حقائق غير قابلة للنسيان
لايخفى على أحد أن الكيان الاسرائيلى, يشعر الى الآن برارة الانكسار اثر هزيمته فى 06 أكتوبر باعتبار أن الجيش الذى لا يقهر مثلما يدعى جنرالاته قد قهر فعلا... وأصابه الجيش المصرى السورى المكتوى بجمرات نكسة جوان1967 بضربة مفاجئة جعلته يراجع حساباته وأطروحاته السياسية وأساليبه العسكرية( الاستراتيجية والتكتيكية) .. ويعلم القاصى والدانى فى الوطن العربى وخارجه أن الجيش الصهيونى وهم يواجه أبطال حرب العبور قد أمر قادته بدفن الجنود المصريين الأسرى وهم احياء, ومعلوم أن هذا " السلوك" الحربى مخالف تماما للقانون الدولى الذى يحرم قتل الأسرى و هم فى حالة استسلام تام للطرف المقابل, لكن هؤلاء الأسرىالأفذاذ والذين استشهدوا فيما بعد, يعلمون علم اليقين أن دفنهم فى رمال صحراء سيناء والروح مازالت تدب فى أجسادهم ,لا يأتى من فراغ بل هو نتيجة طبيعية لكيان تأسس على القتل والنهب والسلب وابادة الانسان الفلسطينى- العربى فى كل مكان وفى كل زمان غير مكترثين( الصهاينة) بالقانون الدولى الانسانى, فهذا الكيان فوق الجميع- دولا وأنظمة و هيئات دولية واقليمية حقوقية- ولاتردعه الا الأصوات المتسلحة بالارادة وحتمية ومشروعية الصراع معه الى الأبد وعدم الاطمئنان الى التفاهمات أو الاتفاقيات التى تبرمها معه السلطة الفلسطينية..ومن يقول عكس هذا الكلام نذكره بتنصله من اتفاقية أسلو اثر اغتيال اسحاق رابين وتنصله من اتفاقية أنابوليس فى المدة الأخيرة. والغريب أن الكيان العبرى, يحاول دائما اثبات "براءته" أمام العالم واظهار نفسه فى موقع الضحية وهذا يعتبر من مفارقات السياسة الدولية فى هذه الحقبة من تاريخ الانسانية, حيث تزداد المسافة بين الضحية والجلاد اقترابا ويكسوها الضباب وتتخللها مساحات كبيرة من السوريالية والتقاء المتضادات. ان هذه الحقائق, لابد للطرف العربى فى حقول السياسة والفكر والاعلام أن يعطيها المكانة اللازمة فى صراعه مع الكيان العبرى موظفا كل الطاقلت والكفاءات لتوضيح طبيعته أمام العالم وكشف ادعاءاته الباطلة وتعريف أحرار الدنيا بنبل وعدالة قضية أهلنا فى فلسطين المحتلة بعيدا عن التضخيم والتهويل معتمدين فى ذلك على الحقائق الموثقة والمسيرة تبدأ دائما بالخطوة الأولى.
المقاومة وتثبيت الذاكرة
يبدو من السرد السالف الذكر, أن الكيان الصيونى لا يعترف بالحقائق الموثقة ويراهن على الزمز وطول الوقت, ليرى فى قادم الأيام- مثلما يتوهم قادته- الأجيال العربية اللاحقة تنسى أو تتناسى جرائمه ومجازره التى لاتحصى ولا تعد منذ تأسيسه, وهذا ما يجب أن تتذكره القيادات العربية من سياسيين ومثقفين واعلاميين وتعمل بلا هوادة لاعداد رؤية استراتيجية دقيقة و محكمة لتثبيت الذاكرة العربية وترسيخ فكرة المقاومة لدى الأجيال الصاعدة وتدعيم هذا العمل بوثائق ومعلومات موثقة- سمعيا وبصريا وتوظيف آخر ابتكارات وسائل الاتصال من فضائيبات وانترنات اضافة الى السينما الروائية والتسجيلية الوثائقية لكشف مغالطات الكيان العبرى وفضح كل ممارساته الاانسانية, وهذا لن يتححق الا بتوفر عناصر العزيمة والايمان المطلق بعدالة القضية والتذكير الدائم فى كل لحظة بخيار المقاومة واستبعاد القراءات والمقاربات الانهزامية الاستسلامية المستعدة للتفريط فى حق العودة( اللاجئين) والقدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية الديمقراطية المستنيرة بقيم حقوق الانسان والحداثة والعقلانية والتقدم. ان هذه المهمة الشاقة, مهمة تثبيت فكرة المقاومة فى أذهان الجميع هى مهمة مركزية محورية تصب فى قلب المسألة وتعطى لقضية أهلنا فى فلسطين المحتلة آفاقا أرحب وأبعادا لا يستهان بها لتأثيث مسار طويل بالصبر والمثابرة من أجل ارباك الدولة الغاصبة للحقوق والمقدسات التى لاتستعاد بالاستعطاف والمفاوضات" العبثية" الفاقدة لأية مصداقية. لقد أثبت التلريخ أن قوى الاستعمار-لاسيما الاستيطانى- لايفهم لغة الاستعطاف وطلب الاعتذار مثلما طلب بعض الواهمين من السياسيين والمثقفين فى خطوة غير مسبوقة, وكأن الواقع لايسعفهم بكوابيسه المرعبة كل يوم. اذا كيف يطلب البعض من الكيان العبرى أن يعتذر عن جرائم قام وهو مستمر الى حد الآن فى ارتكاب المذابح وبناء الجدار الفاصل وتهويد القدس.
التعليقات (0)