أ.5- حديث لعب عائشة رضي الله عنها بالبنات :
الحديث المقصود هو ما أخرجه البخاري رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن (1) منه، فيسربهن إلي فيلعبن معي (2) .
ترى ما الذي أثار عبدالحسين شرف الدين في هذا الحديث :
-هل هو لعب عائشة رضي الله عنها بالبنات ؟
- أم إقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم لها على ذلك، حسب الحديث ؟
- أم شيء آخر ؟...
لم يذكر عبدالحسين أي شيء من ذلك، وإنما اكتفى بالتشكيك فيه . لكن علماء الأمة من أهل السنة والجماعة استنبطوا منه أحكاما كثيرة . ومن ذلك ماذكره ابن حجر رحمه الله فقال :
"وقد استدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ صور البنات واللّعب من أجل لعب البنات بهن، وخص ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور، وبه جزم عياض، ونقله عن الجمهور ..." (3) .
ونص كلام عياض رحمه الله جاء فيه :
"فيه جواز اللعب بهن (أي باللعب)، وتخصيصهم من الصور المنهي عنها لهذا الحديث، ولما في ذلك من تدريب النساء في صغرهن على النظر لأنفسهن وبيوتهن وأبنائهن . وقد أجاز العلماء بيعهن وشراءهن، ولم يعبروا أسواقها ..." (4) . ثم أضاف رحمه الله : "وعلى الجواز بلعب الجواري بهن جمهور العلماء " (5) . ولذلك ترجم النسائي رحمه الله للحديث بقوله : "إباحة الرجل اللعب لزوجته بالبنات " (6) .
ويعضد هذا الحكم ما أخرجه أبوداود رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك ، أو خيبر، وفي سهوتها ستر، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب، فقال: "ما هذا ياعائشة؟" قالت : بناتي . ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع فقال : "ما هذا الذي أرى وسطهن ؟" قالت: فرس . قال : "وما هذا الذي عليه ؟" قالت: جناحان . قال :"فرس له جناحان ؟" قالت : أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة ؟ قالت : فضحك حتى رأيت نواجذه (7) .
ويرجح ابن حجر رحمه الله أن هذا كان في غزوة خيبر، "لأن عائشة كانت في غزوة خيبر بنت أربع عشرة سنة إما أكملتها أو جاوزتها أو قاربتها، وأما في غزوة تبوك فكانت قد بلغت قطعا، فيترجح رواية من قال في خيبر " (8) .
غير أن البخاري رحمه الله رأى في الحديث " انبساطا إلى الناس ...ودعابة مع الأهل "ن وبذلك ترجم له . ووضح العيني العلاقة بين الحديث وبين هذه الترجمة فقال :
"مطابقته للترجمة من حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينبسط إلى عائشة، حيث كان يرضى بلعبها بالبنات، ويرسل إليها صواحبها حتى يلعبن معها، وكانت عائشة حينئذ غير بالغة... "(9). وقد ذكر الشوكاني رحمه الله الحديث في "باب إحسان العشرة وبيان حق الزوجين "(10) .
ومن المعلوم لدى الجميع أن الإنسان في حاجة إلى الترويح عن نفسه مرة بعد أخرى، بأساليب متنوعة
كالألعاب الرياضية (عدو ومسابقة – سباحة – مصارعة ...)، أو استعمال اللّعَب والدمى بالنسبة للصغار. ولكل ذلك دوره التربوي قد يكون الابتعاد عن التوتر وتجديد النشاط للإقبال على العمل بعض ٌ من مفرداته.
ولئن كان اللعِب بالحراب والدرق أسلوبا للترفيه لدى الحبشة كما ذكر الحديث، فإن المسابقة أيضا، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصديقة عائشة، زوجته وأحب نسائه إليه رضي الله عنها، واحدة من تلك الأساليب . كما أن اللعِب بالدمى ، لدى البنات، أسلوب مناسب لهن، " لما فيه من تدريب النساء في صغرهن على النظر لأنفسهن وبيوتهن وأبنائهن " كما مر فيما ذكره عياض رحمه الله .
بل إن الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين – لجأوا إلى هذا الترفيه على الصغار باللعَب لإلهائهم عن الجوع والعطش وتقويتهم على الصيام . أخرج البخاري رحمه الله عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت : أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى قرى الأنصار : "من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائما فليصم . قالت : فكنا نصومه بعد ونُصَوّم ُصبياننا، ونجعل اللعبة من العهن . فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار (10مكرر) .
وفي رواية لمسلم عن الربيع:... فكنا بعد ذلك نصومه ونُصَوّم ُصبياننا الصغارمنهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد ، فنجعل لهم اللعبة من العهن . فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار (11) .
وفي رواية أخرى له أيضا : نصنع لهم اللعبة من العهن . فنذهب به معنا، فإذا سألونا الطعام، أعطيناهم اللعبة تلهيهم، حتى يتموا صومهم (12) .
قال عياض رحمه الله :"فيه تمرين الصغار على فعل الخير، ورجاء نزول الرحمة بصومهم والأجر بذلك لأوليائهم ..." (13) .
نستخلص من الحديث إذن :
- جواز اتخاذ اللعَب للصغار والاتجار فيها بالبيع والشراء (لدى جمهور العلماء) .
- العمل على " تدريب النساء في صغرهن على النظر لأنفسهن وبيوتهن وأبنائهن " كما مر.
- الانبساط إلى الناس وحسن معاشرة الزوجة .
- جواز الترويح عن النفس والعمل على تجديد النشاط ... وغير ذلك .
فهل في كل هذا ، وغيره، إشكال ؟
هل ينقص ما مر من هيبة الزوج لدى زوجته أو لدى غيرها ؟
إن الشيعة، وهم يستغربون مضمون هذا الحديث، لايستنكرون مثلا، أن يفتي مفتيهم بجواز الاستمتاع بالرضيعة!!ولا تجويز أحد آياتهم لمس الرجل عورة الرجل، أو المرأة عورة المرأة، لعبا ومزاحا!! (14).
أ.6- ومن جملة الأحاديث التي يشكك فيها عبدالحسين شرف الدين، مما ورد في فضائل عائشة رضي الله عنها، ما يتعلق بما يلي :
نزول الملك بصورتها :
أخرج الترمذي رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هذه زوجتك في الدنيا والآخرة (15) .
زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست، ودخوله بها وهي بنت تسع :
أخرج البخاري رحمه الله عن عروة قال : توفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين، فلبث سنتين أو قريبا من ذلك، ونكح عائشة وهي بنت ست سنين، ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين (16) .
عدم زواجه صلى الله عليه وسلم من بكر غيرها :
أخرج البخاري رحمه الله عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يارسول الله، أرأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكِل منها، ووجدت شجرا لم يؤكل منها، في أيها كنت تُرتِع بعيرك ؟ قال : "في التي لم يُرتَع منها "، يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها (17) .
وقد جاء ذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غير عائشة رضي الله عنها بلفظ صريح في قول ابن عباس رضي الله عنهما لما استأذن على عائشة رضي الله عنها في مرض وفاتها، إذ قال لها: كيف تجدينك ؟ قالت : بخير إن اتقيت ُ . قال: فأنت بخير إن شاء الله تعالى، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكح بكرا غيرك، ونزل عذرك من السماء ... (18) .
مجيء الوحي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مع عائشة رضي الله عنها في لحاف واحد :
أخرج البخاري عن عروة قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة. قالت عائشة: فاجتمعت صواحبي إلى أم سلمة فقلن : يا أم سلمة، والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريد عائشة، فمري رسول الله أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان، أو حيث ما دار. قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم. قالت : فأعرض عني. فلما عاد إلي ذكرت له ذلك، فأعرض عني . فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: "يا أم سلمة، لاتؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها (19) .
كونها رضي الله عنها أحب نسائه إليه :
أخرج البخاري رحمه الله عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. فقلت: من الرجال؟ قال: أبوها. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب، فعد رجالا (20) .
نزول آيات من كتاب الله سبحانه في براءتها :
مر في خبر ابن عباس رضي الله عنهما قوله لعائشة رضي الله عنها:" ونزل عذرك من السماء" .
وجاء في حديث الإفك الطويل عن عروة أن عائشة رضي الله عنها قالت عنه: "...وأنا حينئذ أعلم أني بريئة، وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيّ بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها. قالت: فوالله مارام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاخرج أحد من أهل البيت حتى أ ُنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شات من ثقل القول الذي يُنزَل عليه. قالت: فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سري عنه وهو يضحك؛ فكانت أول كلمة تكلم بها: ياعائشة، أما الله عز وجل فقد برأك...(21).
رؤيتها جبريل عليه السلام دون بقية نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أخرج أحمد رحمه الله بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الأحزاب دخل المغتسل ليغتسل، وجاء جبريل فرأيته من خلل البيت قد عصب رأسه الغبار، فقال: يامحمد أوضعتم أسلحتكم؟ ما وضعنا أسلحتنا بعد، انهد إلى بني قريظة...(22).
وفاته صلى الله عليه وسلم في بيتها وفي يومها، مسندا رأسه إلى صدرها، وقد مر الحديث المتعلق بهذا الأمر .
وهذه كلها أحاديث ثابتة سندا ومتنا، ولامجال للشك في ذلك الثبوت، خاصة إذا كان التشكيك ممن ليس لديهم منهج صحيح في الثتبث من الأخبار، فيروون عن الكذابين والمجروحين، بل يتعمدون هم أنفسهم الكذب في مروياتهم، كما هو معروف عنهم .
وقد ذكر عبدالحسين شرف الدين عدة أحاديث تثبت فضائل لأمنا عائشة رضي الله عنها، مشككا فيها، ثم دعا محاوره – شيخ الأزهر آنذاك- إلى النظر إلى الفضائل المذكورة هنا، والتي جمعها حديث ضعيف انطلق منه صاحب المراجعات، بنفس نظرة التشكيك ! فدعاه إلى أن يعطف تلك الفضائل "على قولها – أي عائشة رضي الله عنها- خلال فيّ سبع لم تكن في أحد من الناس إلا ما آتى الله مريم بنت عمران : نزل الملك بصورتي، وتزوجني رسول الله بكرا لم يشركه فيّ أحد من الناس، وأتاه وحي وأنا وإياه في لحاف واحد، وكنت من أحب النساء إليه، ونزل فيّ آيات من القرآن كادت الأمة تهلك فيهن، ورأيت جبرائيل ولم يره من نسائه أحد غيري، وقبض في بيتي لم يله أحد غيري أنا والملك . اه . إلى آخر ماكانت تسترسل فيه من خصائصها ، وكله من هذا القبيل " (23) .
وفي الهامش قال، تعليقا على قولها: (لم يله أحد غيري) :" وقع الاتفاق على أنه صلى الله عليه وسلم مات وعلي حاضر لموته، وهو الذي كان يقلبه ويمرضه، وكيف يصح أنه قبض ولم يله أحد غيرها وغير الملك، فأين كان علي والعباس؟ وأين كانت فاطمة وصفية؟ وأين كان أزواج النبي وبنوهاشم كافة؟ وكيف يتركونه لعائشة وحدها؟ ثم لايخفى أن مريم عليها السلام لم يكن فيها شيء من الخلال السبع التي ذكرتها أم المؤمنين، فما الوجه في استثنائها إياها؟ "(24) .
والحديث الذي أورده عبدالحسين، والمبدوء بقوله:( خلال فيّ سبع...) هو حديث ضعيف كما مر، على الرغم من أن الفضائل المذكورة فيه لعائشة رضي الله عنها وردت من طرق أخرى صحيحة ليس فيها قوله: (إلا ما آتى الله مريم بنت عمران) . فقد روى هذا الحديث ابن أبي شيبة، ومن طريقه الطبراني في الكبير (25)، والحاكم (26) بلفظ :(خلال لي تسع...)،كلهم بسند فيه عبدالرحمن بن أبي الضحاك (27)،
وهو مجهول الحال.
ولذلك فقول عبدالحسين " لايخفى أن مريم عليها السلام لم يكن فيها شيء من الخلال السبع التي ذكرتها أم المؤمنين، فما الوجه في استثنائها إياها؟ " هو قول مبني على ما لم يصح، وما لايصح سنده رواية لايقبل فقهه دراية .
وقد ذكر عبدالحسين في الهامش أن هذا الحديث "أخرجه ابن أبي شيبة، وهو الحديث 1017 من أحاديث الجزء السابع من كنز العمال "(28).وبالرجوع إلى الموضع المشار إليه من "الكنز" نجد مايلي :
" خلال فيّ سبع لم تكن في أحد من الناس إلا ما آتى الله مريم بنت عمران ، والله ما أقوله أني أفتخر على صواحبي : نزل الملك بصورتي، وتزوجني رسول الله لسبع سنين، وأهديت إليه لتسع سنين ، وتزوجني بكرا..."، وبقية الحديث كما أورده .
وقد حذف عبدالحسين، كما هو ملاحظ، ما تحته خط في المتن لغرض في نفسه لم يفصح عنه !!
أما كلامه عن وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه حاضر، وأنه الذي كان يقلبه ويمرضه، فلم يذكر دليلا عليه، سوى ما أورده في المراجعة 76 حول وفاته صلى الله عليه وسلم وهو في حجر علي رضي الله عنه، وقد مر أن كل تلك الروايات التي أوردها ساقطة.
ب-اتفق علماء الأمة، من أهل السنة والجماعة، أن الصديقة رضي الله عنها كانت جميلة؛ ولذلك ناداها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحميراء. والحميراء "في خطاب أهل الحجاز هي البيضاء بشقرة، وهذا نادر فيهم، ومنه في الحديث (رجل أحمر كأنه من الموالي) (29)، يريد القائل أنه في لون الموالي الذين سبوا من نصارى الشام والروم والعجم" (30) كما قال الذهبي رحمه الله .
وعند أهل اللغة، جاء في "تاج العروس" لمرتضى الزبيدي :
" الأحمر: الأبيض، ضد. وبه فسر بعض الحديث: (بعثت إلى الأحمر والأسود). والعرب تقول: امرأة حمراء، أي بيضاء. وسئل ثعلب: لم خص الأحمر دون الأبيض؟ فقال: لأن العرب لاتقول: رجل أبيض من بياض اللون، إنما الأبيض عندهم الطاهر النقي من العيوب. فإذا أرادوا الأبيض من اللون قالوا: أحمر.
قال ابن الأثير: وفي هذا القول نظر، فإنهم قد استعملوا الأبيض في ألوان الناس وغيرهم.
ومنه الحديث: قال علي لعائشة رضي الله عنها: إياك أن تكونيها ياحميراء، أي يابيضاء .
وفي حديث آخر: "خذوا شطر دينكم من الحميراء"، يعني عائشة، كان يقول لها أحيانا ذلك، وهو تصغير الحمراء، يريد البيضاء..." (31). ويقول أيضا: "والحمراء: العجم لبياضهم، ولأن الشقرة أغلب الألوان عليهم. وكانت العرب تقول للعجم الذين يكون البياض غالبا على ألوانهم مثل الروم والفرس ومن صاقبهم: إنهم الحمراء. ومن ذلك حديث علي رضي الله عنه حين قال له سراة من أصحابه العرب : غلبتنا عليك هذه الحمراء، فقال: لنضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدءا، أراد بالحمراء: الفرس والروم.
والعرب إذا قالوا: فلان أبيض وفلانة بيضاء، فمعناه الكرم في الأخلاق لالون الخلقة. وإذا قالوا: فلان أحمر وفلانة حمراء عنت بياض اللون " (32). ومثل ذلك في "لسان العرب ".
ولذلك قال الذهبي رحمه الله عن الصديقة رضي الله عنها:"وكانت امرأة بيضاء جميلة، ومن ثم يقال لها: الحميراء" (33).
وقد وردت أحاديث قليلة فيها ذكر الحميراء نعتا لعائشة رضي الله عنها، ومما صح منها:
حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم خروج بعض أمهات المؤمنين، فضحكت عائشة فقال: " انظري ياحميراء ألا تكوني أنت . ثم التفت إلى علي فقال: إن وليت من أمرها شيئا فارفق بها (34).
وحديث النسائي عن أبي سلمة بن عبدالرحمن ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : دخل الحبشة المسجد يلعبون، فقال لي : "ياحميراء، أتحبين أن تنظري إليهم ؟... (الحديث)(35) .
غير أن الشيعة يشككون في جمال عائشة رضي الله عنها، وممن فعل ذلك جعفر مرتضى العاملي الذي قال :
" إن أكثر، إن لم يكن كل ما يقال عن جمال عائشة وعن حظوتها، وحب النبي صلى الله عليه وآله لها، إنما هو مروي عنها نفسها، أو عن ابن أختها عروة. ونحن نقطع بعدم صحة ذلك كله من الأساس.
فأولا: لماذا لم يرو ذلك كله إلا من طريق عائشة ، أو عروة ابن أختها كما يظهر من تتبع الروايات؟!
وثانيا: إن ابن عباس يواجهها بعد حرب الجمل بحقيقة: أنها لم تكن أحسن نساء النبي صلى الله عليه وآله وجها، ولا بأكرمهن حسبا. كما أن عمر إنما يصف زينبا بالحسن، دون عائشة؛ فإنه لم يشر إليها في قليل ولا كثير...
وثالثا: قال علي فكري: (... وما رواه ابن بكار: من أن الضحاك بن أبي سفيان الكلابي كان رجلا دميما قبيحا: فلما بايعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن عندي امرأتين أحسن من هذه الحميراء (يريد عائشة، وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب)، أفلا أنزل لك عن إحداهما فتتزوجها؟ - وعائشة جالسة تسمع، فقالت: أهي أحسن أم أنت؟ فقال: بل أنا أحسن وأكرم. فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سؤالها إياه (لأنه كان دميما قبيح الوجه).
ورابعا: قال عباد بن العوام لسهيل بن ذكوان: صف لي عائشة . قال: كانت أدماء . وقال يحيى: قلنا لسهيل بن ذكوان: رأيت عائشة ؟ قال: نعم . قيل : صفها . قال: كانت سوداء .
إذن، فما يقال عنها، أنها كانت شقراء، ثم الاستشهاد على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها: "ياحميراء" يصبح موضع شك وريب كبير . ولعل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها ذلك قد جاء على سبيل التلطف والرفق بها . أو لعله إشارة إلى قول العرب: شر النساء الحميراء المحياض . فقال لها صلى الله عليه وآله وسلم ذلك على سبيل المداعبة والتلطف والمزاح.
وخامسا: إن من يتتبع سيرة زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجد: أن عائشة هي التي كانت تحسد وتغار من كل زوجة وسرية له صلى الله عليه وآله وسلم ، ويدرك بما لا مجال للشك: أن أكثرهن - إن لم يكن كلهن - كن أكثر حظوة لدى النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها، إن لم نقل أنهن أجمل وأضوأ منها أيضا؛ فإن من الطبيعي أن نجد الدميم هو الذي يحسد على الجمال ويغار، أما الجميل فليس من الطبيعي أن يحسد الدميم، وأن يغار منه.
كما أنه ليس من الطبيعي أن يكون الميل لغير ذات الجمال أكثر منه للجميلة الوضيئة، وقد ذكر في حديث الإفك على لسان أم المؤمنين عائشة قولها: (فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها، ولها ضرائر إلا كثرن عليها).
ولو صدقنا: أنها كانت هي ذات الحظوة لدى الرسول، وأنه كان يحبها أكثر من غيرها، فلماذا هذه الغيرة، وهذا الحسد منها لهن... فإن الحسد لا بد وأن يكون على شئ يفقده الحاسد، ويتمنى زواله عن المحسود وانتقاله إليه "(36).
وكلامنا فيما ذكره العاملي سينحصر فيما يلي:
أولا: مانسب لابن عباس رضي الله عنهما من كلام قيل أنه وجهه لعائشة رضي الله عنها .
ثانيا: وصف عمر لزينب بالحسن دون عائشة، رضي الله عن الجميع .
ثالثا: رواية ابن بكار عن الضحاك بن أبي سفيان الكلابي .
رابعا: كلام سهيل بن ذكوان حول "سواد" لون عائشة المزعوم .
خامسا: مناسبة وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها بالحميراء .
سادسا: غيرة عائشة رضي الله عنها .
أما التشكيك في رواية عائشة رضي الله عنها، وابن أختها عروة بن الزبير رضي الله عنهما، فسنرجيء الكلام عنه إلى حينه .
أولا: مانسب لابن عباس رضي الله عنهما من كلام :
لما ذكر العاملي أن ابن عباس رضي الله عنهما قال لأمنا الصديقة بأنها لم تكن " لم تكن أحسن نساء النبي صلى الله عليه وآله وجها، ولا بأكرمهن حسبا"، أحال –أي العاملي- في الهامش على كتاب "الفتوح" لابن أعثم الكوفي .
هذا الرجل، أي أحمد بن أعثم الأزدي الكوفي، قال عنه الصفدي: " أحمد بن أعثم الكوفي أبو محمد الأخباري المؤرخ الشيعي قال ياقوت : هو عند أصحاب الحديث ضعيف له كتاب المألوف . وكتاب الفتوح معروف ذكر فيه إلى أيام الرشيد وله التاريخ إلى أيام المقتدر ابتدأه بأيام المأمون ويوشك أن يكون ذيلاً على الأول" (37). وهو نفس ماذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله في "اللسان" (38) .
فالرجل إذن شيعي وضعيف في الحديث، وبالتالي لايعول على مارواه، خاصة مايوافق مذهبه .
ثانيا: وصف عمر لزينب بالحسن دون عائشة رضي الله عنهم جميعا :
أورد العاملي – بعد ذلك - وصف عمر رضي الله عنه لزينب بنت جحش رضي الله عنها بالحسن ، وعلق على كلامه فقال : " ...اعترف عمر بن الخطاب بجمال زينب ،عندما قال لابنته: ليس لك حظوة عائشة، ولا حسن زينب . فلو كانت عائشة موصوفة بالحسن لقدمها على زينب في هذا الأمر . أما بالنسبة للفقرة الأولى فنحن نشك في صحتها، ونعتقد أنها سياسة من عمر تجاه أم المؤمنين ، أو من تزيد الرواة لحاجة في النفس" (39) .
وقد أحال العاملي، حين نقل كلام الفاروق، على طبقات ابن سعد . وبالعودة إلى كتاب الطبقات في الموضع المحال إليه (40)، نجد ابن سعد أورد عدة روايات تذكر كلام عمر رضي الله عنه، وهي :
-رواية فيها :" ...لايغرنك إن كانت جارتك هي أوضأ منك وأحب إلى رسول الله"، وهي من رواية محمد بن عمر حدثنا معمر بن راشد عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله بن أبي ثور عن ابن عباس .
- ورواية عن محمد بن عمر أيضا، حدثني أبومعشر حدثني حارثة بن أبي الرجال قال: دخلت مع القاسم بن محمد على عمرة بنت عبدالرحمن، فقال القاسم: ياأم محمد، في أي شيء هجر رسول الله نساءه؟ فقالت عمرة : أخبرتني عائشة... ثم أوردت قول عمر رضي الله عنه، وفيه: "يارسول الله، قلت لحفصة: لايغرنك حب رسول الله عائشة وحسنها أن تراجعيه بما تراجعه به عائشة ...". وأبومعشر المذكور في السند هو "نجيح بن عبدالرحمن السندي المدني ...ضعيف"كما في التقريب (41)، أو "هو بصير بالمغازي، ضعيف بالحديث " (42).
- ورواية ثالثة، وهي ما أورده العاملي من قول عمر رضي الله عنه، وسندها أن ابن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: وحدثني عبدالله بن جعفر عن ابن أبي عون عن ابن مناح عن عائشة...فذكرت عن عمر أنه "...دخل على حفصة قال: لعلك تراجعين النبي بمثل ما تراجعه به عائشة، إنه ليس لك مثل حظوة عائشة ولاحسن زينب ". ومحمد بن جعفر هو المديني، وهو أب علي بن المديني رحمه الله، ضعيف، شهد بذلك ابنه ، إذ سُئِل عنه؛ فقال: اسألوا غيري. فقالوا: سألناك. فأطرق ثم رفع رأسه، وقال: "هذا هو الدِّين، أَبِي ضعيفٌ" (43) .
ووصف الهيثمي محمدا هذا بأنه متروك (44)، وقال الذهبي في الميزان: "متفق على ضعفه" (45).
وعبدالواحد بن أبي عون، وثقه الذهبي والرازي والدارقطني وابن معين، وروى له البخاري متابعة في موضع واحد فقط (46). وقال عنه ابن حجر: "صدوق يخطيء"(47) .
أما موسى بن مناح، الراوي عن عائشة رضي الله عنها، فقد ترجم له البخاري - في التاريخ الكبير- وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .
-الرواية الرابعة أوردها ابن سعد عن محمد بن عمر حدثنا مالك وعبدالرحمن ابنا أبي الرجال عن أبيهما عن عمرة عن عائشة قالت...، وذكره بمثل ما ذكرته رواية ابن مناح .
وعبدالرحمن بن محمد بن عبدالرحمن بن أبي الرجال الأنصاري قال في التقريب :" صدوق ربما أخطأ"(48) . ووالده ثقة . وجدته عمرة بنت عبدالرحمن الأنصارية فهي تابعية جليلة ثقة، أكثرت عن عائشة رضي الله عنها . أما أخوه مالك فهو – كما قال ابن أبي حاتم – "أحسن حالا من أخويه" (49)، أي عبدالرحمن وحارثة .
والملاحظ أن كل هذه الروايات رواها ابن سعد :
من طريق محمد بن عمر، وهو الواقدي، وثقه البعض وجرحه البعض الآخر. فممن وثقه :
- الدراوردي قال :" الواقدي أمير المؤمنين في الحديث " (50).
- وقال مجاهد بن موسى :"ما كتبت عن أحد أحفظ من الواقدي "(51).
- قال جابر بن كردي : سمعت يزيد بن هارون يقول :"الواقدي ثقة" (52).
لكن غير هؤلاء من أساطين الجرح والتعديل أمثال: أحمد وابن المديني والبخاري ويحيى بن معين...ضعفوا الواقدي. ومن أمثلة أقوالهم في ذلك:
- قول البخاري رحمه الله عنه في " الضعفاء": "متروك الحديث" (53). وقال عنه أيضا: "سكتوا عنه، ماعندي له حرف" (54).
- وقال ابن أبي حاتم: "نا عبدالرحمن قال: سألت أبا زرعة عن محمد بن عمر الواقدي فقال: ضعيف. قلت: يُكتَب حديثه؟ قال: ما يعجبني إلا على الاعتبار، ترك الناس حديثه" (55).
- وقال عنه يحيى بن معين: "الواقدي ليس بشيء" (56). وقال: "أَغْرَب الواقدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين ألف حديث "(57).
بل من علماء الجرح والتعديل من اتهمه بالكذب والوضع، فمثلا :
- قال يونس بن عبدالأعلى: قال لي الشافعي: "كتب الواقدي كذب " (58).
- وقال الدولابي: حدثنا معاوية بن صالح: قال لي أحمد بن حنبل: "الواقدي كذاب" (59).
- وقال إسحق بن راهويه: "هو عندي ممن يضع الحديث" (60).
وللإمام الذهبي رحمه الله كلمة فصل بين من وثقه وبين من جرحه، إذ قال رحمه الله:
" وقد تقرر أن الواقدي ضعيف، يحتاج إليه في الغزوات والتاريخ، ونورد آثاره من غير احتجاج. أما في الفرائض فلا ينبغي أن يُذكَر. فهذه الكتب الستة ومسند أحمد وعامة من جمع في الأحكام، نراهم يترخصون في إخراج أحاديث أناس ضعفاء، بل ومتروكين، ومع هذا لايخرجون لمحمد بن عمر شيئا، مع أن وزنه عندي أنه مع ضعفه يُكتَب حديثه ويُروى، لأني لاأتهمه بالوضع، وقول من أهدره فيه فيه مجازفة من بعض الوجوه، كما أنه لاعبرة بتوثيق من وثقه، كيزيد وأبي عبيد والصاغاني والحربي ومعن... وتمام عشرة محدثين. إذ قد انعقد الإجماع اليوم على أنه ليس بحجة وأن حديثه في عداد الواهي، رحمه الله " (61).
بعضها في سنده مجروحون .
كلها –إلا واحدة – مروية عن الصديقة عائشة رضي الله عنها . وما أورده العاملي هو من روايتها، وقد أخفى ذلك لغرض في نفسه، إذ هو يشكك في مروياتها كما مر في قوله:" إن أكثر، إن لم يكن كل ما يقال عن جمال عائشة وعن حظوتها، وحب النبي صلى الله عليه وآله لها، إنما هو مروي عنها نفسها، أو عن ابن أختها عروة. ونحن نقطع بعدم صحة ذلك كله من الأساس"، فكيف يشكك في مرويات الصديقة بنت الصديق هنا، ويأخذ بها، أو بواحدة منها على الأقل، هناك ؟
ثبت بالأسانيد الصحيحة، في البخاري ومسلم وغيرهما، وهو ما ليس لدى الشيعة مثيل له، حسن عائشة رضي الله عنها وجمالها، ومن ذلك :
-أخرج البخاري، في حديث طويل، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له: "صخبت على امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني. قالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. فأفزعني ذلك فقلت لها: قد خاب من فعل ذلك منهن. ثم جمعت علي ثيابي، فنزلت، فدخلت على حفصة فقلت لها: أي حفصة، أتغاضب إحداكن النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل؟ قالت: نعم . فقلت: قد خبت وخسرت، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهلكي؟ لاتستكثري النبي صلى الله عليه وسلم ولاتراجعيه في شيء ولاتهجريه، وسليني ما بدا لك، ولايغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم "(62).
قال ابن حجر رحمه الله: "(أوضأ) من الوضاءة، ووقع في رواية معمر (أوسم) بالمهملة، من الوسامة، وهي العلاقة، والمراد أجمل، كأن الجمال وسمه، أي أعلمه بعلامة "(63).
ثم قال:"قوله (وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم) المعنى: لاتغتري بكون عائشة تفعل ما نهيتك عنه فلايؤاخذها بذلك لاحتمال ألا تكوني عنده في تلك المنزلة، فلايكون لك من الإدلال مثل الذي لها "(64).
وفي رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه "أخذ رداءه مكانه حتى دخل على حفصة، فقال لها: يابنية، إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان؟ فقالت حفصة: والله إنا لنراجعه. فقلت: تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله صلى الله عليه وسلم. يابـنـيـة، لايغرنك هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهـا "(65).
وأخرج مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما كذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما ذكرت له زوجته أن حفصة رضي الله عنها تراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم " حتى يظل يومه غضبان"، أخذ رداءه وخرج . قال:"... فآخذ ردائي ثم أخرج مكاني، حتى أدخل على حفصة، فقلت لها: يابنية، إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان؟ فقالت حفصة: والله إنا لنراجعه. فقلت: تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله. يابـنـيـة، لاتغرنك هذه التي قد أعجبها حسنها وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهـا "(66).
وروى الطيالسي في مسنده، بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه قال: "...فقمت فدخلت على حفصة فقلت: ألاتتقين الله؟ تكلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل غضبان؟ ويحك لاتغتري بحسن عائشة وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهـا "(67).
فهذه أحاديث صحيحة من غير رواية عائشة رضي الله عنها ولارواية عروة ، أعرض عنها العاملي وأخذ بدلها برواية من لايوثق به، مثل الواقدي وغيره !!
الهوامش:
1-أي يتغيبن منه ويدخلن من وراء الستر كما قال ابن حجر رحمه الله في الفتح (10/640) .
2- كتاب الأدب، باب الانبساط إلى الناس، حديث 6130 .
3- فتح الباري، ص 10/645-646 .
4- إكمال المعلم ، ص 7/447-448 .
5- نفسه .
6- كتاب عشرة النساء من السنن الكبرى، ص 30 .
7- كتاب الأدب، باب في اللعب بالبنات، حديث 4932، وصححه الألباني .
8- فتح الباري، ص 10/646 .
9- عمدة القاري للبدر العيني، ص 22/170 .
10-كتاب الصوم، باب صوم الصبيان، حديث 1960 .
10مكرر- نيل الأوطار للشوكاني، ص 6/625 .
11- كتاب الصيام، باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه، حديث 1136 .
12- نفسه .
13- إكمال المعلم ، 4/91 .
14- قال الخميني (في المسألة 12):[ لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين ، دواما كان النكاح أو منقطعا ، و أما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة و الضم و التفخيذ فلا بأس بها حتى فى الرضيعة، ولو وطأها قبل التسع و لم يفضها لم يترتب عليه شىء غير الإثم على الأقوى ] ("تحرير الوسيلة" له، ج2 ص241).
وسئل الخوئي : " هل يجوز لمس العورة من وراء الثياب من الرجل لعورة رجل آخر ، ومن المرأة لعورة أخرى، لمجرد اللعب والمزاح، مع فرض عدم إثارة الشهوة ؟" فأجاب :
" لايحرم في الفرض " !! (صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات للخوئي، ج 3 ، مسائل في الستر والنظر والعلاقات، سؤال 784) .
ومن غرائب الفتاوي لدى القوم ما ذكره علامتهم الحلي في كتابه : "نهاية الإحكام في معرفة الأحكام" (ص1/208) كالتالي :
"...وفي إجزاء مسح الوجه بكف واحد إشكال . ولو قلنا أن مس الفرج حَدَثَ لو ضرب يده على فرج امرأة عليه تراب صح التيمم، لأن أول الأركان المسح لا النقل " !!
هذه هي قيمة المرأة – وقد ذكر امرأة – لدى الشيعة . ويعلم الله سبحانه أني ترددت كثيرا في ذكر كلام الحلي استحياءا، لكن ما العمل، وهؤلاء الناس يتلفظون بأقذع النعوت ضد الطاهرة المبرأة من الله سبحانه بقرآن يتلونه كما نتلوه، سوى مواجهتهم بما يشينهم لدى كل النساء، حتى الشيعيات منهن، لا لدى امرأة واحدة بعينها؟!
15-كتاب المناقب، باب من فضل عائشة رضي الله عنها، حديث 3880 . وقال الألباني رحمه الله : "صحيح" .
16- كتاب مناقب الأنصار، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة ... حديث 3896 .
17- كتاب النكاح، باب نكاح الأبكار، حديث 5077 .
18- رواه البخاري في التفسير،باب (لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا ...)،حديث 4753.
19- كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة رضي الله عنها، حديث 3775.
20- كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا..."، حديث 3662 .
21-أخرجه بتمامه البخاري في التفسير، سورة النور، باب (لولا إذ سمعتموه قلتم ...)، حديث 4750.
22- المسند 6/280.
23- المراجعات، ص 352 .
24- نفسه، من الهامش .
25- المعجم الكبير، ص 23/77.
26- المستدرك، 4/10.
27- ذكر الحاكم : " عبدالرحمن بن الضحاك" .
28-المراجعات، ص 352 ، الهامش 2 .
9 2- قطعة من حديث مطول أخرجه البخاري في الأيمان والنذور، باب لاتحلفوا بآبائكم، حديث 6649، وهو من رواية زهدم بن الحارث قال: كان بين هذا الحي من جرم وبين الأشعريين ود وإخاء، فكنا عند أبي موسى الأشعري، فقرب إليه طعام فيه لحم دجاج، وعنده رجل من بني تيم الله أحمر كأنه من الموالي..." (الحديث).
0 3- سير أعلام النبلاء للذهبي، ص 2/168.
31- تاج العروس، مادة "حمر" .
32- نفسه.
33- سير أعلام النبلاء للذهبي، ص 2/140.
34-أخرجه الحاكم في المستدرك (3/119) وقال: صحيح الإسناد .
35- مر تخريجه. أما حديث " خذوا شطر دينكم عن الحميراء"، فهو حديث لاأصل له كما قال ذلك علماء الحديث. قال الزركشي رحمه الله: "سألت شيخنا الحافظ عماد الدين بن كثير رحمه الله عن ذلك فقال: كان شيخنا حافظ الدنيا أبوالحجاج المزي رحمه الله يقول: كل حديث فيه ذكر الحميراء باطل إلا حديث في الصوم في سنن النسائي" (الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة، ص 37/38). وينبغي أيضا استثناء الحديثين المذكورين أعلاه، إذ هما صحيحان .
36-الصحيح من سيرة النبي الأعظم، الجزء 1، الصفحات من 289 إلى 291 . وقد ذكرت هذا الكلام بتمامه نظرا لأن كثيرا من شاتمي الصديقة رضي الله عنها، خاصة من المتشيعين، ينقلون ماجاء فيه، وحرفيا في كثير من الأحيان . ينظر مثالا لذلك ماجاء في كتاب المتشيعة السورية لمياء حمادة الموسوم بِ "أخيرا أشرقت الروح" في الباب الأول، الفصل الثالث منه بعنوان : "عبثية منهج عائشة" ،من ص 65 إلى ص 67، حيث نقلت كلام العاملي حرفيا، وما أضافت سوى بعض التصرف بالتقديم والتأخير !!
37- الوافي بالوفيات للصفدي، ص1/807 .
8 3- لسان الميزان، ص 1/138 .
39- الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ص 1/293 .
40- ص 8/137.
41-التقريب، ص 559.
42- الواقدي وكتابه المغازي: منهجه ومصادره، د. عبدالعزيز بن سليمان بن ناصر السلومي، ص1/36.
43- المجروحين لابن حبان ص 2/15.
44- مجمع الزوائد، ص 9/121.
45- ميزان الاعتدال، ص
46- في الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور...حديث
47- التقريب، ترجمة 4246.
48- نفسه، ص 340.
49- الجرح والتعديل، ص 8/216.
50- ميزان الاعتدال للذهبي رحمه الله، ص 3/665.
51- نفسه، ص 3/663.
52- نفسه، ص 3/665.
53- نفسه، ص 3/665.
4¬5- نفسه بنفس الصفحة.
55- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، ص 6/26.
56- الكامل لابن عدي، ص 7/481.
57- سير أعلام النبلاء للذهبي، ص 9/462.
58- نفسه بنفس الصفحة.
59- نفسه بنفس الصفحة.
60- نفسه بنفس الصفحة.
61- نفسه، ص 9/469. وقد نقلت الكلام عن الواقدي من كتابنا : " نظرات في كتاب السباعي رحمه الله حول السيرة النبوية" قيد الطبع .
62-كتاب النكاح، باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها، حديث 5191.
63- فتح الباري، ص 9/353.
64- نفسه بنفس الجزء والصفحة .
65- أخرجه البخاري في التفسير، باب (تبتغي مرضاة أزواجك، قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم)، حديث 4913.
66- كتاب الطلاق، باب في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن، حديث 31.
67- مسند أبي داود الطيالسي، حديث 23.
التعليقات (0)