مواضيع اليوم

الصديقة رضي الله عنها وشتم الشاتمين (الحلقة 4)

حسن محمد لمعنقش

2010-12-02 21:48:07

0

 


ب- تأويل كل فضيلة لعائشة رضي الله عنها تأويلا فاسدا :
إن كل فضيلة ذكرتها أحاديث صحيحة لعائشة رضي الله عنها يتخذ إزاءها الرافضة موقف التشكيك
بأساليب شتى، أو موقف قلب الفضيلة إلى رذيلة أو شتيمة .
1-فأهل السنة والجماعة يرون – انطلاقا من أحاديث صحيحة كما مر – أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي في بيت عائشة رضي الله عنها وفي يومها :
- فقد مر ما أخرجه البخاري رحمه الله عن الأسود قال : ذكروا عند عائشة أن عليا رضي الله عنهما كان وصيا ، فقالت : متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى صدري – أو قالت : حجري – فدعا بالطست ، فلقد انخنث في حجري فما شعرت أنه قد مات ، فمتى أوصى إليه ؟ (1) .
- وأخرج أيضا عنها رضي الله عنها : دخل عبدالرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبدالرحمن سواك رطب يستن به، فأبَدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره، فأخذت السواك فقضمته ونفضته، وطيبته، ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استنانا قط أحسن منه، فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ثم قال : في الرفيق الأعلى، ثلاثا، ثم قضى . وكانت تقول : مات بين حاقنتي وذاقنتي "(2) .
والأحاديث في هذا المجال كثيرة .
غير أن الرافضة يرون أن مثل هذه الأحاديث "معارضة بصحاح متواترة من طريق العترة الطاهرة، وحسبك من طريق غيرهم ما أخرجه ابن سعد بالإسناد إلى علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : ادعوا لي أخي . فأتيته فقال : ادن مني، فدنوت منه، فاستند إلي، فلم يزل يزل مستندا إلي وإنه ليكلمني حتى إن بعض ريقه ليصيبني ، ثم نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم " (3) .
ويورد صاحب المراجعات أحاديث أخرى كثيرة في أن الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستند إلى صدره هو علي لاعائشة ، رضي الله عنهما . ويكرر ما ادعاه من أن "الأخبار في ذلك متواترة عن سائر أئمة العترة الطاهرة، وإن كثيرا من المنحرفين عنهم (كذا !) ليعترفون بهذا ... "(4) .
وإن ادعاء التواتر – لدى الشيعة – كذب من الرجل ؛ وجميع الأخبار التي ذكرها من طريق أهل السنة لاتخلو من شيعي لايقبل حديثه فيما يوافق بدعته، أو متروك ، أو مجهول الحال . وقد يجتمع في السند الواحد الانقطاع مع الراوي المتروك . ولذلك قال ابن حجر رحمه الله عن حديث عائشة رضي الله عنها السابق، والذي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " مات بين حاقنتي وذاقنتي " : "...وهذا الحديث يعارض ما أخرجه الحاكم وابن سعد من طرق أن النبي صلى الله عليه وسلم مات ورأسه في حجر علي ، وكل طريق منها لايخلو من شيعي ، فلايلتفت إليهم " (5) .
2- أهل السنة والجماعة يعتبرون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين، بمقتضى قوله عز وجل : (النبي أولى بالمومنين من انفسهم، وأزواجه أمهاتهم ) (الأحزاب : 6) .
ويترتب على اعتبارهن أمهات للمؤمنين أمران :
الأول : حرمة الزواج بهن، وقد جاء ذلك صريحا في قوله تعالى : (وماكان لكم أن توذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا، إن ذلكم كان عند الله عظيما ) (الأحزاب : 53) .
الثاني : احترامهن وتوقيرهن وإعظامهن .
ولايترتب على اعتبارهن أمهات للمؤمنين :
- التوارث بينهن وبين بقية المؤمنين، كما هو الحال في الأمهات من النسب .
- تحريم الزواج ببناتهن ، إذ يجوز الزواج ببناتهن اللائي لايعتبرن أخوات للمؤمنين . ولذلك تزوج علي رضي الله عنه فاطمة بنت أمه وأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وتزوج عثمان رضي الله عنه رقية ثم
أم كلثوم ابنتي أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها أيضا ، وتزوج الزبير رضي الله عنه أسماء أخت أمه أم
المؤمنين عائشة رضي الله عنها ...
- جواز النظر إليهن كباقي الأمهات من النسب، إذ ضُرِب عليهن، كما هو معلوم، الحجاب في حياة زوجهن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- جواز الخلوة بهن ، عكس الأمهات بالنسب .
فقوله تعالى إذن (وأزواجه أمهاتهم) هو في بعض آثار الأمومة لافي جميعها . وكل من رفض أمومة إحداهن أخرج نفسه من زمرة المؤمنين، وهو حال الشيعة في شتمهم لأمنا عائشة رضي الله عنها .
أخرج الإمامُ قِوَامُ السُّنَّةِ الأصبهانيُّ التَّيْمِيُّ في "الحُجَّة في بيانِ المَحَجَّة " ،عن هشام عن أبيه(عُروة)عن عائشة رضيَ اللهُ عنها أنَّها ذُكِرَتْ عند رجلٍ، فسبَّها! فقيل له: أليست أُمَّك؟! قال: ما هي بأمّ! فبَلَغَها ذلك، فقالت: "صدق؛ إنَّما أنا أمُّ المؤمنين، وأمَّا الكافرين فلستُ لهم بأمّ"(6).
ومادامت الصديقة أما للمؤمنين بنص كتاب الله سبحانه، فمن المحال أن ترتد عن دين الله ، عكس مايزعمه الرافضة .
ولايمكن هنا القول أن "أم المؤمنين وسام أعطي لها بشروط لم تلتزم بها " (7)، إذ أن تحريم الزواج من جميع زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده هو على التأبيد كما تدل عليه كلمة "أبدا" في قوله تعالى :( ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا)، وذلك يعني أن عائشة وغيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم –رضي الله عنهن – هن أمهات للمؤمنين على التأبيد . وعلى هذا يتنزل قول عمار رضي الله عنه لأهل الكوفة ، كما في الحديث الذي سبق ذكره، "والله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة " (8) .
3- يشكك الشيعة في صحة ومضمون كل الأحاديث الواردة في فضل أمنا عائشة رضي الله عنها . فمما ورد في فضلها مثلا :
-أخرج البخاري رحمه الله عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وأسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " (9) .
- وأخرج أيضا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " (10) .
ومن الشيعة من ذكر – كما سبق – "أن لأم المؤمنين عائشة فضلها ومنزلتها " (11)، لكن ماذكره عنها فيما سبق وما سيأتي ينقض كلامه هذا .
ومن أمثلة أحاديث الفضائل التي يشكك الشيعة في صحتها حديث الثريد المذكور، حيث يقول أحدهم:"..وفي مقام رفع التنافي بين قوله، صلى الله عليه وآله وسلم، لفاطمة :إنها سيدة نساء العالمين ، وبين ما نُسِبَ إليه (كذا) ، صلى الله عليه وآله وسلم، من أنه لم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون، وأن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، يقول الطحاوي : ..." إلخ كلامه (12) . فالحديث، كما يرى القارئ ، يصدره صاحب هذا الكلام بكلمة " نُسِب "، مما يشعر بوضعه أو ضعفه في نظره .
ويحس القارئ لما كتبه الرجل حول الحديث المذكور، أن لدى المشكك فيه حرجا كبيرا من التفضيل المفهوم منه لعائشة رضي الله عنها على غيرها من النساء . وقد يكون فهم أن كلمة "النساء" هنا تشمل فاطمة الزهراء رضي الله عنها أيضا . لذلك أتى بكلام للطحاوي رحمه الله، يذكر فيه صاحبه احتمال أن يكون تفضيل غير الزهراء قبل بلوغها رضي الله عنها . وقد أتعب الشيعي نفسه في التأكيد على تفضيل
بنت الرسول – صلى الله عليه وسلم – على غيرها ، فذلك التفضيل لم يكن مشكلة عند أهل السنة والجماعة، ماداموا يفضلون ، بمقتضى أحاديث صحيحة، فاطمة وأمها خديجة رضي الله عنهما على من عداهما من النساء . ومن تلك الأحاديث ما روته أم المؤمنين عائشة نفسها رضي الله عنها ، ونسوق بعضا منها ، مع تفاليق للعلماء عليها :
الحديث السابق الذي أخرجه البخاري رحمه الله، عن أبي موسى رضي الله عنه وفيه : " كمل من الرجال كثير..." علق عليه ابن حجر رحمه الله فقال : "ليس فيه تصريح بأفضلية عائشة رضي الله عنها على غيرها، لأن فضل الثريد على غيره من الطعام إنما هو لما فيه من تيسير المؤنة وسهولة الإساغة، وكان أجل أطعمتهم يومئذ . وكل هذه الخصال لاتستلزم الأفضلية له من كل جهة، فقد يكون مفضولا بالنسبة لغيره من جهات أخرى " (13). وتابع قائلا :" وقد ورد من طريق صحيح ما يقتضي أفضلية خديجة وفاطمة على غيرهما ، وذلك .. في قصة مريم من حديث علي بلفظ (خير نسائها خديجة) . وجاء في طريق أخرى ما يقتضي أفضلية خديجة وفاطمة، وذلك فيما أخرجه ابن حبان وأحمد وأبو يعلى والطبراني وأبوداود في كتاب (الزهد) والحاكم، كلهم من طريق موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون ) . وله شاهد من حديث أبي هريرة في (الأوسط) للطبراني، ولأحمد في حديث أبي سعيد رفعه : (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، إلا ما كان من ومريم بنت عمران) ، وإسناده حسن "(14) .
أخرج البخاري عن عبدالله بن جعفر قال : سمعت عليا رضي الله عنه يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "خير نسائها مريم ابنة عمران، وخير نسائها خديجة "(15) .
قال ابن حجر رحمه الله : "قوله :( وخير نسائها خديجة) أي نساء هذه الأمة . قال القاضي أبوبكر بن العربي : خديجة أفضل نساء الأمة مطلقا لهذا الحديث " (16) .
أخرج البخاري رحمه الله، عن ابن شهاب : قال أبوسلمة : إن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما : "ياعائش، هذا جبريل يقرئك السلام" . فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لاأرى . تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم (17) .
قال ابن حجر رحمه الله : " استنبط بعضهم من هذا الحديث فضل خديجة على عائشة، لأن الذي ورد في حق خديجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : (إن جبريل يقرئك السلام من ربك )، وأطلق هنا السلام من جبريل نفسه "(18) .
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خير نسائها مريم ، وخير نسائها خديجة "(19) .
قال ابن حجر رحمه الله : " استدل بهذا الحديث على أن خديجة أفضل من عائشة " (20) .
وخلال شرحه لحديث آخر، وهو قوله عليه السلام"ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها " – وسيأتي – يذكر العسقلاني رحمه الله أنه " قد استدل به على فضل عائشة على خديجة ، وليس ذلك بلازم لأمرين : أحدهما : احتمال أن لايكون أراد إدخال خديجة في هذا، وأن المراد بقوله (منكن) المخاطبة، وهي أم سلمة ومن أرسلها أو من كان موجودا حينئذ من النساء . والثاني : على تقدير إرادة
الدخول ، فلا يلزم من ثبوت خصوصية شئ من الفضائل ثبوت الفضل المطلق، كحديث (اقرأكم أبي وأفرضكم زيد )، ونحو ذلك " (21). ثم يقول : " قال السبكي الكبير : الذي ندين الله به أن فاطمة أفضل ثم خديجة ثم عائشة، والخلاف شهير ، ولكن الحق أحق أن يتبع " (22) .
غير أن الحديث التالي صريح في تفضيل فاطمة على عائشة رضي الله عنهما، وقد روته عائشة نفسها كما هو واضح :
أخرج البخاري رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت : أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "مرحبا يا ابنتي "، ثم أجلسها عن يمينه – أو عن شماله – ثم أسر إليها حديثا فبكت، فقلت لها : لم تبكين ؟ ثم أسر إليها حديثا فضحكت، فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن ! فسألتها عما قال ، فقالت : ماكنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قُبض النبي صلى الله عليه وسلم . فسألتها فقالت: أسر إلي "أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي" فبكيت. فقال : "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، أو نساء المؤمنين ؟" فضحكت لذلك (23) .
فرواية الحديث ، وهو يذكر أمرا ليس بالهين : أن فاطمة رضي الله عنها " سيدة نساء أهل الجنة، أو نساء المؤمنين " ، هي عائشة رضي الله عنها . فهل يشكك الشيعة أيضا في هذا الحديث ؟
مهما يكن من أمر ، فإن العاملي يعود إلى التشكيك في حديث فضل عائشة رضي الله عنها في هامش الصفحة المذكورة من كتابه، حيث يقول : " وقد حمل بعض العلماء حديث فضل عائشة كفضل الثريد إلخ على المزاح منه صلى الله عليه وآله وسلم معها؛ لأن جوها لاينسجم مع جو التفضيل كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة سيدة نساء العالمين، ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية...إلخ)، ولاسيما بملاحظة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن من المهتمين بأمور الأطعمة ، واللذيذ منها، ليأتي بها كمثال على تفضيل في أمر حساس كهذا " (24).
والغريب أن العاملي يعتبر أن الجو الذي ورد فيه قوله صلى الله عليه وسلم :" فاطمة سيدة نساء العالمين، ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية..." جو تفضيل، والجو الذي ورد فيه قوله صلى الله عليه وسلم : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد..." جو مزاح !! مع أن السياق واحد متصل . فما الداعي لاعتبار جزأين من كلام واحد، وردا في سياق واحد متصل، أحدهما ورد في جو تفضيل، والآخر في جو مزاح ، سوى أن العاملي، لما قال ما قال، كان في جو مزاج (بالجيم) !
أما الادعاء بأن النبي صلى الله عليه وسلم " لم يكن من المهتمين بأمور الأطعمة"، فإنه مردود بما رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم على غلام له خياط، فقدم إليه قصعة فيها ثريد، قال : وأقبل على عمله . قال : فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء، قال: فجعلت أتتبعه فأضعه بين يديه، قال: فما زلت بعد أحب الدباء (25).
والنبي صلى الله عليه وسلم عربي لايخفى عليه أن من أقوال العرب "الثريد أحد اللحمين "؛ وقد سبق تأكيد ابن حجر أن الثريد " كان أجل أطعمتهم يومئذ " . فكيف يضعف حديث ذكر الثريد بكلام واه من قبيل ما ذكره العاملي ؟
ومن غرائب العاملي أنه ينسى أن في مدونات الشيعة الحديثية مرويات بعضها منسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعضها إلى الإمام علي رضي الله عنه ، وهي مرويات تذكر الثريد وتعتبره بركة، وطعام العرب، وسيد الأطعمة ...، ومن ذلك مثلا :
في الكافي أن الرسول صلى الله عليه وآله قال : "الثريد بركة "(26) .
وفي البحار أنه قال أيضا : "الثريد طعام العرب، وأول من ثرد الثريد إبراهيم، وأول من هشمه من العرب هاشم "(27) .
في الكافي كذلك أنه صلى الله عليه وآله قال : "اللهم بارك لأمتي في الثرد والثريد "(28) .
وفي مستدرك الوسائل عن سلمان الفارسي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال في حديث : "...والثريد سيد الأطعمة "(29) .
ورووا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : " الثريد طعام العرب" (30) .
ورووا عنه أيضا أنه قال : " وأول من هشم الثريد من العرب جميعا جدنا هاشم "(31) ...إلى غير ذلك من المرويات .
4- يرى عبدالحسين شرف الدين الموسوي تقديم حديث أمنا أم سلمة على حديث أمنا عائشة، رضي الله عنهما، ويذكر لذلك التقديم وجوها يشكك من خلالها في عدة أحاديث حول الصديقة، من حيث الثبوت أو الدلالة . يقول :
" إن السيدة أم سلمة لم يصغ قلبها بنص الفرقان العظيم، ولم تؤمر بالتوبة في محكم الذكر الحكيم، ولانزل القرآن بتظاهرها على النبي ولاتظاهرت بعده على الوصي، ولاتأهب الله لنصرة نبيه عليها وجبريل وصالح المومنين والملائكة بعد ذلك ظهير، ولاتوعدها الله بالطلاق ولاهددها بأن يبدله خيرا منها، ولاضرب امرأة نوح وامرأة لوط لها مثلا، ولاحاولت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحرم على نفسه ما أحله الله له، ولاقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيبا على منبره فأشار نحو مسكنها قائلا : ههنا الفتنة، ههنا الفتنة، ههنا الفتنة، حيث يطلع قرن الشيطان ، ولابلغت في آدابها أن تمد رجلها في قبلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصلي – احتراما له ولصلاته – ثم لاترفعها عن محل سجوده حتى يغمزها، فإذا غمزها رفعتها حتى يقوم فتمدها ثانية، وهكذا كانت ؛ ولا أرجفت بعثمان ولا ألبت عليه ؛ ولانبزته نعثلا؛ ولاقالت : اقتلوا نعثلا فقد كفر ؛ ولاخرجت من بيتها الذي أمرها الله عز وجل أن تقر فيه، ولا ركبت العسكر قعودا من الإبل تهبط واديا وتعلو جبلا، حتى نبحتها كلاب الحوأب ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنذرها بذلك، فلم ترعو ولم تلتو عن قيادة جيشها اللهام الذي حشدته على الإمام . فقولها : مات رسول الله بين سحري ونحري معطوف على قولها : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى السودان يلعبون في مسجدهم بدرقهم وحرابهم فقال لها : أتشتهين تنظرين إليهم ؟ قالت : نعم . قالت : فأقامني وراءه وخدي على خده وهو يقول : دونكم يابني أرفدة – إغراء لهم باللعب
لتأنس السيدة – قالت : حتى إذا مللت قال : حسبك ؟ قلت : نعم ، قال : فاذهبي ؛ وإن شئت فاعطفه على قولها : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، ودخل أبوبكر فانتهرني، وقال : مزمارة الشيطان عند رسول الله . قالت : فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : دعهما . الحديث .
واعطفه إن شئت على قولها : سابقني النبي فسبقته، فلبثناه حتى رهقني اللحم، سابقني فسبقني فقال : هذه
بتيك ؛ أو على قولها : كنت ألعب بالبنات ويجيء صواحبي فيلعبن معي، وكان رسول الله يدخلهن علي فيلعبن معي ؛ الحديث؛ أو على قولها : خلال في سبع لم تكن في احد من الناس إلا ما آتى الله مريم بنت عمران : نزل الملك بصورتي، وتزوجني رسول الله بكرا لم يشركه فيّ أحد من الناس، وأتاه وحي وأنا وإياه في لحاف واحد، وكنت من أحب النساء إليه، ونزل فيّ آيات من القرآن كادت الأمة تهلك فيهن، ورأيت جبرائيل ولم يره من نسائه أحد غيري، وقبض في بيتي لم يله أحد غيري أنا والملك . اه . إلى آخر ماكانت تسترسل فيه من خصائصها ، وكله من هذا القبيل .
أما أم سلمة فحسبها الموالاة لوليها ووصي نبيها ؛ وكانت موصوفة بالرأي الصائب والعقل البالغ والدين المتين . وإشارتها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية تدل على وفور عقلها، وصواب رأيها وسمو مقامها ، رحمة الله وبركاته عليها، والسلام "(32) .
ففي هذا النص، حاول عبدالحسين شرف الدين التشكيك في بعض الأحاديث المتعلقة بعائشة رضي الله عنها، وتأويل بعضها الآخر تأويلا فاسدا ، واستخلاص بعض الأخطاء من بعض ثالث منها، ثم تضخيم تلك الأخطاء . وسنتعرض لكل تلك النصوص المذكورة في كلامه .
أ-ما يشكك فيه عبدالحسين من نصوص :
أ.1- حديث نظر عائشة رضي الله عنها للعب السودان بالحراب :
جاء ذلك في قوله ، كما هو واضح :" فقولها: مات رسول الله بين سحري ونحري معطوف على قولها : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى السودان..." كما سبق .
ويشير جعفر مرتضى العاملي إلى نفس الحديث، ملمحا إلى أنه - بالإضافة إلى حديث مسابقته صلى الله عليه وسلم لزوجته عائشة رضي الله عنها – تأكيد لنظرة أهل السنة والجماعة السلبية ، وحاشاهم ذلك، لرسول الله صلى الله عليه وسلم !! كما يفهم من كلامه . يقول العاملي :
" لو راجعنا الروايات التي يدّعى أنها تسجل لنا تاريخ نبي الإسلام ، صلى الله عليه وآله وسلم ، لوجدنا هذا النبي ، الذي اصطفاه الله واختاره من بين جميع خلقه، ووصفه جل وعلا في القرآن الكريم بأنه (لعلى خلق عظيم)، والذي هو أشرف الأنبياء والمرسلين، وأعظم وأكمل رجل وجد على وجه الأرض، وهو عقل الكل، ومدبر الكل، وإمام الكل – لوجدناه – رجلا عاجزا ومتناقضا، يتصرف كطفل، ويتكلم كجاهل، يرضى فيكون رضاه ميوعة وسخفا، ويغضب فيكون غضبه عجزا واضطرابا، يحتاج دائما إلى من يعلمه ويدبر أموره، ويأخذ بيده ويشرف على شؤونه، ويحل له مشاكله، الكل أعرف وأقوى وأعقل منه، كما أثبتته الوقائع المختلفة المزعومة تاريخا وسيرة لحياته صلى الله عليه وآله وسلم .
وبماذا؟ وكيف نفسر حمل هذا النبي زوجته على عاتقه لتنظر إلى لعب السودان وخدها على خده ؟ أو أنها وضعت ذقنها على يده، وصارت تنظر إلى لعب السودان يوم عاشوراء ؟ ثم هو يترك جيشه لينفرد بزوجته عائشة، ليسابقها في قلب الصحراء، أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة، فتسبقه مرة، ويسبقها أخرى، فيقول لها : هذه بتلك ...؟ أضف إلى ذلك أنه يهوى زوجة ابنه بالتبني، بعد أن رآها في حالة مثيرة...إلى غير ذلك من المرويات الكثيرة جدا، التي تتحدث عن تفاصيل في حياته الزوجية، مما نربأ نحن بأنفسنا عن التفوه به وذكره، فكيف بممارسته وفعله "(33).
أما حديث لعب السودان بالحراب فقد أخرجه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبوبكر فانتهرني وقال : مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم , فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال : دعهما . فلما غفل غمزتهما فخرجتا . وكان يوم عيد يلعب فيه السودان بالدرق والحراب، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال : تشتهين تنظرين ؟ فقلت : نعم . فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول : "دونكم يابني أرفدة ". حتى إذا مللت قال : "حسبك ؟"قلت : نعم . قال : "فاذهبي" (34) .
وفي رواية لمسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقوم من أجلي، حتى أكون أنا التي انصرف (35) .
وفي البخاري : يسترني بردائه أنظر إليهم (36) .
وفي رواية أخرى لمسلم عن عائشة قالت : جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد، فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعت رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم (37) .
وفي رواية ثالثة لمسلم أيضا، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للعابين : وددت أني أراهم . قالت : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقمت على الباب أنظر بين أذنيه وعاتقه، وهم يلعبون في المسجد(38).
وروى النسائي عن أبي سلمة بن عبدالرحمن ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : دخل الحبشة المسجد يلعبون، فقال لي : "ياحميراء، أتحبين أن تنظري إليهم ؟ فقلت : نعم . فقام بالباب، وجئته، فوضعت ذقني على عاتقه، فأسندت وجهي على خده... (39) .
إن معاني العبارات المتعلقة بالوضع الذي كانت عليه عائشة رضي الله عنها، وهي تنظر إلى لعب الحبشة، "متقاربة، ورواية أبي سلمة أبينها " كما قال ابن حجر رحمه الله (40) .
فما الذي أشكل في هذا الحديث مما أثار الشيعة ؟
هل المشكل في وضع عائشة رضي الله عنها، حين النظر إلى الحبشة، أي نظرها وخدها على خده صلى الله عليه وسلم ؟ أو "أنها وضعت ذقنها على يده، وصارت تنظر إلى لعب السودان يوم عاشوراء" كما قال العاملي ؟
أم أن المشكل في نظر عائشة رضي الله عنها إلى رجال يلعبون بحرابهم بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فأي شيئ يُستنكَر في أن تضع امرأة خدها على خد زوجها أو ذقنها على عاتقه أو يده كي تنظر إلى شيء مباح ؟
إن الغريب أن يستقبح بعض الشيعة هذا الأمر، ثم تجدهم يروون في بعض كتبهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لاينام حتى يقبل عرض وجه فاطمة ويدعو لها . وفي رواية : حتى يقبل عرض وجنة فاطمة أو بين ثدييها (41) !!
أما توقيت النظر إلى لعب الحبشة بيوم عاشوراء، فلم أجد رواية صحيحة تذكر أن ذلك اللعب كان في ذلك اليوم، بل إن بعض الروايات صريحة في أن اليوم كان يوم عيد، وعاشوراء ليس عيدا عند أهل السنة والجماعة . وغاية مافيه استحباب صيامه مع التاسوعاء .
ولعل ذكر عاشوراء من تزيد الشيعة - أو العاملي – تشويها لصورة عائشة رضي الله عنها، فعاشوراء لديهم يوم حزن ولطم وتطبير ... فكأن العاملي يقول للشيعة : انظروا إلى عائشة تفرح في يوم الحزن على الحسين ، رضي الله عنه وأرضاه، بل يوم مقتله !!
وإذا كان استنكار العاملي لما جاء في الحديث متعلقا بنظر زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأجنبي يلعب بحضرته عليه السلام، فإن ذلك النظر جائز عند أمن الفتنة . ولذلك ترجم البخاري رحمه الله للحديث – وفقه البخاري في تراجمه كما هو معروف – بقوله : "باب نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة" (42) .
ورأى القاضي عياض رحمه الله في الحديث "جواز نظر النساء إلى فعل الرجال ، مثل هذا ، لأنه إنما يكره لهن من النظر إلى الرجال ما يكره للرجال فيهن من تحديق النظر لتأمل المحاسن والالتذاذ بذلك والتمتع به " (43) .
أ.2- حديث غناء الجاريتين عند عائشة رضي الله عنها :
نذكر هنا بكلام صاحب المراجعات لما قال : "...وإن شئت فاعطفه على قولها : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، ودخل أبوبكر فانتهرني، وقال : مزمارة الشيطان عند رسول الله . قالت : فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : دعهما "... وقد سبق ذكر هذا الكلام .
أما الحديث فقد مرت رواية البخاري عند الكلام عن حديث لعب السودان بالحراب .
ومرة أخرى نسأل : ما الذي أشكل في هذا الحديث ؟
ربما يكون صاحب المراجعات فهم من قول أبي بكر رضي الله عنه " مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم" إنكارا منه لما رآه في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من "لهو"، مع أن الأولى أن ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وربما يكون فهم عبدالحسين تعلق بما يمكن استفادته من الحديث من أن أبابكر أنكر شيئا أقره النبي صلى الله عليه وسلم .
وربما فهم، من اضطجاعه عليه السلام وتحويل وجهه إنكاره لعمل الجاريتين، لكنه رضخ – وحاشاه ذلك – لرغبة زوجته، رضي الله عنها .
وربما...وربما ... إلى غير ذلك من الاحتمالات التي لم تبن على أساس صحيح .
وقد أجاب ابن حجر رحمه الله عن الاحتمالين الأول والثاني فقال :
"قوله (دعهما) زاد في رواية هشام (يا أبابكر، إن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا ) ففيه تعليل الأمر بتركهما، وإيضاح خلاف ماظنه الصديق من أنهما فعلتا ذلك بغير علمه صلى الله عليه وسلم، لكونه دخل فوجده مغطى بثوبه، فظنه نائما، فتوجه له الإنكار على ابنته من هذه الأوجه، مستصحبا لما تقرر عنده من منع الغناء واللهو، فبادر إلى إنكار ذلك قياما عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، مستندا إلى ماظهر له، فأوضح له النبي صلى الله عليه وسلم الحال، وعرفه الحكم مقرونا ببيان الحكمة بأنه يوم عيد، أي يوم سرور شرعي ، فلاينكر فيه مثل هذا كما لاينكر في الأعراس ؛ وبهذا يرتفع الإشكال عمن قال : كيف ساغ للصديق إنكار شيء أقره النبي صلى الله عليه وسلم ؟" (44) .
وقال القاضي عياض رحمه الله : "...ولعل تقدم أبي بكر لزجرهم بين يدي النبي إذ رأى النبي صلى الله عليه وسلم مسجى ووجهه إلى الجهة الأخرى، فظن أنه نائم لاعلم عنده منهن، ولايسمع غناءهن " (45) .
وقال ابن حجر أيضا حول مضمون الاحتمال الثالث :
"...أما التفافه صلى الله عليه وسلم بثوبه، ففيه إعراض عن ذلك، لكون مقامه يقتضي أن يرتفع عن الإصغاء إلى ذلك؛ لكن عدم إنكاره دال على تسويغ مثل ذلك على الوجه الذي أقره، إذ لايقر على باطل"(46) . ومثل هذا المعنى يذكره أيضا القاضي رحمه الله عند شرحه للحديث (47) .
ويرى ابن حجر في الحديث "الرفق بالمرأة واستجلاب مودتها، وأن مواضع أهل الخير تنزه عن اللهو واللغو وإن لم يكن فيه إثم إلا بإذنهم "(48) . ثم قال : "ويحتمل أن يكون أبوبكر ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم نام، فخشي أن يستيقظ فيغضب على ابنته، فبادر إلى سد هذه الذريعة "(49)، وهذا احتمال ينفى – إن ثبت - رضوخ النبي صلى الله عليه وسلم لرغبة زوجته على الرغم منه كما قد يُفهم من الحديث .
أ.3- حديث مسابقة عائشة رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم :
ذكر معنى الحديث عبدالحسين في كلامه السابق . وقد سبقت أيضا إشارة جعفر مرتضى العاملي إلى هذا الحديث لما قرنه بحديث نظر الصديقة رضي الله عنها للعب السودان بالحراب في المسجد .
والحديث كما رواه أبوداود ، وعن عروة وعن أبي سلمة بن عبدالرحمن ، عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، قالت : فسابقته فسبقته على رجلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقال : "هذه بتلك السبقة" (50) .
وعند النسائي من حديث عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته، حتى إذا رهقنا اللحم، سابقني فسبقني فقال :" هذه بتيك" (51).
وفي رواية أخرى للنسائي عن أبي سلمة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا خفيفة اللحم، فنزلنا منزلا، فقال لأصحابه : "تقدموا". ثم قال لي:"تعالي حتى أسابقك" . فسابقني فسبقته . ثم خرجت معه في سفر آخر، وقد حملت اللحم، فنزلنا منزلا، فقال لأصحابه : "تقدموا". ثم قال لي:"تعالي أسابقك" . فسابقني فسبقني، فضرب بيده كتفي، وقال :"هذه بتلك" (52) .
هذه الروايات تذكر كلها أن المسابقة كانت في منزل نزله الرسول صلى الله عليه وسلم مع صحابته، في سفر من الأسفار . وهناك رواية أخرى أوردها ابن أبي الدنيا في كتاب "مداراة الناس" وكتاب العيال، وهي أيضا عن عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر الآخرة، حتى إذا كنا بالأثيل عند الصفراء بين ظهراني الأراك انصرفت لبعض حاجتي، ونكبت عن الطريق، فبينا أنا هناك، إذا راكب يضرب، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى حتى أناخ إلي بعيري، ثم اضطجع . قال : ففرغت من حاجتي ثم جئت . قلت: أركب . قال : " تعالي حتى أسابقك" . قالت : عرفت حين قال ذلك أنه غير تاركي . قالت : فأرمي بدرعي خلف ظهري، ثم أجعل طرفه في حجزتي، ثم خططت خطا برجلي، ثم قلت : تعال نقوم على هذا الخط .
قالت : فنظر في وجهي، فكأنه عجب وأشار بيده . قالت : فقمنا على ذلك الخط . قالت : أذهب . قال:"اذهبي".
فخرجنا فسبقني وخرج بين يدي، فقال :"هذه بيوم ذي المجاز " . قالت : فذكرت مايوم ذي المجاز . قالت: ثم ذكرت أنه أتى وأنا جارية يبتغي أبي، وكان في يدي شيء فسألنيه فمنعته .فذهب يتعاطاه . ففررت، فخرج في أثري، فسبقته ودخلت البيت (53) .
هذه الرواية تذكر صراحة أن السفر كان "في غزوة بدر الآخرة". ولعل هذا هو ما جعل جعفر مرتضى العاملي يقول – عن الرسول صلى الله عليه وسلم – مبينا "فظاعة" ما يذكره الحديث في نظره :"... ثم هو يترك جيشه لينفرد بزوجته عائشة، ليسابقها في قلب الصحراء..." كما سبق. وحين يذكر الجيش، فمعنى ذلك الاستعداد للحرب ومايتبعها من الدماء والأشلاء والخوف وضياع الأموال والأنفس ...أو الرجوع منها بعار هزيمة، أو فخر نصر وعل، لكن بعد فقدان عزيز أو أعزة . أي أن المقام مقام جد وترقب مصير دولة، لامسابقة ومضاحكة للأهل. فكيف يفعل الرسول عليه السلام – وحاشاه - ما يخالف المقام ؟
قد يكون هذا ، أو بعضه ، مما دار في خلد من أنكر، من الشيعة ، أن تحدث أمنا عائشة رضي الله عنها بهذا الحديث . غير أن فهم الحديث ، أي حديث ، يستدعي – منهجيا – الرجوع إلى مختلف رواياته . فما أ ُجمل في رواية قد يرد مفصلا في أخرى . وما أ ُبهم في موضع من إحداها قد يأتي توضيحه في آخر من ثانية ...وهكذا .
وبالجمع بين روايات المسابقة، يمكن استنتاج مايلي :
أن المسابقة حدثت أكثر من مرة، وهو ماتذكره كل الروايات . ومن تلك المرات لما نزل الرسول صلى الله عليه وسلم بالجيش " بالأثيل عند الصفراء بين ظهراني الأراك ". فالجيش إذن كان في حالة استراحة غير متبوعة بحرب كما سيأتي، ولذلك انصرفت عائشة رضي الله عنها لبعض حاجتها كما يذكر الحديث .
أن تلك المرة (54) صادفت غزوة بدر الآخرة، فما الذي حدث في هذه الغزوة ؟
يذكر رواة السيرة أن أباسفيان لما انصرف ومن معه من المشركين من غزوة أحد "نادى : إن موعدكم بدر للعام القابل؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه : "قل نعم، هو بيننا وبينكم موعد"(55) . وبعد مرور عام "وكان شعبان، وقيل ذو القعدة من العام القابل، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لموعده في ألف وخمسمائة، وكانت الخيل عشرة أفراس، وحمل لواءه علي بن أبي طالب، واستخلف على المدينة عبدالله بن رواحة، فانتهى إلى بدر فأقام بها ثمانية أيام ينتظر المشركين، وخرج أبوسفيان بالمشركين من مكة، وهم ألفان، ومعهم خمسون فرسان فلما انتهوا إلى مر الظهران – على مرحلة من مكة – قال لهم أبوسفيان : إن العام عام جدب، وقد رأيت أني أرجع بكم، فانصرفوا راجعين، وأخلفوا الموعد، فسميت هذه بدر الموعد، وتسمى بدر الثانية " (56) .
فإذن، لم تحدث حرب، ولم تكن هناك دماء ولا أرواح ولا أشلاء ولا هزيمة ...بل جيش في الميدان وحده دون عدو .
قد تكون إحدى تلك المسابقات قد حدثت في سفر غير مرتبط بحرب، وقد كان من عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر أقرع بين نسائه، ثم يأخذ معه في سفره من خرج سهمها :
أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معهن وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم (57) .
أ.4- حديث صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم وعائشة بينه وبين القبلة :
سبق أن عبدالحسين قال عن أم سلمة رضي الله عنها (58)، معرضا بعائشة رضي الله عنها :" ...ولا
بلغت في آدابها أن تمد رجلها في قبلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصلي– احتراما له ولصلاته – ثم لاترفعها عن محل سجوده حتى يغمزها، فإذا غمزها رفعتها حتى يقوم فتمدها ثانية..."، وقد سبق ذكر ذلك .
والحديث المقصود هو ما أخرجه البخاري رحمه الله عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي، فإذا قام بسطتهما . قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح (59).
وفي رواية أخرى للبخاري أيضا :"...فإذا أراد أن يسجد غمز رجلي فقبضتهما " (60) .
ومما يستفاد من الحديث :
- أن المرأة لاتقطع الصلاة. قال ابن حجر رحمه الله : "وقد استدل بقولها (غمزني) على أن لمس المرأة لاينقض الوضوء، وتعقب باحتمال الحائل، أو بالخصوصية، وعلى أن المرأة لاتقطع الصلاة "(61) .
- أن الافتتان بها غير وارد لأنها زوجته، أو لأنها كانت في ظلام، أو لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أملك الناس لإربه، كما في الحديث الذي أخرجه البخاري عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لأربه (62) .
- أن تلك الصلاة جائزة ولو أصاب المصلي بعض جسد زوجته . قال القاضي عياض رحمه الله عن الحديث : "فيه دليل على أن اللمس من فوق الثوب أو تحته لغير لذة غير مؤثر في الطهارة ... والأغلب في هذا الحال أن الغمز من فوق الثوب لأنها في فراشها، وأما إن كان للذة والثوب غير كثيف فينقض الطهارة " (63) .
- أن صلاته عليه السلام خلف زوجته كان في التطوع، لأنها كانت صلاة في البيت، أما الفريضة فيصليها جماعة بالمسجد. ويؤكد ذلك ماجاء فيما ذكرته عائشة رضي الله عنها في رواية أخرى:" فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت "، وسيأتي الحديث .
وأخرج البخاري عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وعائشة معترضة بينه وبين القبلة على الفراش الذي ينامان عليه (64). قال ابن حجر رحمه الله:" فيه أن الصلاة إلى النائم لاتكره "(65) .
وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه، فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت (66) . قال ابن حجر رحمه الله : "كره مجاهد وطاوس ومالك الصلاة إلى النائم خشية أن يبدو منه ما يلهي المصلي عن صلاته . وظاهر تصرف المصنف أن عدم الكراهة حيث يحصل الأمن من ذلك "(67) .
ويفصل القاضي عياض رحمه الله فيقول، انطلاقا من رواية أخرى للحديث : "وقول عائشة (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهي معترضة أمامه ) حجة على ما تقدم من أن المرأة لاتقطع الصلاة، ولاتفسد صلاة من صلى إليها ؛ وكراهة مالك وغيره من العلماء أن تجعل المرأة سترة ذلك لخوف الفتنة بها والتذكر في الصلاة بها، والشغل بالنظر إليها ؛ والنبي صلى الله عليه وسلم بخلاف هذا في ملك أربه وقمع شهوته؛ وأيضا فإن هذا كان في الليل، وحيث لايرى شخصها، وقد قالت : (والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح) " (68).
وترد أمنا عائشة رضي الله عنها على من يرى أن المرأة تقطع الصلاة : ففي الحديث عن مسروق عن عائشة أنه ذكر عندها ما يقطع الصلاة، فقالوا : يقطعها الكلب والحمار والمرأة . قالت : لقد جعلتمونا كلابا، لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وإني لبينه وبين القبلة وأنا مضطجعة على السرير، فتكون لي الحاجة فأكره أن أستقبله فأنسل انسلالا (69) .
قال ابن حجر رحمه الله : " قصد البخاري أن شغل المصلي بالمرأة إذا كانت في قبلته على أية حالة كانت أشد من شغله بالرجل؛ ومع ذلك فلم تضر صلاته صلى الله عليه وسلم، لأنه غير مشتغل بها، فكذلك لاتضر صلاة من لم يشتغل بها، والرجل من باب الأولى " (70) .
والخلاصة :
-أن الصلاة خلف الزوجة قاعدة أو مضطجعة جائزة، وان المرأة – لدى جمهور العلماء – لاتقطع الصلاة، إذا لم يفتتن المصلي أو ينشغل بها .
- أن " استقبال الرجل صاحبه أو غيره في صلاته وهو يصلي" لايضر من باب الأولى .
- أن الصلاة خلف النائم جائزة .
هذه الخلاصات نجد مثلها عند الشيعة في بعض كتب رواياتهم، ومن ذلك :
في "باب عدم بطلان الصلاة بمرور شيء قدام المصلي من كلب أو امرأة أو غيرهما ، ويستحب له أن يدفع ما استطاع بمكة"، ذكر الحر العاملي الروايات التالية :
- عن أبي سليمان مولى أبي الحسن العسكري ( عليه السلام ) قال : سأله بعض مواليه وأنا حاضر عن الصلاة ، يقطعها شيء يمر بين يدي المصلي ؟ فقال : لا ، ليست الصلاة تذهب هكذا بحيال صاحبها ، إنما تذهب مساوية لوجه صاحبها (71).
- وعن معاوية بن عمار قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : أقوم أصلي بمكة والمرأة بين يدي جالسة أو مارة ؟ فقال : لا بأس ، إنما سميت بكة لأنه يبك فيها الرجال والنساء (72).
قد يقال إن أحكام المرور بين يدي المصلي في مكة هي غيرها في غيرها . فلننظر إذن إلى هذه الروايات :
- عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن الرجل أيقطع صلاته شيء مما يمر بين يديه ؟ فقال : لا يقطع صلاة المسلم شيء ، ولكن ادرأ ما استطعت (73).
ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن ابن مسكان ، عن ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن الرجل، هل يقطع صلاته شيء مما يمر بين يديه ؟ فقال: لا يقطع صلاة المؤمن شيء ، ولكن ادرؤا ما استطعتم (74).
- وعن أبي بصير يعني المرادي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لا يقطع الصلاة شيء ، لا كلب ، ولا حمار ، ولا امرأة ، ولكن استتروا بشيء ، وإن كان بين يديك قدر ذراع رافع من الأرض فقد استترت. والفضل في هذا أن تستتر بشيء ، وتضع بين يديك ما تتقي به من المار ، فإن لم تفعل فليس به بأس ، لأن الذي يصلي له المصلي أقرب إليه ممن يمر بين يديه ، ولكن ذلك أدب الصلاة وتوقيرها (75).
ـ وعن عن محمد بن مسلم قال : دخل أبو حنيفة على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقال له : رأيت ابنك
موسى يصلي والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم ، وفيه ما فيه ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ادعوا لي موسى فدعي ، فقال : يا بني ، إن أبا حنيفة يذكر أنك كنت صليت والناس يمرون بين يديك ، فلم تنههم ، فقال : نعم يا أبت ، إن الذي كنت أصلي له كان أقرب إلي منهم يقول الله عز وجل : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) قال : فضمه أبو عبدالله ( عليه السلام ) إلى نفسه ثم قال : يا بني ، بأبي أنت وأمي ، يا مستودع الأسرار(76).
- وعن جعفر ، عن أبيه ، أن علياً ( عليه السلام ) سئل عن الرجل يصلي فيمر بين يديه الرجل والمرأة والكلب والحمار ؟ فقال: إن الصلاة لا يقطعها شيء ، ولكن ادرأوا ما استطعتم ، هي أعظم من ذلك (77).
وفي "باب عدم بطلان الصلاة بمرور شيء قدام المصلّي" يروي الحر العاملي ، عن أبي بصير المرادي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال لا يقطع الصلاة شئ ، كلب ولا حمار ولا امرأة ولكن استتروا بشيء ، فإن كان بين يديك قدر ذراع رافع من الأرض فقد استترت (78) .
أكثر من ذلك، يروي في "باب عدم بطلان الصلاة بضم المرأة المحللة ورؤية وجهها ، وعدم جواز نظر المرأة الأجنبية في الصلاة"، عن ابن أبي عمير ، عن مسمع قال : سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) فقلت : أكون اصلي فتمر بي الجارية ، فربما ضممتها إليّ ؟ قال : لا بأس !! (79) .
وعن علي بن جعفر ، عن أخيه ، قال : سألته عن الرجل يكون في صلاته ، هل يصلح أن تكون امرأة مقبلة بوجهها عليه في القبلة قاعدة أو قائمة ؟ قال : يدرأها عنه ، فان لم يفعل لم يقطع ذلك صلاته (80) .
لكن عبدالحسين يلمح - في كلامه السابق – إلى أن عائشة رضي الله عنها لم تحترم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تحترم صلاته . غير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُرو عنه أنه نهاها عن ذلك، كما لم يرو عنه عليه السلام أنه نهى غيرها ، مثل ميمونة رضي الله عنها التي قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا إلى جنبه نائمة، فإذا سجد أصابني ثوبه وأنا حائض (81) .
وقد سبق أن عبدالحسين شرف الدين قال عن أم سلمة رضي الله عنها أنها "كانت موصوفة بالرأي الصائب والعقل البالغ والدين المتين "، وهي نفسها روت مثل حديث ميمونة رضي الله عنها . أخرج أحمد عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة أنها قالت : كان يُفرش لي حِيال مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يصلي وأنا حياله (82) .
أفكان رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو الذي علم الأمة العزة والكرامة – يسكت على إهانة تلحقه من غيره أو تلحق صلاته، ولو كانت من إحدى زوجاته ؟ حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسكت، وحاشا أيا من زوجاته رضي الله عنهن أن تغض من الاحترام الواجب له عليه السلام !!
ومرة أخرى نضع أيدينا على ما سبق أن ألمحنا إليه، من أن إهانة أي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يستبطن إهانة الجميع والعياذ بالله (83) .

الهوامش :
1-كتاب الوصايا، باب الوصايا ...، حديث 2741 .
2- رواه في المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ، حديث 4438 .
3- المراجعات ، ص 346 . والحديث المذكور قال عنه صاحب المراجعات في الهامش أنه في طبقات ابن سعد وكنز العمال . وهذا الأخير ذكر صاحبه المتقي الهندي عقب الحديث أن "سنده ضعيف" . لكن عبدالحسين أخفى هذا الكلام !! كما أن في السند الواقدي وهو متروك، وأيضا محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب الذي لم يدرك جده عليا حتى يروي عنه .
4- المراجعات ، ص 347 .
5- الفتح، 8/176 .
6- ص 2/376 .
7-إدريس هاني، لقد شيعني الحسين، ص 339 .
8- سبق تخريجه .
9- كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة رضي الله عنها، حديث 3769 .
10- نفس الكتاب والباب السابقين ، حديث 3770 .
11- المراجعات، ص 335 .
12- الصحيح من سيرة النبي الأعظم ، لجعفر مرتضى العاملي ، ص 2/286 .
13-فتح الباري ، ص 6/552 .
14- نفسه بنفس الجزء والصفحة .
15- كتاب أحاديث الأنبياء، باب (وإذ قالت الملائكة يامريم...)، حديث 3432 .
16- فتح الباري ، ص 6/583 .
17- كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة رضي الله عنها،حديث 3768.
18- فتح الباري ، ص 7/134 .
19- رواه البخاري في مناقب الانصار، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها رضي الله عنها، حديث 3815 .
20- فتح الباري ، ص 7/169 .
21-فتح الباري ، ص 7/136 .
22- نفسه بنفس الجزء والصفحة .
23- كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، حديث 3623 و 3624 .
24- الصحيح من سيرة النبي الأعظم ، ص 2/286 .
25- كتاب الأطعمة، باب الثريد ، حديث 5420 . وغني عن البيان أننا أوردنا حديثا من صحيح البخاري، على الرغم من أن الشيعة لايقيمون له – أي للصحيح – وزنا، لسببين :
الأول : أن معايير الحكم على الحديث بالصحة والضعف لدى الشيعة متناقضة ، ولم تظهر لديهم إلا في عصر متأخر كما سبق القول .
الثاني : أن العاملي نفسه يأتي بأحاديث من البخاري ليستدل بها على إثبات ما جاء في مضمونها، مما يلزمه الحكم بصحتها . وهذا يتناقض مع رأي الشيعة في المدونات الحديثية الصحيحة لدى أهل السنة .
26-الكافي للكليني، 6/318 .
27- بحار الأنوار للمجلسي، ص 63/83 .
28- الكافي، ص6/317 .
29- مستدرك الوسائل 16/373 .
30- نفسه .
31- نفسه . ولمزيد من الاطلاع على مرويات أخرى يمكن الرجوع إلى "باب الثريد" من الجزء السادس من الكافي، أو إلى كتاب "من الآداب الطبية" لمرجعهم محمد الحسيني الشيرازي، حيث صدر مجموعة من مروياتهم حول الموضوع بقوله : "مسألة : ينبغي أكل الثريد " .
32-المراجعات، الصفحات من 349 إلى 352 . وقد نقلت النص بتمامه وكما هو نظرا لأن كتاب المراجعات هو عمدة كل شيعي يريد دعوة السني إلى التشيع .
33- الصحيح من سيرة النبي الأعظم ، ص 1/18. أما ما أشار إليه العاملي حول زعم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لزينب بنت جحش - وكانت زوجة لزيد بن حارثة الذي كان قد تبناه عليه السلام – في حالة مثيرة قبل طلاقها من زيد، فهي شبهة وردت في أحاديث كلها ضعيفة.
34-كتاب العيدين، باب الحراب والدرق يوم العيد، حديث 949 و 950 .
35- كتاب صلاة العيدين ، باب الرخصة في اللعب ...حديث 18 .
36- كتاب الصلاة، باب أصحاب الحراب في المسجد ، حديث 454 .
37- نفسه، حديث 20 .
38- نفسه، حديث 21 .
39- كتاب عشرة النساء من السنن الكبرى، حديث 65 ص 33، وقد صححه ابن حجر رحمه الله في الفتح (2/564) .
40- فتح الباري (2/565) .
41- بحار الأنوار للمجلسي، ص 34/42 و 55 و 78 .
42-فتح الباري، ص 9/420 .
43- إكمال المعلم، ص 3/309 .
44- فتح الباري، ص 2/562 .
45- إكمال المعلم، ص 3/308 .
46- فتح الباري، ص 2/563 .
47- ينظر : إكمال المعلم، ص 3/307 .
48- فتح الباري، ص 2/563 .
49- نفسه، بنفس الجزء والصفحة .
50-رواه في الجهاد، باب في السبق على الرجل، حديث 2578، وصححه الألباني رحمه الله .
51- كتاب عشرة النساء، مسابقة الرجل زوجته، حديث 56 .
52- نفسه، حديث 57 .
53- رواه ابن أبي الدنيا في "مداراة الناس"، ص 1/125 – 126الحديث 156، وكذلك في كتاب العيال، ص 2/757 – 758 الحديث 560 .
54-ركزنا على هذه الحالة نظرا لأن العاملي ذكرها في قوله المذكور أعلاه لما أشار إلى ترك الرسول صلى الله عليه وسلم الجيش للانفراد بزوجته قصد المسابقة .
55- سيرة ابن هشام، ص 3/34 .
56- جامع السيرة لابن القيم رحمه الله ، ص 113 .
57- كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب هبة المرأة لغير زوجها، حديث 2593 .
58- نلفت نظر القاريء الكريم أن الشيعة لاتهمهم أم سلمة رضي الله عنها أو غيرها من الصحابة والصحابيات بصفة عامة، وإنما يعمدون إلى توظيف حال أحدهم ضد غيره، بالكذب حينا والتأويل الفاسد أحيانا أخرى كما سبق وكما سيأتي .
59-رواه في الصلاة، باب الصلاة على الفراش، حديث 382 .
60- رواه في الصلاة، باب هل يغمز الرجل امرأته عند السجود لكي يسجد، حديث 519 .
61- فتح الباري ص 1/648 .
62- كتاب الصوم، باب المباشرة للصائم ، حديث 1927 .
63- إكمال المعلم، ص 2/428 .
64- كتاب الصلاة، باب الصلاة على الفراش، حديث 384 .
65- فتح الباري ص 1/649 .
66- كتاب الصلاة، باب الصلاة خلف النائم، حديث 512 .
67- فتح الباري ص 1/772 - 773 .
68- إكمال المعلم، ص 2/427 .
69- رواه البخاري في الصلاة، باب استقبال الرجل صاحبه أو غيره في صلاته وهو يصلي، حديث511 .
70- فتح الباري ص 1/772 .
71- وسائل الشيعة للحر العاملي، ص 5/ 133 .
72- نفسه، ص 5/ 134 . ومعنى "يبك" أي يتزاحم .
73- نفسه، ص 5/ 134 .
74- نفسه، ص 5/ 134 .
75- نفسه، ص 5/ 135 .
76- نفسه، ص 5/ 135 .
77- نفسه، ص 5/ 136 .
78- نفسه ، ص 7/247 .
79- نفسه ، ص 7/279 .
80- نفسه ، ص 7/279 .
81- أخرجه البخاري في الصلاة، باب إذا صلى إلى فراش فيه حائض، حديث 518 .
82- أحمد (6/145)، وإسناد الحديث صحيح . ومعنى : "حياله" أي بجنبه .
83- ذكرت سابقا أن هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة، ومن أمثلته ادعاء الشيعة أن عليا رضي الله عنه زوج بنته أم كلثوم لعمر رضي الله عنه تقية ! وهذا يستبطن اتهام ذلك الأسد الهصور بالجبن !ولا حول ولا قوة إلا بالله !

(يتبع)

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !