انهالت وفود ورسائل أهل الكوفة إلى سيدنا الحسين رضي الله عنه بمكة يطلبون إليه أن يقدم إليهم فيبايعوه ويخلعوا "يزيداً" فقرر أن يبعث معهم ابن عمه "مسلم بن عقيل" مندوباً عنه ليستبين أهل العراق فإن اجتمعوا على بيعته وخلع يزيد أرسل مسلم إليه ليوافيه إلى العراق..
فقدم "مسلم" الكوفة ووافته الشيعة فأخذ بيعتهم للحسين واطمأن" مسلم "لتكاثر وتكالب المبايعين فأرسل لسيدنا الحسين أنهم اجتمعوا لبيعته ..
.. إلا أن الآلاف المؤلفة من المبايعين سرعان ما خافوا وعيد "يزيد.." فما زالوا يتفرقون- ونسوا العهد والوعد والمبايعة - وانصرفوا حتى أمسى "ابن عقيل" وما معه إلا "ثلاثون نفساً" دخلوا لصلاة المغرب فما بلغ أبواب المسجد إلا ومعه "عشر" ثم خرج من الباب فإذا ليس معه منهم " رجل واحد" فمضى متلدداً في أزقة الكوفة لا يدري إلى أين يذهب ولجأ إلى بيت إمرأة فقال لها.. (كذبني هؤلاء القوم وغروني وخذلوني) فآوته إلا أن ابنها وشى به فقُبض عليه وحاول أن يوصي رجلاً من المسلمين ليرسل إلى الحسين رضي الله عنه بألا يقرب العراق إلا أن أحداً لم ينفذ وصيته ولم يبعث برسالته إلى سيدنا الحسين الذي تأهب بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنصاره وجمعهم لا يزيد عن "السبعين نفساً" للسفر إلى العراق الذين بايعوه على النصرة وخلع يزيد وفي طريقه تقابل مع "الفرزدق" الذي كان عائداً من هناك وسأله عن حال أهل العراق فأجابه بجملته المشهورة والتي صارت مثلاً ( رأيت الناس قلوبهم معك وسيوفهم عليك) إلا أن الحسين وآله رضي الله عنهم جميعاً قد استمروا في المضي في طريقهم وحدث ما حدث لهم على أرض العراق .. كربلاء تحديداً ..
نكص أهل الكوفة عن عهدهم كما نكص خلفهم عن عهده بعد أن انقلب على عقبيه ونقض وعده إلينا..
ولنبدأ من هنا :
لقد كنا ونحن نخطو خطواتنا الأولى في التدوين ما كان يشغلنا سوى خاطر التنقل بين المدونات نطالع هذا ونقرأ لذلك ونعجب بذاك ونطري على تلك .. إلى أن استرعى انتباهنا تناظم يقترب من حافة التناغم .. وجرأة تتحور إلى اجتراء.. وتناول يمس العقائد والأوطان والهوية بنظام التداول .. تجمعت أمام أعيننا خيوط مقالات وتشابكت فغزلت غزلاً مرعباً .. ونسجت نسيجاً مخيفاً .. كنا نعتقد أن أصحابها من المخضرمين الذين إذا ما هززنا إلينا بجذع عقولهم سيساقط علينا فكراً جنياً .. انتقدناهم بعنف لكن ليس بمقدار عنفهم في حق أمتهم وتاريخها وحضارتها .. عذلناهم بقسوة لكن ليس بمقدار قسوتهم على دين الله الإسلام .. حملنا عليهم بشدة لكن ليس بمقدار شدتهم على شعوبهم العربية وقيمها ومبادئها ..
فكان مقالنا ( مصرع أمة بطلقة ماوس) عرضنا فيه لرأينا ورؤيتنا ونقدنا وانتقادنا .. وقد أعقب أحدهم بتعليق بدا مهذباً لام علينا برفق تعريضنا بمن ذكرنا فأجبناه برد استشهد به أخصم أخصامنا أشرف الأشرف في مقالته " هل اليهود أشد عداوة للذين آمنوا " وأورد فيه ردنا على المعلق بما نصه ((( وما كنت أبغي خصومة شخصية مع أحد ممن عرضت لهم .. بل خصومة في الرأي .. نعم شديدة في حدتها .. قوية في ردتها .. ولكن لا ولن تخلو أبداً من التقدير والاحترام مع من يخالفوننا الرأي والفكر والفهم والعقيدة والدين. )) وهكذا أبدينا احترامنا وتقديرنا بما يؤكد عدم النية للمساس بالشخوص ولكن بالأفكار والآراء وضد كل من يقدح في المبادئ والدين.. ونحن في ذلك كنا ومازلنا وسنظل نواجه ونجابه بل ونقاتل حتى الموت من يحاول هدم أركان ديننا وتاريخنا وأمتنا وبلادنا ولن نحيد عن ذلك أبداً.. وديدني في ذلك أني لست أبالي حين أقتل مسلما ..على أي جنب كان في الله مصرعي .. وضع بعد " مسلماً" "عربيا" ثم ضع بعد "عربيا" " مصرياً " ..إلا أنني فوجئت بأحدهم يدَعُ الهجوم الفكري ويغفل كل ما أفضتُ في إيضاحه لسابقه من ردود وتوضيحات مطولة فإذا به يسبني مباشرة ويسب بلدي ويشتم ويغمز ويلمز بما لا نملك معه إلا الرد عليه وتوالى الفعل ورد الفعل وتحولت الكلمات إلى لكمات ..وأفضت عليه من منطلق (ألا لا يجهلن احد علينا.... فنجهل فوق جهل الجاهلينا) ... وجهلنا بالفعل فوق جهل الجاهلينا .. فانقلب هو إلى مدونته ليتقيأ فيها مقالاً لا أحقر ولا أدنأ منه سب فيه بلدنا ورئيسنا وما منعنا منه إلا الزميل/ السيد بدر الدين عيسى.. رجل خلوق مصري محترم أراد ومن قبله الزميل / مجدي المصري - حقن العداء وإنهاء المخاصمة فاستحيينا منه ونزلنا على رغبته وأعلنت جهرة ما نصه " الآن أضع رحلي وأنزل " راضيا مختاراً " إكباراً واحتراما وحتى لا يستشعر أننا لا نكبر الكبير ...إلخ) ونشرتها في مدونتي وفي مدونته فحذفها هو من مدونته وحذف تعليقاتي علي ما تقيأه وأبقى على شتائمه وسبابه ..
ثم بعد ذلك رأينا ما رأينا ويالهول وياللسخرية مما رأينا ... رأينا الكبير – المحترم- كبيرهم بعد طول غيبة اتضح بعدها أنه إنما كان طوال هذه المدة يتمخض مخاضا وعراً جاءنا بعده يحمل بين يديه" فرية" ينشرها... يلصقها فينا ...و ينسبها إلينا ...
كذب كذبة وصدقها ..كذب عينيه وصدق وهمه....كذب الحقيقة وصدق فريته...
كذب صور اغتصاب الأمريكان لامرأة من بلده وقال أنها مفبركة ... لا يجرؤ الأمريكان على أن يزعموا ذلك ..ودليله في ذلك أن المغتصب لا يمكن أن يصور ويفضح نفسه ...ياسلام سلم ياسلام ...وهكذا ببساطة خرج من القضية كالشعرة من العجين ..
ثم ينقلب إلى فريته ليحاجنا بصور مجندات إسرائيليات لا يخطئ تمييزها الأعمى ولا الأعشى ولا الأرمد ولا الأعور ولا الأعمش ولا الأحول ولا أعمى الألوان ولا قصير ولا طويل النظر فضلا عن البصير ليزعم أو يوهم نفسه وفريسيه أن هذه الصور لمجندات مصريات 0 منذ متى كان جيش مصر طوال تاريخه به نساء في الخدمة يقاتلن ؟؟ ومنذ متى كانت مصر تجند النساء المقاتلات أو تحتاج إلى ذلك ؟؟ .. بالذمة مش مكسوف من نفسه؟؟ وهو يدعي العقلانية والمنطقية وأوجع رأسنا بالمرجعية والفحص والمحص والتمحيص والأسس وعلم النفس وعلم النقص وعلم الاجتماع والارتجاع !! ..
لسنا الآن في معرض الرد – وإن كان على الرد فأنا على استعداد أن أحشد لهم جميعا ومثلهم معهم جيشاً من الردود التي تناسبهم أوله عندهم وآخره عندي ..
فهذا ليس موضوعنا.. ولكن ما صدمنا وأرعبنا أننا بمقالنا ذاك كنا بدون أن نشعر وكـأننا قد نفخنا بعض الدخان في عش للزنابير .. هم فصيل واحد اختلفت مسمياتهم يختبئون جميعاً خلف مدوناتهم ..اسماؤهم ربما حركية ..هوياتهم مجهولة إلى حد كبير ... يتفرقون كما شاءوا ولكن يجتمعون – لاحظ- على خطوط لا يحيدون عنها ألا وهي الطعن والتشكيك في الأمة العربية وشعوبها وحكامها ويتخذون من مثالب الأنظمة مدخلا لهدم وقتل الأمة العربية نفسها ومحو تاريخها والفت في عضدها ونكران حضارتها بل يضربون الأركان ويضرمون النيران في الإسلام نفسه دين الله الحنيف يأتون فيه بما لم يأت به ألد الخصام
يسخرون من علماء الأمة ويسبونهم 0.. يقطعون رقابهم لا بسهم النقد ولكن بسيف الحقد والبغض والكراهية .. يوالون من حاد الله ورسوله يلقون إليهم بالمودة ... ويعادون من والى الله ورسوله والمؤمنين ويلقون عليهم قيء بغضهم وقمامة فكرهم وعصارة حقدهم ..
أنظر ماذا يقولون في تعليقاتهم الحميمة للصهاينة في مدونة أشرف الأشرف :
(1) أستاذ اشرف ، أنا اشك كثيرا بالنصوص التي وصلتنا ولي مقال حول تدوين السنة خلال بحثي للأسس التاريخية للإرهاب الإسلامي ج2 ...فالتاريخ أكثره مزيف كتبه ناس مزيفون وسوق له مزيفون آخرون من أمثال المنقرض القرضاوي تاجر الحروب والدماء والإعلام ...
(2) أستاذ اشرف أرجو أن لا تضعني في خانة واحدة عند ردك مع هؤلاء المعتوهين والمرضى محبي القتل والإرهاب الذين أسعدونا بروحهم الانسانية المحبة للسلام بواسطة قتل البشر من اياهم...
(3) صباحكم خير إنشاء الله جمعيا مع أني مابظن بشك فحياة العرب كلها تنكيل وعداوات وبغضاء ومقالب ومباغضة وحروب نعد ونغلط في المحاسن المهم كيفك يااشرف.... تاني حاجة انتا ياأشرف مالقيت غير القرضاوي تستشهد بيه ؟؟ هل خلت الأرض من الحكماء لتأتي بدلو السلاطين ؟؟... وهذا حديث من بخاريهم ((مرت جنازة أمام الرسول فوقف النبي -صلى الله عليه وسلم- لها فقالوا له "يا رسول الله إنه يهودي" فقال "أوليست نفسـًا ".. رواه البخاري..
(4) الم ترى إلى شيخ الأزهر يصافح فخامة الرئيس "الاسرائيلي" هو صحيح أنكر بس الإعلام الصهيوني عمرو مايكذب ويعجبني في الإعلام الصهيوني انه يميز وكيف عرفت أنا ذلك حين حدثت تحرشات على الحدود في الجنوب اللبناني بإطلاق صواريخ كاتيوشا على الأرض المحتلة .. ماذا قال الإعلام العربجي عفوا الإعرابي قالوا موجهين أصابع اللوم والحقد والضغينة لحزب الله أنه عملهم !!! وماذا قال الإعلام الصهيوني ؟؟ قال أن هذه التحرشات لاتمت لحزب الله بصلة ونحن نثق بذلك !!! شفت الفرق ...
(5) أما الإعلام العربجي ماذا قال من فترة بسيطة أنه الشيخ الكاذب والشيخ القرد أنظر للفرق وستعرف جيدا مصداقية الأعراب الأشد كفراً..
(6) أحب أن أقول لك أن الكيان الصهيوني والغرب لايحترمون الأعراب لسببين أحدهما أنهم يعرفون جيدا لماذا هم العرب هكذا ولأي غاية والثاني لايحتمله مساحة التدوين وأنت تعرفه ياأشرف أنه لايوجد أمه متباغضة كأمة العرب.. شكرا00
انظر الرابط http://ashrf.elaphblog.com/posts.aspx?U=1124&A=16830
انظر لغتهم ومخاطباتهم مع الصهاينة كما هي أيضا مع الأمريكان كلها ود وتراحم وتآخي ومحبة ومودة بينما على الجانب الآخر في لغتهم ومخاطباتهم مع " المفترض " أنها أمتهم العربية ودينهم الإسلام وعلمائهم المسلمين .. يكنون للصهاينة الإعلام العربي( بالعربجي ) يسبون القرضاوي لأنه جرح وأغضب الصهاينة .. يقولون ( بخاريهم) فمن هم إذاً إن أنكروا البخاري .... يصمون العرب بأنهم الأعراب الأشد كفراً ونفاقا.. يقولون على إخوانهم الذين تدافعوا ليدافعوا عن شرف أمتهم وأرضها وتاريخها ودينها في مواجهة الصهيوني المغتصب يقولون عليهم أنهم مرضى ومعتوهون وإرهابيون مثلما سبق أن قالوا عن الإسلام بأنه إرهابي أو عن الإرهاب بأنه إسلامي وله جذور إرهابية أيضا تركوا الكناني وعبد العراقي وربيع وعبدالحميد وأماجد العراقيين والمسلمين الأصلاء وغيرهم يواجهون الصهاينة بصدورهم ..بينما تولوا هم ليقفوا في خندق الصهاينة ضد أبناء أمتهم ودينهم !! ..
ويالفرحة الصهاينة .. ويا لبؤس العروبة ..
أنت إذاً لست بصدد باحثين كما يدعون.. مفكرين كما يزعمون.. محايدين كما يأفكون .. أنت بصدد أناس استطاع الأمريكان وصهاينتهم أن يتدخلوا في تركيباتهم الجينية والوراثية لينتزعوا منها موروثاتهم من تاريخ وانتماء وعقيدة ونخوة وعروبة ثم زرعوا فيهم مسخاً غريباً لينتهوا إلى خلق جديد مشوه لا يختلف عنا شكلاً ولكن فكره وعقله مبرمج وموجه ضد كل ما يمت للعروبة والتاريخ والانتماء والأديان بثمة صلة .. هم برأيي مرضى يحتاجون إلى إعادة منهجة من جديد..
أما نحن فلا نخشاهم ..
..فلسنا أفضل ولا أكرم ولا أعظم من سبط وحفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا ومولانا الحسين رضي الله عنه عندما كان الأمر يخص دين الله ودين نبيه فقد بذل الحسين وآله أرواحهم رخيصة في سبيل الحق لم يهابوا الجيوش ولا الكثرة ولا البطش ولا التعريض ولا التمثيل بهم لذا خلدهم التاريخ وصار الحسين ولا أحب عند المسلمين من سيرته وصلابته في الحق وجرأته وقصته التي صار فيها مثلاً يحتذى في الحق وعدم الخشية في الله ولا في دينه ولا في نبيه ولا في صحابة نبيه لومة اللائمين ..
أما نحن فلا يضيرنا أن يخذلونا كما خذلوا الحسين من قبل..
أو يشوا بنا كما وشوا بمسلم بن عقيل بعد أن بايعوه ثم أسلموه لعدوه ليقتله شر قتلة ..
فيكفينا أننا كشفناهم أمام أنفسهم أولاً ثم أمام الناس ثانياً فلا يستطيعون بعد اليوم أن يظهروا على الناس في صورة أنهم إنما كانوا بحاثين أو دارسين أو متدينين أو عقلانيين أو وطنيين أو عرب أو حتى مسلمين ..
وإن ظهروا فلن يصدقهم أحد ..
أو على الأقل لن يكونوا كما كانوا زنابيراً في عشهم بعد أن أطلقنا عليهم دخان الحقيقة ...
فكانت الصدمة .. وكان الرعب !!!!!!
التعليقات (0)