تسلل هذا المعنى الى فكرى وأنا أشاهد محاكمة وزير الداخلية المصرى وبعض ضباط الشرطة بتهمة قتل المتظاهرين , وبشئ من التأمل رأيت أن الصدفة وحدها هى التى وضعت القاضى على المنصة ووضعت الوزير فى قفص الاتهام دون أفضلية لأحدهما على الآخر , فلو فرضنا أن الوزير دخل كلية الحقوق وعين فى سلك القضاء , وأن القاضى دخل كلية الشرطة وصار من ضباطها وترقى فى سلكها . لو حدث ذلك لرأينا هذا المتهم على منصة القضاء ولرأينا القاضى فى قفص الاتهام . تلك حقيقة تحدث فى الدول التى تختل فيها منظومة القيم , ولا يصل الانسان الى منصبه بمعايير أخلاقية أو كفاءة غير معايير الولاء أو نوع الكلية التى تخرج منها . ان وزير الداخلية المصرى ومجموعة الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين هم فى الواقع ضحايا الصدفة التى لا نستطيع وضعها فى قفص الاتهام ولكن الذى يجب أن يوضع فى هذا القفص هو المجتمع كله وأن يواجه اتهامات الفساد القيمى والأخلاقى وغياب احتكامه الى العقل والضمير . وبعد أن يحاكم المجتع نفسه ويغسل عيبه سوف يجد الطريق الصحيح
التعليقات (0)