مساااا الخير ياعرب
بما أن كلمات البعض أصبجت أحيانا فشة خلق للبعض الآخر
رأيت أن أشرككم هذا المساء المقال أدناه الذي رأيت فيه فشة خلق جديرة بالوقوف أمام معانيها
الصدأ والدم ... بقلم : علي جمالو
من نافذة المكتب في دمشق كما من نافذة المكتب في القاهرة لا تتغير الصورة ! صحون لاقطة تغطي أسقف المباني بشكل محكم بل تتعربش على الجدران الجانبية للابنية الحديثة والقديمة كحيوانات معدنية بائسة ، وفي الداخل تكرر الشاشات على تعددها (..) صور الضحايا في لقطات مختارة تجلد الروح وتنهك الجسد ، لقطات للضحايا الذين لايشبهونني فحسب بل أكاد أرى ملامحي في وجهوهم اذا ما بقي للوجوه ملامح ، والمر في الامر ان مكان سقوط الضحايا لم يعد له أهمية منذ وقت طويل : شارع في بغداد أو مدرسة في غزة ، شارع في صنعاء أو حاجز على أطراف مستوطنة للذئاب في الضفة الغربية ، تحت مئذنة المسجد الاقصى او على كتف كنيسة بيت لحم ...
وهذا العالم الحر الحر حتى أرنبة أنفه ينكب على ملف اطلاق عالم الفضاء العلامة الأستاذ الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط المرشح لنيل جائز نوبل للسلام في الرقص الشرقي البديع !..ومحرر الاخبار في كل المحطات يكتب تعليقه بمكانيكية اعتاد عليها بحياد ضروري للبقاء في وظيفته من غير اعتراض او انذار او وجع رأٍس ...
من نافذة المكتب هنا أو هناك تبدو الصحون اللاقطة والصدأ يأكل مساحاتها المقعرة ثم يتمدد في الاسلاك الى اجهزة التلفزيون داخل البيوت والمكاتب وكأني أراه يوزع سمومه وبلادته في عروقنا وعقولنا بواسطة البرامج والمعلومات والأفكار المتخمة بالصدأ ..!
انها لعمري مأساة العصر حيث يفر دمنا - نحن سكان هذا المشرق البائس - في الأماكن التي لم نعد نحفظ اسمائها ثم تقتلنا الشاشات الف مرة بهذا الدفق الهائل من الصدأ وتجهز علينا في الصباح والمساء ببشاعة القتل والموت المبرمج والكذب والتمييز والعنصرية ، وبعد هذا يجب أن نخاف من انفلونزا الخنازير ومن مخاطر التلوث ومن لوثة الأوبئة المستثمرة ومن تأثير الازمة المالية العالمية ونظريات رجال الاقتصاد و تراجع اسهم بورصة دبي !
مما نخاف ؟؟ من موتنا المعلن في دفاتر لعبة الأمم ام من رجال يدخلون بيوتنا باسم الدين - والدين منهم براء - عبر هذه الشاشات الجربانة ليقدمون فتاوى تفوح منها روائح الكراهية ليثبتوا أن هذه هي صورتنا البشعة واننا قوم هرب من جهل افراده الزمن ..مما نخاف ؟ بعد المعركة الحربية - اللا رياضية - في السودان بين جيش العبور العظيم ورفاق المليون شهيد ؟ حيث جادت قريحة الكتاب ( ..) باختراع فنون جديدة لبث الكراهية.. مما نخاف ؟ وصحافة بيروت تزينها تصريحات قاتل - مثبتة ادانته بحكم قضائي - يتحفظ الان على بيان وزاري لتمريره جملة عن المقاومة , قاتل يريد ان يقول وعلى الهواء مباشرة ومن غير خجل انه مستأجر لصالح اسرائيل , مما نخاف .؟ ولدينا على امتداد الوطن العربي هذا الكم الهائل من المبصرين والمشعوذين والسحرة الذين يتربعون على اعمدة الصحف الصفراء والحمراء العابرة للقارات باسماء براقة ومهمات مفخخة ..مما نخاف .؟من الصدأ ام من الدم ام من المزيج الفريد بينهما في شبه العقول ؟
سيمر وقت طويل جدا قبل ان يلتفت خبراء الطب النفسي الى حال امتنا لدراسة التحولات الهائلة التي بلغتها أدمغة البعض ونفوسهم في فن الهوان والتعايش مع هذا الجور والظلم والتزوير وسيمر وقت طويل آخر قبل ان يلتفت خبراء العلوم الى كيماء اجسام البعض منا وفرادة تكوينها والتحولات العضوية التي سجلت في خلاياها حيث صبر ايوب تمرين تمهيدي ساذج ..وسيمر وقت طويل جدا قبل أن يستقيظ هؤلاء عندما لاينفع مال ولا بنون ولادجل ولا توسل ..سيمر وقت طويل وهم نيام في ...العسل !
الرابط المتعلق:
http://www.champress.net/index.php?q=ar/Article/view/49490
وأتمنى أن نصبح جميعا يوما ما على وطن يليق كل منا بالآخر
التعليقات (0)