الصحوة نفاق ديني
كان المجتمع السعودي يعيش حاله طبيعية قبل ظهور الصحوة التي أرتدت عباءة محمد بن عبدالوهاب وقميص سيد قطب ؛ البداية كانت 1970 بداية يصنفها البعض كردة فعل للثورة الخمينية آنذاك ، ويضعها آخرون في سياق التحول الطبيعي للأفكار بعد التقدم في ملف التعليم واستقطاب الكوادر من الخارج وجُلهم من الأخوان المسلمين بمصر وسوريا والأردن ، حقبة زمنية ماضيه لكن تداعياتها ما تزال حاضرة وعالقه بالذهن رغم خفوتها واندثار بعض ملامحها ، الصحوة حركة أراد مؤسسوها أن تكون مشروع فكري يُعيد المجتمع الى الصراط المستقيم كما يزعمون لكنها لم تكن كذلك بل كانت غفوه ومرحلة مُظلمة في تاريخنا الوطني فهي لم تكتفي بتهميش المرأة فحسب بل همشت كل شيء وشوهت كل شيء حتى مفهوم الوطنية والوطن جعلته رجساً من عمل الشيطان وكُفراً بواحاً لا توبة منه.
في تلك الحقبة تم أدلجة كل شيء بلا استثناء فوقعت مؤسسات الدولة بفخ الصحوة خصوصاً مؤسسة التعليم العام والجامعي فتعلمت الأجيال التحريم والتكفير وخرج من بيننا من يكفرنا وينتهك حرمات الله ، مرت الأعوام والمجتمع يستنشق غاز جحيم تلك الحقبة حتى وصل لعنق الزجاجة بعد أن سقط القناع وأكتشف المجتمع الرابط الوثيق بين العنف الدموي وأدبيات الصحوة ،المجتمع قبل الصحوة لم يكن كافراً ولم يكن افراده زنادقة بل كان مجتمعاً يعيش حالة صحية طبيعية يعمل من أجل المكان ويحترم أخيه الإنسان دون الالتفات لجزئيات الخلاف والإختلاف ، كان مجتمعاً ينظر للمرأة نظرة إحترام وتقدير تعمل بحانبه وتختار بنفسها ما تراه صحيحاً من لباسِ وخلافه ، كان مجتمعاً يتنفس الفن ويعشق المعرفة ويبحث عن كل ماهو جديد ، لكنه لم يعد كذلك فقد تحول لمجتمع منغلق منافق يقف ضد الحياة وضد الفنون وضد المعرفة وضد المرأة وضد كل شيء والسبب سد الذريعة قاعدة الحرمان المؤثرة في كل الملفات .
المجتمع السعودي قبل الصحوة لم يكن متديناً بشكلِ إنطوائي بل كان متمسكاً بالدين عاملاً به بشكلِ صحيح فالدين طهارة وحسن عباده ونزاهه في التعامل وليس طقوس تجعل الفرد يعيش بمعزلِ عن العالم ويُفكر مثلما كان يُفكر من يظنهم رموز وهم ليسوا كذلك ، عمدت الصحوة على إختلاق قضايا وقتل أخرى بغية تحقيق مأربها في تدجين الشارع السعودي والتلاعب به يمنةً ويسره ، الصحوة ماضِ أليم وحاضر مؤلم فلم يعد بالإمكان بقاء أدبيات ذلك الفكر يتلاعب بالعقول تحت ستار الدين وحُب الصالحين ، الصحوة لم تقف مع الوطن بل وقفت ضده فأحداث حرب الخليج الثانية وإحتلال الكويت وحوادث الإرهاب التي ضربت الوطن دليل على خيانة الصحوة للوطن فالرموز غردت خارج السرب وكأن الأمر لا يعنيهم ، الصحوة تدين شكلي ونفاق متستر بالدين ومصلحة سياسية قبل أن تكون خدمة للدين وستبقى كذلك حتى وإن قال عنها رموزها ومن يقف خلفها أنها مشروع نهضوي للوطن وللأمه فكل ماقدمته للوطن وللأمه نفاق وتكفير وزرع للأوهام وإختطاف للحياة وقتل لنصف المجتمع وتحطيم للمواهب بإسم الدين والدين من ذلك براء براءة الذئب من دم إبن يعقوب فيكفينا غفوه أصابت البلاد والعباد بالبلاء ولنتحرر من أوهام ذلك البلاء العظيم قبل فوات الأوان .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)