مواضيع اليوم

الصحوة ليست الإسلام

Riyad .

2018-03-29 04:21:57

0

 الصحوة ليست الإسلام

الصحوة في حقيقتها حركة فكرية أيديولوجية ذات أبعادِ سياسية ولدت من رحم ظروف إقليمية في نهاية السبعينات الميلادية ، تلك الحركة المشؤومة لم تترك للأفراد أي خيار حملتهم على ما يريده منظروها وطمست هويتهم بألوانِ قالت عنها إسلامية صِرفه ،الصحوة وجه جماعة الأخوان القبيح وقلب وعقل مدرسة محمد بن عبدالوهاب الفقهية الفكرية هي ترتدي ربطة عنق سيد قُطب وعباءة محمد بن عبدالوهاب جمعت بين نقيضين فكانت فكرة مشوهه مسخت كل شيء حتى علاقة الفرد بربه ، حشرت الصحوة انفها بكل شيء وابتكرت مصطلحاتِ لم يكن المجتمع السعودي على علمِ بها مثل إختلاط ، إسلامي الأُمة ، وأعلت من شأن قواعد فقهية ناسبت عصور ماضية كقاعدة سد الذرائع وتسترت خلف ستار لحوم العلماء مسمومة وروجت لفكرة أحبُ الصالحين ولستُ منهم ،  سيطرت الصحوة كحركة لها قادتها ومُنظريها على جمعيات تحفيظ القرآن ومراكز ومكاتب الدعوة والأنشطة الطلابية فكانت بمثابة مخالب لفكر جماعة الأخوان بتلك المحاضن فماذا كانت النتيجة ؟

النتيجة أجسادُ أحترقت بأفغانستان وأخرى بالداخل في عملياتِ قالوا عنها جهادية وغياب تام للحياة وحضور طاغي للوعظ أداة ووسيلة الصحوة التي لا يمكنها التقدم والتمدد في الفضاء بدونه ، همشت الصحوة المرأة وجعلتها شيطاناً رجيماً وصورتها على أنها مشروع عاهرة قابلة للإنحراف بلا مُقدماتِ وأسباب ولكي تحد من حركة وقدرات ذلك الكائن عمدت على تسويغ العادات والتقاليد الاجتماعية المتوارثة بمسوغات دينية فقهية فكانت النتيجة فقه بدوي يسوق على انه دين ومن الدين بالضرورة ، في عصر الصحوة الذهبي وحتى اليوم توشحت المرأة بالسواد وطالت لحى الشباب وقُصرت ثيابهم وغابت الفنون والمسارح عن الحياة وغصت الحناجر بمواعظ خيالية لا يُصدقها ذو عقلِ سليم وانقسم المجتمع الواحد إلى فئات متعددة وضعت لها الصحوة خاناتِ مذهبية أو مناطقية أو فكرية ، لم تكن الصحوة سوى مشروع له أبعاد سياسية لا يدركها من يدافع عنها فجيوبها المسلحة واذرعها الايديولوجية ومحاضنها التي اوجدتها وسيطرت على ماكان موجوداً من قبل تنم على أن الهدف لم يكن حمل الناس على التمسك بالدين وقيمه السمحة بل كان الهدف تجهيل المجتمع وخلق تصوراتِ تدعم توجه تلك الحركة المشؤومة واستغلال الناس بإسم الدين وهذه وسيلة ناجحة ونافعة في مشرقنا العربي المريض من الداخل المشوهة من الخارج.

ما يحدث اليوم من رفضِ شعبي ورسمي للصحوة كفكرِ ايديولوجي مليء بالكراهية والعنف والسوداوية والطموحات السياسية المتطرفة والدموية ليس وليد الصدفة بل نتيجة طبيعية لعقود عاشها المجتمع ودفع ثمنها وطن كان يستحق افضل مما كان ولولا تلك الحركة المتطرفة في نشأتها وايديولوجيتها لكان الوطن قطع اشواطاً متقدمة في كل شيء خصوصاً فيما يهم الفرد الذي عانى كثيراً من وصاية الصحوة ومنظريها على سلوكة وممارساته اليومية وعلاقته بربه التي ازدادت تعقيداً في ظل وجوب مرورها عبر رجل دين فقيه كان أو واعظ مؤهله الوحيد حفظ المنقولات والشروحات التي وجدها مكتوبة ببطون الكُتب  .

@Riyadzahriny




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات