الصحف الالكترونية .. هل تحررت من عقد الصحف الورقية ؟
ما هي عقد الصحف الورقية المزمنة ؟ :
إلى فترة قريبة ، مارست الكتابة لبعض الصحف الورقية المحلية ،
وكنت قد بدأت هاويا ، أكتب الخواطر وشيئا مما يمكن أدراجه تحت
مسمى القصة القصيرة .
ثم بعد ذلك جربت كتابة المقالات ونشرها ولكن بصياغة مستقلة عن
الكثير من الأنماط المألوفة ، وبدون البحث عن وسيط
وهو – أي الوسيط – جزء من عقد الصحافة الورقية
وجزء من العقبات التي تحول دون انتساب الكاتب " لجماعة " الكتاب
للصحيفة ، إلا أن أي مقال أرسله للجريدة لا يرد ولا يجرى عليه أي
تعديل يذكر برغم تعارض بعض المضامين التي أكتبها لنمط الكتابة السائدة
لدى الصحف الورقية وكان هذا مما يفترض أن يشجع أي جريدة على
" استكتاب " كتّاب جدد لو لم تكن عقدة تمسك الجريدة بالكتّاب القدامى
والمعروفين في مجال المقال الصحفي التقليدي .
استمر الوضع على هذا الحال بين مد وجز حتى أصبحت أحد كتّاب صفحة
" الرأي " لصحيفة سعودية أسبوعية لأكثر من ثلاث سنوات إلى
أن صدر قرار بوقف صدور الجريدة وهو الأمر الذي لم يكن مفاجئا
نظرا لتوجه مالك الصحيفة ومديرها العام وانتمائه للفكر المتشدد .
ومن خلال هذه التجربة المتواضعة وعلاقتي غير الحميمة بالصحف الورقية
ثبت لدي بما لا يدع مجالا للشك أن الأسماء الأكاديمية ، والإعلامية
المشهورة ، والصحفية العتيقة ، هي الأسماء المفضلة لدى الجريدة بشكل ثابت ..
حتى أنك لتكاد تجزم أن بعض هذه الأسماء وبخاصة " العتيقة " سيورث زاويته
أو عموده اليومي الثابت في الجريدة لأحد أبنائه رغم نمطية المضامين والصياغة
ورغم ابتعادها عن كل ما يهم المواطن ، ورغم إغراقها في الخيال ، أو الذاتية ،
أو رمي ( بيوت الجيران ) بالحجارة . لكني على أية حال أيقنت أن ثمة سر
" ربما أجهله "يقف عائقا أمام الأقلام الشابة التي لا يحركها إلا التفاعل الإيجابي
مع قضايا وهموم مجتمعها ..
ولقد أطلعت على معلومة مفادها أن بعض كتّاب المقال الثابت القدامى
والذين مر على كتاباتهم اليومية لبعض الصحف عشرات السنين
هم من التجار الكبار الذين تربطهم بالجريدة علاقة عمل ( إعلانية ) .
وعلى الرغم أن بعض الصحف الورقية أدركت أهمية التجديد
والتغيير في مجال المقال الصحفي وأدارت ظهرها منذ انطلاقتها
للأسماء التقليدية القديمة إلا أنها لم تستطع التخلص من عقدة
" الشهرة "والأسماء الإعلامية اللامعة ، كما لم تستطع التخلص من
عقدة ( الواسطة )..!
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا :
هل نشأت الصحف الالكترونية خالية من عقد الصحافة الورقية ؟ ولعل من
أهمها " الواسطة " ؟ لتفتح المجال لكل قلم جاد حتى لو لم يربطه بأي
من أعضاء إدارتها أو محرريها أي علاقة من أي نوع ؟
ولتطبق قاعدة " البقاء للأصلح " ؟ ..
وللإجابة على ذلك أقول : حقيقة لا أدري ولا استطيع الحكم على مالا أجرب ..
ولكني اعتقد أن فكرة مدونات إيلاف وهي قسم من جريدة
إيلاف الالكترونية الأم تجربة رائده في مجال الصحافة الالكترونية من خلال كة ّ
تشجيع المدونين ومعظمهم كتّاب ومثقفين وأدباء
لم تستطع الصحف الورقية تفجير طاقاتهم في عالم الكلمة المسؤولة ..
ومن المؤكد أنها أن حافظت على هذه التجربة ، التي تميزت بها ، وحققت أكبر
قدر ممكن من العدل بين المدونين في الظهور وفي التثبيت
المؤقت " للمواضيع المختارة " سيكون لها تميز ونجاح في جذب القراء والزائرين
مما يعود بالنفع على الصحيفة بكل أقسامها بما في ذلك قسم المدونات وعلى المدونين أنفسهم
تركي الأكلبي
التعليقات (0)