الصحراء الغربية: خارطة طريق جديد
6/5/2010
الصحراء الغربية: خارطة طريق جديد
هل غيرت الرباط من طريقة تدبير مافي الصحراء الغربية؟ بعد التأكد من فشل كل المحاولات الرامية لتخلي جبهة البوليزاريو ومن ورائها الجزائر عن فكرة انفصال الاقليم الصحراوي عن الوطن الام .لقد فهمت الدوائر السياسية المغربية ان جبهة البوليزاريو لا تريد التفاوض من منطلق الارضية المقترحة، والرفض لفكرة تمتع الاقليم الصحراوي بحكم ذاتي مرفوض تماما، لان جبهة البوليزاريو تدرك تماما ان اي حل يضمن بقاء الاقليم تحت السيادة المغربية، امر مرفوض ويثير قلق الجزائر التي ترى في جبهة البوليزاريو الذراع الذي ينوب عن الجزائر في مواجهة المغرب وكسر شوكة تطلعاته وكبح جماح رغباته.
الخطة الجديدة عنوانها تأسيس مقاربة لمواجهة قوى الانفصال او ما تسميهم الدوائر الاعلامية بـ انفصاليي الداخل، الذين اصبحوا لا يأبهون بقوة القانون وصرامة رجال الامن ونفوذ الدولة مرحلة جديدة جاءت تتويجا لاعلان رسمي من اعلى سلطة في البلاد، ان المغرب لا يمكن ان يتخلى عن الصحراء باعتبارها ارضا مغربية وسكانها مغاربة .
هذا الموقف الجديد والتاكيد القوى رحب به من طرف الاتجاهات الوحدوية في الصحراء، ورأت فيه منعطفا يحمل مقاربة تختلف عن المقاربات السابقة،التي اثارت حفيظة الوحدويين لانها مقاربات سمحت ببروز لافت لقوى الانفصال التي نجحت في استغلال الظروف السياسية وسيادة المفاهيم الديمقراطية واجواء الحرية، ظروف استغلتها الالة الايديولوجية لجبهة البوليزاريو لتبث مواقفها المعادية لوحدة المغرب وتشجيع مجموعات من المتعاطفين للقيام بأعمال شغب، دون استبعاد فكرة ان البوليزاريو عمل على تجنيد اطفال صغاريحملون ويرددون شعارات معادية للوحدة الترابية علما ان الكثير من العائلات الصحراوية اقدمت على تقديم شكاوى الى السلطات المعنية ضد استخدامات غير اخلاقية ولا انسانية. ان المقاربة الجديدة تحمل الحل الامثل لمشاكل التنمية والبطالة، وجديدها اشراك واسع لفئات عريضة طالما تم استبعادهم من المشاركة في تفعيل وتنشيط العمل السياسي والنشاط التنموي، علما ان الواجب على ان الدولة ان تعيد الحسابات من جديد لكي لا تقع في نفس مطبات المقاربات السابقة. على الدولة ان تنفتح على التوجهات الوحدوية العروبية، وعلى القبائل الصحراوية مع استحضار ضرورة التركيز على اشراك فعال لاعيان قبليين، يحملون صفات النزاهة ويتصفون بالدراية
ان السماح بانتخاب ممثلين عن القبائل الصحراوية، سيسهم في خلق جو من التوافق والاطمئنان سيساعد على تمتين الروابط بين الدولة وابناء القبائل الذين سينظرون لاجهزة السلطة كقوة مساهمة في خلق جو من الالتحام القبلي. انه لمن المهم ان تتخلى الدولة عن الاعتماد على اشخاص لا يملكون اي وجود قبلي، لان القبيلة في الصحراء قوة نفوذ لها القدرة على المناورة والاستعداد للتصدي لقوى التفتيت والانفصال، لكن شريطة اشراكها عبر تفعيل دورها كمساهمة في نهضة الاقليم ولاشك ان استحضار الفاعل القبلي والقوى العروبية الوحدوية لا يعني التغاضي عن حور مهم للعائدين من مخيمات تندوف، فالمطلوب من المقاربة الجديدة اسناد ادوار مهمة للعناصر النشطة. ولاشك ان الانفتاح على المرأة الصحراوية والتشكيلات الاجتماعية والنقابية والفروع الحزبية من شأنه ان يقود الى مقاربة تفاعلية نشطة تخلق جوا من الارتياح دون المبالغة في التأكيد على ان اية خطوات تصالحية مع العناصر المؤيد ة للبوليزاريو،ستبدأ من انفتاح حقيقي وحوار متمدن وانطلاقة راشدة لمقاربة تفاعلية وتشاركية مما ستؤثر على وضعية جبهة البوليزاريو.
التعليقات (0)