الصحافه مهنة المتاعب حقا .. ولكن ليس في بلادنا ..
فالصحافي في غير أوطاننا يتابع ما يعتقده شيئا مريبا فيلاحقه ويتابعه ويتحرى عنه ويتسلل ويخادع وينبش الاسرار ليصنع الأخبار ..
وأحيانا يدفع الثمن باهضا .. فيقول على استحياء ان الصحافه مهنة المتاعب وهذا ثمن أدفعه في سبيل الحقيقه ..
أما عندنا في شرقنا
فان مهنة المتاعب .
تعبير سمج ممجوج نسمعه مرارا وتكرارا من موظفي وكتاب المقالات والمدائح للحاكم السلطان ولحرم السلطان وبطانته وحاشيته وحشمه وخدمه ..
موظفين يتكدسون في المكاتب وادارات الصحف في شرقنا الأوسخ لا مهمه لهم غير كيل المديح للحاكم والاشاده به وبجماله وحنكته وجلاله وسعة افقه السياسي وحنكته ودهائه وطبعا فتوته ووسامته وفحولته ..
هؤلاء يتجمعون في مكاتب فخمه أنيقه يقرأون الصحف ويطالعون الأنترنت باحثين عن فكره أو مقال لكاتب مغمور مجهول ليسرقه بعد تعديل وأحيانا نصا وفصا بلا حياء ولا خجل أو وخزة ضمير .
والحق ان الصحافه مهنة محترمه وهي (صاحبة الجلاله ) في كل الدنيا وفي شرقنا صارت صاحبة الرزاله ..
فهذا الجيش العرمرم المكدس جاهز في كل لحظه للأنقضاض على الخصوم وأنشاب الأنياب بنعالهم وأحذيتهم ، فالمتتبع للحملات التي تشنها الصحافه المصريه مثلا ضد حماس وحزب الله يدرك مدى الانحطاط الذي يتمرغ به هؤلاء .
ان هذه المطبوعات التي تسمى صحافه مجازا جاءت تطورا عن مهنة المنادي في العهد العثماني ، حيث كان يتم اختيار رجل ذي صوت جهوري ويحمل طبلا ويركب على حمار الحكومه ويدور في الحارات والحواري قارعا طبله حتى يلتم حوله الناس فيذيع عليهم بيانا هاما .. ويكون عادة يحرسه شرطيان وذلك لحمايته خاصه ان كان البلاغ فيه رفع الضرائب
يحلو لهؤلاء الأبواق اطلاق صفة صحافي على أنفسهم للتبجح ويقول بمناسبه وبلا مناسبه بأن الصحافه مهنة المتاعب .
وهم في الواقع مجرد لصوص الكلمه لا تربطهم بالصحافه اي رابط مهني أو أخلاقي وهم في أقرب وصف لهم (كتاب التدخل السريع ) الجاهزين للبطش وبكل بذاءه بمن يمس الحاكم أو حاشيته أو خدمه ..
التعليقات (0)