عيد سعيد فى الذكرى الثالثة لإنطلاق الحوار المتمدن وأخلص التهانى لمؤسس الموقع ولكل الأخوة الزائرون والمساهمون والمشاركون بعطائهم الفكرى وتقييمهم للمقالات المنشورة .
إن الكتابات فى الحوار المتمدن هى ثمرة طبيعية للتفاعل اليومى مع الأحداث المحيطة والتفاعل مع الواقع الثقافى والإجتماعى ، من حيث أن الصحافة تلعب دوراً هاماً فى تغيير الواقع بمشاكله وسلبياته المختلفة وكشف الحقائق بإزالة تلال الأكاذيب التى وضعها التاريخ ومفسدى التاريخ والحقائق الذين سيطروا على إعلام عربى رسمى لسنوات طويلة وزرعوا ثقافة التخلف والرجعية بين القراء، ذلك الإعلام الذى لم يعرف إلا تمجيد الحكام والملوك العرب وقال الله وقال الرسول ، وكان الشعب العربى يلهث خلف شعاراتهم القومية يحلم بما ليس له تطبيق فى واقع اليوم ، لذلك كانت مشاعر الإحباط تسيطر على الشارع العربى وفقدانهم القدرة والثقة والمصداقية فى الإصلاح وتغيير مجتمعاتهم وحكامهم الأبديين .
المادة الإعلامية فى الحوار المتمدن أمتلكت مكانها بجدارة فى ميدان الصحافة الإلكترونية ، ونجحت فى الوصول إلى خطاب إعلامى ينجذب نحوه الكثير من أبناء الوطن العربى المغتربين أو المهاجرين الذين يجدون فيه منبراً حراً يطرحون فيه كل مشاكل وهموم أوطانهم وآرائهم فيها رغم المسافات البعيدة التى يقربها لهم موقع الحوار المتمدن.
الحوار المتمدن هو بمثابة الأخ الكبير والصديق المخلص الذى أجد عنده ما أتمناه من عالم عربى شرق أوسطى جديد ينمو ويتطور فى التعرف على مفاهيم الحرية والحقوق الإنسانية ، الحوار المتمدن هو صديقى الذى أفتح له عقلى وقلبى أبوح له أفكارى دون رقيب على كلماتى إلا ضميرى ، تعرفت فيه على أقلام رائعة لم أكن أسمع عنها من قبل نظراً لأحتكار المثقفين والإعلاميين من أصحاب السلاطين والحكام للإعلام والثقافة العربية التى ليس فيها حواراً بل دكتاتورية إعلامية أدت إلى تخلف التفكير العربى وأصبح مهووساً بفكر الفتاوى الدينية الذى يشبع غرائزهم وشهواتهم المريضة .
الحوار المتمدن أخرج المواطن من عزلته الصحفية المفروضة عليه التى أنتجتها الثقافة التراثية التى تعيش فى أوهام الماضى ، ليعبر بحرية عن رؤيته لنفسه ولوطنه فى إطار القضايا والأحداث المحلية والعالمية ، ليكسر بذلك حاجز القيود المفروضة عليه من جانب السلطات ووسائل الإعلام نفسها التى تقتل الحرية بأسم الحجب والمنع .
الحوار المتمدن فتح أبواب الحوار فى قضايا وملفات كانت محاطة بالأشواك ، يُطرح فيها الرآى والرآى الآخر لتطوير أفكار جديدة بكل حرية، وأى تغيير أو إصلاح إنسانى فى حاجة إلى حرية التعبير ليتواصل مع المنظومة الإعلامية فى تحديث مستمر للمفاهيم والأفكار ، وهو ما يتحقق فى الحوار المتمدن الذى يساهم فى تغيير الواقع الإنسانى والأجتماعى وعمل على تحريك مياة راكدة كثيرة .
أصبحت الصحافة الألكترونية الجادة تسبح ضد التيار الإعلامى القمعى الذى فرض إعلام فاسد إعلام التكفير والفتاوى ومشاهد الذبح البشرى ، ذلك الإعلام الذى لا يهتم بمستقبل البشر السعيد بل بالصراخ والشتائم والشعارات الأرتجالية وإثارة العواطف الدينية والدنيوية التى تعبر عن الغرور والكبرياء والأستبداد الذى أستقر فى باطن العقلية والشخصية العربية ويحتاج إلى كشفه حتى يمكن تغييره .
لذلك نتمنى جميعاً أن تحتل الصحافة الحرة والحوار المتمدن مثالاً المعبرة عن نبض أوطاننا وشعوبنا مكانها الرائد فى صدارة مواقع الصحافة الألكترونية التى تقود العقل نحو النور الحقيقى وتبدد الظلام الذى فرضته صحافة العشوائية والمصالح والأنحدار التراثى نحو فكر البادية الإنغلاقى ، أتمنى فى الذكرى الثالثة لإنطلاق موقعنا موقع الحوار المتمدن أن يساهم الإلتزام الموضوعى بالحقائق فى إنحسار المواد الصحفية التى تروج للوهم والخداع والتى ما تزال تعيش فى عصور الجاهلية .
أتمنى أن تستمر قناعاتنا بأن الإختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية وكل عام وأنتم جميعاً بألف خير .
2004 / 12 / 11
التعليقات (0)