الصبر
فاكهة شوكية تنمو بلا حول ولا قوة من البشر ، في الشرق الاوسط بعامة وفلسطين خاصة وفي ياصيد على وجه الخصوص ، جعلها الله غذاء في الصيف للقانع والمضطر وابن السبيل ، والباحث عن حنين الوطن والمغتربين الذين يعودون صيفا متشوقين إلى كل ما يعبق برائحة البلاد ، يأكلون الصبر يكنسون شوكه او يفعفيلونه في المكان فوق الحشيش اليابس ،بمكنسة من القش وتستخرج الحبات التي يود أكلها وتغسل بعد ان يدلح عليها الماء،وبسكين حادة ، تذبح ذبحة من البوز اليمين واخرى من الشمال وثالثة طولية ما بين الذبحتين ، وتزال القشرة .. وبالصحة والعافية ! وتُحمِّرُ وجوهنا أمام زوارنا الأفاضل،ونصيح يا أهلا ومرحبا .
نعم كلما حل الصيف نقدمها لانفسنا ولأهلنا العائدين من الغربة، فنظفر من عيونهم الدهشة، وتعلوا وجوههم أمارات المفاجأة ويصرخون " oh sabeer!!!!" . فالحمد لله الذي حبا بلادنا بهذه الفاكهة اللذيذة السليمة من الدعم الامريكي فهي غذاء بدون عمل يفرضوه علينا .
وكانت جدتي تنصحنا باكل الصبر أسبوعا كاملا الى اسبوعين على الريق ،مع خبز الطابون أيام القيظ كما تسميه.... كانت تقول :الصبر يا ابنائي كلوه في الصباح على الندى ، انه يشرح البال، ويصلح الحال ، ويجلب بنت الحلال ، ويرد الغائب من وراء سبعة بحار ، ويجبر الخاطر ، ويوفر عمل للعاطل ، ويوسع في المسكن ، ويؤمن من خوف ، ويرد العين ، ويقي من شر حاسد ولم تحدد جداتنا عدد "جيزان "الصبر ، ولم ندري ماذا كانت تقصد بذلك الكلام ...وتراني افهم الان انها لخصت كتاب القانون بالطب ونحن لا ندري.......
وانا شخصيا"أنتظر كل عام فصل الصيف حتى أشاهد ثمار الصبر ولونها يميل للاحمرار، فهناك حالة من الارتباط بيني وبين هذا المشهد".فقبل ان اقزع كوزا التقت له صورة ، وكنت قد لاحقت زهرته الصفراء الفاقع لونها او البرتقالية المحمرة كخدود العذارى
حيث "وقف العالم كله أمام إرادة شعب، وحرمهم من الرزق، ولكن الله أنعم علينا بالأرض الطيبة التي لا تبخل علينا بشيء".رغم انف المحتل وسلبه لها ,,,,ومحاولة سرق هذه الخيرات
التعليقات (0)