عام ثورة. مباركة الثورة. منصورة الثورة.
لا نريد الحديث عن أحرار الثورة السورية وأبطالها, عن شهدائها وجرحاها, عن معتقليها وسياط وسكاكين ورصاص الجلادين في أجسادهم كأوسمة مجد يعتزون بها مع أصولهم وفروعهم, عن تحديهم القمع بهمم عالية ومعنويات أسطورية. عن اللاجئين من كل الأعمار إلى أراضي الجوار . هؤلاء وقود الثورة وشرفها وضميرها. أسماؤهم وبطولاتهم حروف من نور في تاريخها, وكل تاريخ يؤرخ للرجولة والبطولة للحرية والكرامة الإنسانية. هؤلاء المجد السوري كاملا.
لا نريد هنا الكلام عن أنصار وأعوان النظام وشبيحته فهؤلاء العار السوري كاملا.
نريد فقط الإشارة للصامتين حولا كاملا وهم يرون كل هذا بعيون جبانة, وأفئدة رعديدة, ويسوقون لأنفسهم مبررات لا يمكنها أن تستر جبنا, أو تموه موقفا, أو تُبقي لأصحابها كرامة.
كيف يمكن أن يصمت إنسان, حولا, إذا كان فيه نفحة من حرية, أو ذرة من وطنية, أو بقية من قيم أخلاقية, أو بعض من رجولة أو أدمية, وهو يرى أبناء وطنه يقتلون بوحشية ودموية تعافها ضواري الوحوش, ويتبرأ منها عتاة المجرمين.
كيف يمكن أن يصمت مثل هؤلاء, حولا, تحت مبررات المؤامرة "الكونية" على سوريا, والممانعة والمقاومة الكاذبة والنظام يعلم انه في هذا كاذب, وهم أيضا يعلمون. يرونه يطارد مواطنين, يفترض أنهم إخوتهم في المواطنة, بدبابات ومدفعية. كيف يؤتمن مثل هؤلاء الصامتين على مصير الوطن. كيف يمكن لهؤلاء الادعاء لاحقا بأنهم شركاء في الوطن. كيف يمكن أن يساهموا ببناء دولة المستقبل بناء سليما سويا على أسس المساواة في الحقوق والمواطنية.
أخوفا من ضياع المكتسبات التي حققها لهم هذا النظام خلال عقوده الأربعة يصمتون على ما يرون؟. أخوفا على انتهاء الفساد الذي أصبح ثقافة وقيما؟. أم أن هذا الفساد أضل عقولهم ونخر نفوسهم فأخرسهم وأنامهم إلى الأبد على قائد للأبد؟.
أخوفا على انهيار الاقتصاد وهم ممن يعانون في وطنهم ذل الحصول على لقمة العيش الشريف, ويدفعون من شرفهم وكرامتهم ثمن وظائفهم ومناصبهم, ويتدافع أبناؤهم إلى المغتربات في أصقاع الدنيا في عناء البحث عن مكان فيه كرامة و لقمة عيش شريف لم يجدوه في وطنهم فهجروه, وهجروا أهلهم. والكثير منهم ضاعوا في المغتربات و أوطان الآخرين؟.
هل الصامتون حولا, خائفون, وهما, على طوائفهم إلى درجة تسقط عنهم كل وطنية, وكل مفهوم للمواطنة, وكل انتساب للإنسانية, وكل إمكانية التعايش مع الآخرين في مجتمع تآخي, و في دولة عصرية, هل مثل هؤلاء يعتد بهم في حرب تحرير أو مقاومة أو تحديات مصيرية؟.
أليس مثل هؤلاء ــ المختبئون خلف أمجاد أجدادهم يرددون ببغائيا مآثرهم وسيرهم, بؤساء, خصاة, بعيدون عن قيم الرجولة ومجرد ظواهر صوتية ــ من كادوا أن يُفقدوا أجدادهم كل مجد لولولا نضالات ومواقف الشرفاء الأحرار ممن هم بحق أحفادهم؟. الحفاظ على المجد هو ما يبقيه مجدا. وكم من أحفاد عاقين أضاعوا أمجادا وجلبوا خزيا وذلا وعارا. لا تنتسبوا أيها الصامتون لأجدادكم وحالكم هذا يرحمكم الله, إن كان الله يرحم أمثالكم!!,
الصامتون حولا سبق أن صمتوا نصف قرن ومستعدون للصمت صمتا أبديا حفاظا على سلامة دون كرامة. يا للوطنية, يا لهوان الرجال.
التعليقات (0)