مواضيع اليوم

الشيوعي مؤامرة أم فكرة

خلف علي الخلف

2012-05-20 22:37:35

0

 هناك ثلاثة أنواع في الحياة ، ولكل نوع دوره، وأحد هذه الأدوار يلعبه الشيوعيون القدامى. ولا أدري لماذا لا يرخصون لهم نادي بهذا الإسم. وهكذا نضرب كل العصافير بحجر واحد. فالشيوعي "القدامى" يلعب الدور الثالث. ويمكنك العد على أصابعك لتكتشف آهمية الثالث.

ويجب أن يكون ذلك في هوية النادي. الشيوعي دور ثالث في كل مكان، الفطرة الشيوعية السليمة تقوده لأن تكون مهمته ووظيفته وهويته "بعصة". ويمكن أن يكون شعار النادي "المؤامرة على قدم وساق". وأثناء ذلك نصفق لأي شيوعي يقول فكرة جوهرية وناضجة كالعادة وينظر في وجوه الدهماء منتظرا التصفيق. ونقول له ما قاله بكوس "عداك العيب. لازم تنتظر نص ساعة عشان تاخد العيب اللي بعده".

وهناك من ورمت الأنا خاصته كما يقول أعمامنا الإنكليز، وأصبح لديه يقين من 1967 صفحة، أنه يستطيع أن يقود قطار المرحلة وأصابه الجنون وقال "أنا أقود القطار دون مرحلة"

وعندما ركبت قطار الإسكندرية - القاهرة (وبالعكس) في عز الشتاء، شعرت بكل افعال التعجب حينما وجدت المكيف البارد (أرجوك انتبه البارد) شغال على آتم وجه، ودرجة الحرارة خارجا كانت بالحضيض كتاريخ الشيوعية.

اعتبرت الأمر خطأً تقنياً، حتى حينما رفض قائد القطار -وأظنه من القدامى- إطفاء المكيف لسببين : الأول هو أن جميع الركاب حجزوا تذكرة مكتوب عليها "قطار مكيف" والثاني الركاب قد لا يوافقون على اطفاء المكيف لأن الكثير منهم أتى بلحاف أو بطانية معه فماذا يفعلون بها.

وهكذا وبعد معركة حامية الوطيس تضامن فيها معي عدد من الأجانب ومصريون درسوا "ببلاد برا" تم إطفاء المكيف. في المرة الثانية كانت معركتي أخف. في الثالثة صرت أبحث عن "قائد المرحلة " وأرجوه أن يطفيء المكيف لأن درجة الحرارة في نشرة الأخبار 9. في الرابعة صرت أرجوه آن يطفئه لأني مريض وليس لأن هذا مخالف للمنطق القديم والحديث، وبوجود العقل أو دون وجوده يمكن آن تسمي هذا "جنون وعبث و ..." وتأخذ العلامة الكاملة على التسمية. وأنا في انتظار مرحلة حمل البطانية. وأسميت هذه العملية الجهنمية "تكتيك قطار الاسكندرية - القاهرة وبالعكس تماما".

والشيوعي القدامى لا يكل ولا يمل من التآمر "وإلا ما يجي يوم وتمرق له شي مؤامرة" لأنك ترأف بحاله. وكلما كان الشيوعي ثوريا كلما ازدادت سرعته في حبك المؤامرات. ويمكن للشيوعي الجيد أن ينتج ثلاثة مؤامرات في الدقيقة الواحدة.

وإذا كنت مثلي في وسط حمضي والكثير من أصدقائك شيوعيين عليك أن تتعلم السباحة أو تأتي معك بدولاب لأنك ستغرق من المؤامرة الآولى. ودليلي الثابت على أن مؤامراتهم "صينية" ورخيصة هو آني مازلت حيّاً أرزق. وحمدت الله سبعة آلاف مرة أن ملك الهواء والريح في الإسلام ليس شيوعياً وإلا كان قطع عنا الهواء وانتصرت الشيوعية وأصبح سكان الأرض شيوعيون يفنون بعضهم بالمؤامرت بعد قليل.

وفي كل صباح أسأل نفسي هل المؤامرة فكر أم سلوك؟ وجارتي التي تبيع جرايد قالت لي "دي وباء يا ابني". ويجب أن نطلق حملة لنساعد أصدقاءنا الشيوعيين القدامى بتغير شعارهم الصيني بآخر كوري " الناس تكرهنا لأننا متآمرون.. أم نحن متآمرون لأن الناس تكرهنا"... وهكذا دواليك.

 

توضيح: في أي مكان ترد فيه "شيوعي" فالشيوعي المقصود هم أصدقائي وأي شيوعي آخر يعتقد أنه مقصود حرفياً أنا غير مسؤول عنه البتّة.

بكوس : مرشح (افتراضي) ساخر للرئاسة المصرية.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات