الشيلات صورة من صور الغناء
تزخر الثقافة الشعبية بألوان جعل منها مادة بحث ثرية للباحثين والمهتمين , الشيلة أحد تلك الألوان الطاغية في السنوات الأخيرة فهي نوع من أنواع الشعر مع التركيز على المد وهذا ما يميز الشيلة عن غيرها من الألوان الشعرية , الشيلة تصدرت المشهد الثقافي الشعبي " الأدب الشعبي" خاصة في مواسم معينة كمواسم مزايين الإبل, ما يميز الشيلة أنها أصبحت مادة مسلية لمن يٌحرم الغناء ويقف منه موقف الرفض فالشيلة مغناة وصورة من صور الغناء خاصةً إن امتزجت بلحنٍ موسيقي وإن لم تٌصحب بموسيقى فهي نوع من أنواع الحداء .
هناك من يقف ضد الشيلة الممتزجة بالموسيقى وهناك من تطربه ولكل شخص حريته المنسجمة مع طريقة تفكيره , المجتمع السعودي يعاني من فقدان التذوق الفني فكل شيء يطربه ويحرك أحساسة وتلك حالة طبيعية ناجمة عن تصحر فني مٌعقد البٌنية , إقبال الصغار والكبار على الشيلة استماعاً ومحاكاة ليس بمستغرب في مجتمع متنوع متعدد في عاداته وتقاليده وطريقة حياته ويعاني من مرض التصحر الفني الذي لا يمكنه أن يوجد في مجتمع دون وجود شقيقة مرض الجفاف العاطفي فالتذوق الفني و الإحساس العاطفي توأمان لا يفترقان أبداً !.
لكل قصيدة غرض وبعيداً عن أغراض الشعر السلبية المنحصرة في الهجاء والعصبية والفخر الغير مستساغ والمديح الكاذب الإ أن الشيلة تصدرت وتفوقت في مجال الغزل اللغز المفقود بالقصائد الشعبية الحديثة , الشيلة الصورة الغنائية المصغرة تفوقت على الغناء لأسباب فكرية بحته , هناك من يرى المجتمع مجتمعاً متناقضاً عندما يرفض الغناء ويتقبل الشيلة المصحوبة بالموسيقى وهذه رؤية خاطئة خاصة إذا علمنا أن الأذواق وحرية الاختيار حالة نفسية معقدة بيد صاحبها وليس بيد غيره من البشر , الشيء الوحيد المٌفرح يكمن في تصدر الشيلة للمشهد الفني والشعري رغم تحفظي الجزئي فذلك التصدر سيساهم في عودة الدفء للمشاعر وسيكون سبباً في حياة قلوباً كانت ميتة وسيعيد للأرواح طبيعتها وفطرتها وهذا هو المهم في زمن أصبحت فيه القلوب بعيدة والحٌب مفقود والشوق والدمع نادر الحدوث والهطول بصحرائنا القاحلة ....
التعليقات (0)